"طفل ماكرون".. هل "يرث" غابرييل أتال مفاتيح الإليزيه؟
في صعود سريع ومفاجئ، بات وزير التعليم الفرنسي غابرييل أتال المرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
أتال المعروف بـ"طفل ماكرون" بسبب ولائه الشديد للرئيس الفرنسي الحالي، تقدم فى استطلاع جديد للرأي أجرته شركة "آي إف أو بي" ليصبح المرشح المفضل لقيادة حزب "النهضة" (حزب ماكرون) بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2027.
وبحسب الاستطلاع، تخطى أتال رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، والذي ظل المرشح المفضل في الاستطلاعات لفترة طويلة.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن أتال الذي يُنطر إليه باعتباره "النجم الصاعد" فى حزب ماكرون تخطى أيضا كلا من جيرالد دارمانين وزير الداخلية، وبرونو لومير وزير المالية.
وقامت الشركة بسؤال ألف مشارك عن مرشحهم المفضل، لتُظهر النتائج تقدم أتال بحصوله على 57% من موافقة الناخبين، يليه مباشرة إدوارد فيليب بنسبة 55%.
وفي المركز الثالث جاء دارمانين يليه لومير، واختتمت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن المراكز الخمسة الأولى.
صعود سريع
بعد تعيينه وزيراً للتعليم في يوليو/ تموز الماضي، أصدر أتال سلسلة من القرارات البارزة في مقدمتها حظر ارتداء العباءة بالمدارس الحكومية.
واُعتبر القرار بمثابة بيان قوي في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد خلال الصيف والتي جددت التوترات الاجتماعية والعنصرية بين الشباب الفرنسي والشرطة.
وأثار تعيينه في منصبه غضب اليسار الذي اتهم أتال بعدم فهم نظام المدارس الحكومية لأنه ارتاد مدارس خاصة.
وردا على ذلك، قال أتال: "نعم، ذهبت إلى مدرسة خاصة ولست مضطراً للإنكار والاعتذار"، داعيا منتقديه إلى "عدم انتقاد الآباء الذين يتخذون هذا الاختيار".
وعمل والد أتال كمحام قبل أن يتحول إلى إنتاج الأفلام كما تعمل والدته أيضا فى المجال نفسه.
وبدأ صعود أتال السريع في السياسة الفرنسية وهو في سن 23 عاما، عندما انضم إلى الحزب الاشتراكي (يسار) وعمل مستشارا في وزارة الصحة في عهد فرانسوا أولاند.
وفي عام 2017، انضم إلى الحزب الذى أطلقه ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" الذى أصبح اسمه حاليا حزب النهضة وحصل على لقبه "طفل ماكرون".
وفي عام 2018، أصبح وهو بعمر الـ29 عامًا، وزيرًا للدولة في وزارة التعليم، ليصبح أصغر عضو بمجلس الوزراء في عهد الجمهورية الخامسة.
وبين عامي 2020 و2022، عمل أتال كمتحدث باسم الحكومة وأصبح وجهًا مألوفًا ومنتظمًا على الشاشات الفرنسية خلال ذروة وباء كورونا.
ولاحقا، قضى فترة قصيرة كوزير منتدب مسؤول عن الحسابات العامة في عام 2022، لينضم إلى الحكومة الفرنسية كوزير للتعليم فى التعديل الوزاري الأخير في يوليو/ تموز الماضى.
ومن المقرر أن تجري فرنسا انتخاباتها الرئاسية المقبلة في عام2027، لكن حينها لن يتمكن ماكرون من الترشح لولاية ثالثة وفق الدستور الفرنسي الذي يحد الولايات الرئاسية باثنتين.
وفى حال فوزه بالرئاسة، سيكون عمر أتال 38 عاما، ليحطم بذلك الرقم القياسي لأستاذه ماكرون وينتزع منه لقب أصغر رئيس في تاريخ فرنسا بفارق عام واحد.