فرنسا تعلن الحرب على الإخوان.. خطة لمكافحة الإسلاموية ورصد أفرعها
يضيق الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا من البوابة الفرنسية، مع تدشين باريس حملة لمراجعة ملف الجماعة والروابط بين الأفرع في القارة.
إذ كشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، النقاب عن خطة حكومية لمكافحة "آفة الإخوان المسلمين’’، و"الانفصال الديني" والإسلام السياسي في الأراضي الفرنسية.
تهدف المهمة، المكلفة بها مسؤولان رفيعان هما فرانسوا غوييت، سفير سابق، وباسكال كورتاد، حاكم إيفلين، إلى تقييم الحركة في فرنسا "وعلاقاتها بالفروع الأوروبية الأخرى".
ووصف بيان صادر عن وزارة الداخلية الفرنسية، ما وصفه بـ"الانفصال"، بأنه "مشروع سياسي ديني مُنظّر يتميز بانحرافات متكررة عن مبادئ الجمهورية بهدف بناء مجتمع مضاد".
وتابع ""يتجلى ذلك من خلال ممارسات معادية للجمهورية مثل إخراج الأطفال القاصرين من المدارس أو تطوير أنشطة ثقافية ورياضية مجتمعية"، حسبما ذكرت صحيفة "لو بوين" الفرنسية.
وتتهم الحكومة الفرنسية، الإخوان المسلمين "بلعب دور رئيسي في نشر مثل هذا النمط الفكري".
ووفق الخطة التي دشنها وزير الداخلية، من المنتظر تقديم تقرير "يحدد وضع نفوذ الإسلام السياسي في فرنسا" في الخريف.
وتهدف المهمة أيضًا إلى تحليل "أهداف وطرق حركة الإخوان المسلمين في هذا السياق، وتكييف الوسائل الحالية لسياسة مكافحة الانفصال، للاستجابة لها".
وهذه ليست أول ضربة فرنسية للإخوان، إذ سبقتها ضربة مالية الطابع قبل عام كامل، وبالتحديد في منتصف مايو/أيار 2023.
إذ ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في حينه، "حددت المديرية العامة للأمن الداخلي (المخابرات الداخلية الفرنسية) ما لا يقل عن 20 صندوق أوقاف مشبوها مرتبطا بالإسلام السياسي في فرنسا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي رفيع مطلع على الملف قوله: "تم تأسيس هذه الصناديق في عام 2008 لتوجيه الأموال الخاصة نحو الأنشطة ذات الاهتمام العام، ولم يتم مراقبة هذه الصناديق من قبل السلطات الفرنسية".
ووفق الصحيفة، تم استثمار الأموال بشكل غير قانوني في "غرف الصلاة"، لضمان تشغيل وصيانة المساجد المعروفة بقربها من الإخوان.
المصدر ذاته قال إن السلطات الفرنسية علقت 8 صناديق من الـ20 صندوقا، بينهم 4 توصلت إلى دلائل قضائية تستدعي حلها، بينها الصندوق الأوروبي للمرأة المسلمة والصندوق الكندي.
ووفق ما ذكره مراقبون غربيون في حينه، فإن تحركات فرنسا الأخيرة مهمة ومؤثرة للغاية، لأن صناديق التمويل أهم عنصر في شبكة تمويل الإخوان في الوقت الحالي بعد تراجع مصادر التمويل الأخرى.
"اختراق بروكسل"
وتنتشر الأيديولوجية الإسلاموية لجماعة الإخوان في المجتمع الفرنسي. لتحقيق هدف "إقامة خلافة عالمية تحكم فيها شريعة الله جميع جوانب الحياة البشرية"، وفقًا لمصدر استخباراتي فرنسي,
ولتحقيق ذلك، ينسج الإخوان شبكتهم حتى قلب المؤسسات الأوروبية. وعلى سبيل المثال، تقدم منظمة فيميسو (منتدى الشباب الإسلامي والمنظمات الطلابية الأوروبية)، نفسه كمتحدث باسم الشباب المسلم في أوروبا.
في مذكرات حصلت عليها صحيفة "أوروبا 1"، أعربت المخابرات الفرنسية عن قلقها من تسلل الإخوان إلى بروكسل من خلال منظمات تدعي أنها "مستقلة".
وفي الواقع، يتم اختراق الهياكل الأوروبية من قبل منظمات محسوبة على الإخوان، مثل منظمة فيميسو المظلية التي تضم 33 منظمة في حوالي 20 دولة.
وتسعى رئيسة المنظمة في فرنسا، هانية شلال. إلى إبراز الكوادر الشابة من الإخوان، خاصة المعلمين والأطباء والمهندسين، لنشر "الفكر الإخواني" بين "المؤسسات والمسؤولين الأوروبيين"، حسب وثيقة المخابرات.
ويستغل الإخوان الصعود الكبير لليمين المتطرف، لأن ذلك يسمح لهم بتبرير مفهومهم لـ"الإسلاموفوبيا" الذي يزعم أن باريس هي عاصمة العنصرية، وفق التقرير ذاته.
ووفقًا للاستخبارات الإقليمية الفرنسية، يملك تنظيم الإخوان، أكثر من 50 ألف مؤيد، و150 دار عبادة و18 مبنى تعليميا و280 حركة ورابطة محلية، ناهيك عن شبكة تعليمية تنتقل من الكليات والمدارس الثانوية إلى التعليم العالي، مع المعاهد الأوروبية للعلوم الإنسانية، وجميعها ينظمها اتحاد وطني للتعليم الإسلامي الخاص، تم إنشاؤه في عام 2014.
aXA6IDE4LjExNy4xNDUuNjcg
جزيرة ام اند امز