لوبان و"حظر الحجاب".. ماكرون يتهمها بجر فرنسا لحرب أهلية
اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منافسته بالانتخابات الرئاسية، مارين لوبان، بجر البلاد إلى حرب أهلية، على خلفية موقفها من الحجاب.
وأكدت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، في مناظرة رئاسية، مساء الأربعاء، اعتزامها حظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة في حال انتخابها رئيسة لفرنسا يوم الأحد المقبل.
وتابعت: "أتمسك بحظر حجاب الرأس الإسلامي"، معتبرة إياه "زيا موحدا فرضه الإسلاميون"، لكنها أكدت أنها "لا تحارب الإسلام".
ورد ماكرون بشكل سريع على حديث لوبان، متهما إياها بالدفع لـ"حرب أهلية" في فرنسا، إثر رغبتها في حظر الحجاب، مضيفا :"سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية. أقول ذلك بصدق".
كما دافع الرئيس المنتهية ولايته عن استقبال اللاجئين في البلاد، وقال "حق اللجوء يجب أن يستمر في حماية أولئك الذين يفرون من بلادهم بسبب الحرب (..) سيتعين علينا الترحيب بالعديد من اللاجئين الأوكرانيين".
ويضيف: "يجب أن نكون قادرين على الاستمرار في تنفيذ الهجرة الاقتصادية التي نحتاجها".
في الوقت نفسه، أكد ماكرون رغبته في إصلاح منطقة شنغن الأوروبية، وتنفيذ سياسة أكثر فاعلية لإعادة طالبي اللجوء المرفوضين إلى الدول الأصلية.
وموجها حديثه إلى لوبان، قال ماكرون :"أحارب أفكارك ، والحزب الذي تمثليه، لكنني أحترمك كشخص، مضيفا "يمكننا أن نرى أن لدينا خلافات".
وتابع: "هذه الانتخابات هي استفتاء حول قضايا بعينها؛ مع أو ضد الاتحاد الأوروبي، مع أو ضد البيئة، واستفتاء على كل ما نمثله".
وتحدث الرئيس المنتهية ولايته عن توجيه الكلمة الأخيرة للأطفال، وقال" لأطفالنا، أريد أن أستمر في بناء عالم أفضل لهم.. ستكون حماية الأطفال في صميم السنوات الخمس المقبلة".
وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجا ليبراليا مؤيدا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.
واحتل ماكرون، الوسطي المؤيد لأوروبا الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية، والقومية لوبان المتشككة في الاتحاد الأوروبي، المرتبتين الأولى والثانية على التوالى في الجولة الأولى من الانتخابات في وقت سابق الشهر الجاري.
ويتقدم ماكرون حاليا بفارق مريح في استطلاعات الرأي، حيث يحصل على تأييد ٥٤.5% إلى 56.5% من المشاركين مقابل ٤٣.٥% إلى 45.٥% لمنافسته لوبان.
لكن من المتوقع أن يكون الفارق في جولة الإعادة يوم الأحد أصعب مما كانت عليه قبل خمس سنوات، عندما خاض المرشحان أيضا منافسة أخرى حسمها ماكرون بعد حصده 66% من الأصوات.
وكان أداء لوبان ضعيفا في المناظرة التليفزيونية عام 2017. وقال 63% من المشاهدين في ذلك الوقت في استطلاع إن ماكرون كان أداؤه أفضل.