بالصور.. مسجد "حجي علي" بالهند.. ملحمة فريدة في التعايش الإنساني
تُعتبر الهند بلد التعددية العرقية والدينية واللغوية لحرصها الحفاظ على هذا الطابع المميز والفريد ونسيجها المتنوع ومجتمعها المتعدد.
تُعتبر الهند بلد التعددية العرقية والدينية واللغوية لحرصها الحفاظ على هذا الطابع المميز والفريد، دون أن تمس بنسيجها المتنوع ومجتمعها المتعدد.
المشهد داخل مسجد "حجي علي" بمومباي يؤكد ويوضح هذه الملحمة الفريدة في التعايش الإنساني والتسامح الديني.
هو ليس مجرد مسجد عادي بل ملتقى للأديان ومصلي لكل الأطياف والديانات، يقول الشعب الهندي عنه إنه باب الله المفتوح دائما أمام الداعين، ويقصده الزائرون من كل أنحاء الهند، بل وكذلك بعض الباكستانيين الذين يقصدوا الهند فقط للصلاة والدعاء على أعتاب بوابته.
ومسجد حجي علي أو كما يطلق عليه الشعب الهندي حجي علي دراغا يقع فوق جزيرة صغيرة جنوب مدينة مومباي ويطل على ساحل ورلي من كل الاتجاهات لذلك فإذا كنت ستقصد مسجد حجي على للصلاة سوف يتوجب عليك أن تسير عبر الممشى الخاص به قرابة الكيلو متر حتى تصل إلى هذا الصرح العتيق.
ويعتبر مريديه السير عبر هذا الممشى وحده متعة، حيث يمكنك أن تتمتع بأصوات القرآن والأدعية وكذلك ترانيم العقيدة الهندوسية أو الديانة المسيحية طوال فترة سيرك إلى المسجد، وقد تجد مجموعة تسير بشكل منظم تردد بعض التلاوات كنوع من الاستحضار الروحي الذي يسبق الوصول إلى المسجد والصلاة بداخله.
وأثناء المرور بالممشى يلفت انتباهك كثير من الأكشاك الصغيرة أو كما يسمونها "خانات" تبيع العديد من السلع مثل سجاجيد الصلاة أو السبح أو العطور الطبيعية كالمسك والعود، كذلك قد تجد أغطية للرأس وقلادات بها أية الكرسي أو صلبان أو حتى صورة جانبتي إله الهندوس المقدس.
أصوات الداعين والأدعية الممزوجة بصوت أمواج البحر ستضعك في حالة روحانيه عالية تجعلك تتخلص من كل طاقاتك السلبية حتى قبل أن تصل إلى ساحة المسجد، وبمجرد دخولك إلى ساحته ستكون وصلت إلى درجة عالية من السلام النفسي، خاصة بعد أن تشاهد أحد الهندوس وهو يرفع يديه احتراما لصور القرآن المعلقة، أو يذهب ليلمس ضريح حجي على، وستجد بعضهم أيضا يرفعون أيديهم بالدعاء كما يفعل المسلمون.
بعد الانتهاء من الصلاة وقبل رحيلك ستجد حتما مجموعة ملتفة حول شخص ما هو ليس شيخ أو كاهن أو قس هو فقط شخص عادي قرر أن يعرف الناس تاريخ هذا المسجد العتيق خاصة هؤلاء الذين جاءوا إليه للمرة الأولي فيروي لهم باختصار قصة السيد حجي بير شاه، والذي كان من التجار المسلمين في الهند وقرر التخلي عن كل ممتلكاته الدنيوية في سبيل الحصول على الجنة بعد موته، وقام ببناء هذا المسجد في عام 1431، وعلى الرغم من أن الهند تشتهر بمعمارها المميز خاصة تلك التي تخص دور العبادة مثل تاج محل أو غيره من المساجد أو الكنائس أو حتى المعابد إلا أن حجي على يظل الأشهر من حيث الطراز المعماري الفريد وأهم معالم مومباي السياحية، وكذلك المجمع الديني رقم واحد في تلك البلد التي تحتضن وترحب بكل الأديان والأطياف والأعراق والورود المقدسة.