شعارات «الخلافة» الإخوانية تشعل غضب الألمان.. وإجراءات في الأفق
مظاهرة لمجموعة منبثقة عن الإخوان في شوارع ألمانيا، حملت شعارات مقلقة، دفعت الأوساط السياسية لحراك من أجل "إجراءات قوية"
ووفق بيانات مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية هامبورغ، فإن الشخص الذي أخطر بالمسيرة على صلة بمجموعة "مسلم إنتراكتيف" (مسلم تفاعلي) المصنفة على أنها متطرفة.
وفي أعقاب المظاهرة التي نظمها الإسلاميون في هامبورغ وهزت الأوساط السياسية الألمانية، دعا رئيس شرطة الولاية، فالك شنابل في مقابلة مع شبكة ”إن دي آر إنفو“ الإخبارية، إلى حظر مجموعة ”مسلم إنتراكتيف“.
وقال في المقابلة التي طالعتها «العين الإخبارية»: "يجب حظر مجموعة مسلم إنتراكتيف طالما أن نتائج مكتب حماية الدستور، كافية لذلك.. عندها (بعد الحظر) فقط سيكون من الممكن تقييد انتشار هذا التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
ومن أجل منع الفعاليات على شاكلة مظاهرة السبت الماضي، فإن الحكومة الألمانية مدعوة إلى ”توضيح ما إذا كان لا يمكن حظر مسلم إنتراكتيف التي تقف وراء هذا التجمع؟“، على حد قول رئيس الشرطة في هامبورغ.
حزب الاتحاد المسيحي (معارض ومتصدر استطلاعات الرأي)، دعا إلى حظر ”مسلم إنتراكتيف“، إذ كرر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في برلمان هامبورغ، دينيس ثيرينغ، الأمر بقوله ”لا يكفي أن تجد وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيسر أن هذه المظاهرة الإسلاموية يصعب تحملها، بل يجب عليها أن تتحرك الآن وتفرض حظرًا سريعًا على مسلم إنتراكتيف".
وينسب مكتب حماية الدستور في هامبورغ، مجموعة "مسلم إنتراكتيف" إلى حزب التحرير المحظور في ألمانيا منذ عام 2003، والمنبثق عن جماعة الإخوان.
وبحسب المكتب، فإن حزب التحرير يرمي إلى استخدام القوة كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، وفق قرار الحظر الصادر بحقه، ويهدد فكرة التفاهم الدولي.
رد الحكومة
وزيرة الداخلية وفي تصريح لإذاعة "دويتشلاند فونك"، اعتبرت أن ”الخطوط الحمراء لمثل هذه المظاهرات يجب أن تكون واضحة. فلا ينبغي أن تكون هناك دعاية لصالح حماس، ولا شعارات كراهية ضد اليهود، ولا دعوات للعنف في الشوارع الألمانية".
ودعت فيسر إلى ”إجراءات صارمة“ من قبل السلطات، لكنها لم تتحدث حتى الآن عن حظر محتمل لمنظمة "مسلم إنتراكتيف".
وسبق ذلك، المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي شدد، أمس الإثنين، على ضرورة أن تكون هناك ”عواقب“ في أعقاب مسيرة الإسلاميين في هامبورغ.
وفي مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس وزراء الجبل الأسود، ميلويكو سباييتش، قال شولتز: ”من الواضح تمامًا أنه يجب التصدي لجميع الأنشطة الإسلامية باستخدام إمكانيات وخيارات دولتنا الدستورية“.
من جانبه، دعا "الحزب الديمقراطي الحر" الشريك في الائتلاف الحاكم إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بما في ذلك الطرد من البلاد، بحق هذه المجموعة المتطرفة.
وقال نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، كونستانتين كوهله، لصحيفة "دي فيلت" الألمانية: ”يمكن طرد أي أجنبي تعرض إقامته النظام الأساسي الحر والديمقراطي في ألمانيا للخطر“، مضيفا "أي شخص يدعو إلى إلغاء الحقوق الأساسية مثل حرية الصحافة في مظاهرة يستوفي هذا الشرط".
استراتيجية "مسلم إنتراكتيف"
وعلى الرغم من أن حوالي 20 شخصًا فقط ينتمون إلى دائرة القيادة الداخلية لـ"مسلم إنتراكتيف"، إلا أن متابعي المجموعة عبر الإنترنت، عشرات الآلاف.
وكان منظمو المظاهرة في هامبورغ يوم السبت الماضي، مستعدين بشكل مسبق وجيد للغاية، إذ قاموا بتوزيع مئات اللافتات على حوالي 1100 مشارك.
وتخلل المظاهرة شعارات مطبوعة على ملصقات من قبيل "الخلافة هي الحل"، و"الشجاعة من أجل الحقيقة"، و"لا لديكتاتورية القيم".
وتأسست مجموعة “مسلم إنتراكتيف”، في مارس/آذار 2020 وهي حاضرة بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها تتواجد أيضًا بانتظام في الشوارع.
وتنشر ”مسلم إنتراكتيف“ رسائلها اللافتة بطريقة عاطفية للغاية. إذ يتحدث مشروع رصد للوكالة الفيدرالية للتربية المدنية عن ”تصويرات مبطنة ومُعدّة بشكل احترافي“ تهدف إلى الوصول إلى الجمهور المستهدف من الشباب على وجه الخصوص.
وظهر أنصار الحركة، مرارًا وتكرارًا في المظاهرات، في تشكيلات على الطراز العسكري، مرتدين قلنسوات سوداء متطابقة، عليها شعار الجماعة الذي يضم بعض قطرات من الدم..
وبالإضافة إلى المظهر العسكري، يمكن أيضًا ملاحظة حركات موحدة تم التدرب عليها في بعض الحالات.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالتجمع الذي جرى في هامبورغ في نهاية الأسبوع الماضي، رجالًا على وجه الحصر تقريبًا.
وغالبًا ما تصل مقاطع الفيديو التي تنشرها المجموعة إلى عشرات الآلاف من المشاهدات، حتى إن بعض المقاطع الفردية تم مشاهداتها أكثر من مليون مرة.
وتمارس الحركة بعض الخداع أيضا لتوسيع دائرة متابعيها، إذ يشير تقرير مكتب حماية الدستور في بريمن، إلى أنه "قد يكون من الصعب على المشاهدين رصد أن مسلم إنتراكتيف تنظيم إسلاموي، لأنها تستخدم أحيانًا مواضيع تهم المسلمين بشكل عام ولا تشير إلى التطرف“.