"بوابة العين" تكشف بالوثائق قصة أول مسجد بُني في فرنسا
السلطات الفرنسية قررت عام 1830 تحويله إلى مدرسة، كما قامت بتزوير وثائقه الرسمية التي تؤكد أنه مسجد
حصلت "بوابة العين الإخبارية" على وثائق "حصرية" تتضمن معلومات تاريخية موثقة في مخطوطات أصلية فرنسية عن "أول مسجد بُني في فرنسا"، والتي توصف "بأغرب قصة في تاريخ فرنسا".
أما صاحب أغرب قصة في تاريخ فرنسا -بحسب هذه الوثائق- فهو جندي فرنسي عاد من بيت المقدس بعد مشاركته في الحرب الصليبية الثالثة أمام صلاح الدين الأيوبي، ويدعى "بيار سالادان دانغلور".
و"بيار" هو جندي فرنسي شارك في الحملة الصليبية الثالثة أيام صلاح الدين الأيوبي، ومن عائلة فرنسية أرستقراطية عريقة وراقية في فرنسا تدعى "دانغلور" أو D'Anglure، وخرج بدعوة من البابا "غريغوري الثامن" باسم الحرب المقدسة باتجاه بيت المقدس، ومن سوء حظه أنه وقع أسيرا، ليتم اقتياده إلى القائد العسكري صلاح الدين الأيوبي.
لكن الجندي الفرنسي تفاجأ بقرار صلاح الدين الأيوبي الذي قرر العفو عنه بعد أن عومل معاملة حسنة، وتمت معالجته من إصابة تعرض لها خلال المعركة، كما تنقل الرواية التاريخية الأكثر تداولا وشهرة.
وبحسب الوثائق، فإن هذا السبب كان كافيا حتى يقرر الجندي الفرنسي "اعتناق الإسلام"، ووعَد صلاح الدين ببناء مسجد في فرنسا، وتسمية جميع من يولد من سلالته باسم "صلاح الدين".
وبعد عودته من الحرب الصليبية، شرع "بيار سالادان دانغلور" في بناء مسجد داخل قصر عائلته، وكان ذلك في عام 1200 الميلاد، وأطلق عليه تسمية "مسجد محمد"، في منطقة "أردان" التي تقع على الحدود الفرنسية مع بلجيكا ولوكسمبورج.
لكن السلطات الفرنسية قررت عام 1830 تحويله إلى مدرسة، كما قامت بتزوير وثائقه الرسمية التي تؤكد أنه مسجد، وتحويلها إلى "وثائق مدرسة"، وعملت في الوقت ذاته على نشر الإشاعة في أوساط الفرنسيين، والتي لازالت موجودة حتى اليوم في كثير من الكتب التاريخية "الحديثة" والموسوعات العلمية مثل "ويكيبيديا".
ومع ذلك، لم يعد الأمر كافيًا بالنسبة للسلطات الفرنسية، فقررت هدم المسجد الذي حولته إلى مدرسة في تاريخ "غير معروف"، ولم يعد له أثر اليوم، وبحسب الوثائق فإن الدافع وراء هدم السلطات الفرنسية المسجد الوحيد في فرنسا آنذاك "طمس ودفن" القصة بكل أدلتها.
كما تشير الوثائق ذاتها إلى أن الجندي الفرنسي الذي غَيَّر اسمه بعد إسلامه وأضاف له اسم "صلاح الدين" أو "Saladin بالفرنسية" "بيار سالادان دانغلور"، تم تحريفه هو الآخر، إلى "سالازان" أو "Salasin" بالفرنسية، حتى كلمة "Sarrasin/Sarrazin" كانت تعني في اللغة الفرنسية خلال القرون الوسطى حتى القرن السادس عشر "مسلم"، واستعمل هذا المصطلح لأول مرة في 1551.
لكن الوثائق التي حصلت عليها بوابة "العين" الإخبارية، والتي تعد جزءا فقط من "مخطوطات ملكية" أخرى موجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية وكتب التاريخ الفرنسي القديم "النادرة" وكثير من الأبحاث الأكاديمية، جعلت من قصة الجندي الصليبي الذي أسلم أشهر من أن تُمحى من التاريخ، وتؤكد أن أول مسجد بُني في فرنسا كان في 1200 ميلادي ولم يكن مدرسة.
ومن بين الشواهد التي بقيت كـ"دليل حي" على وجود مسجد مهدوم في منطقة "أردان" الفرنسية، الشارع المحاذي لقصر الجندي الفرنسي، والذي لا يزال يسمى باسم "شارع محمد" أو كما يسمى بالفرنسية "Rue du Mahomet/ Ardennes Buzancy/ france".
والملاحظ أن الفرنسيين هم الوحيدون في العالم الذين يسمون رسول الله (محمد صلى الله عليه وسلم) بـ "Mahomet" بدلا من "Mohamed " مثل بقية لغات العالم.