أحدث وجوه الإخوان في ألمانيا.. ما هي «مسلم إنتراكتيف»؟
وجوه عابسة ينفر من عروقها "حماس التطرف"، تطلق شعارات جماعة الإخوان في شوارع هامبورغ الألمانية، وتتحرك بتنظيم أقرب للعسكريين.
هكذا تصرف أحدث جيل من المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا، في مظاهرة مفاجئة السبت الماضي، رفعت شعار "الخلافة هي الحل"، ما يمثل قلقا كبيرا للسلطات الألمانية.
ويتركز وجود هذا الجيل الجديد من الإخوان، في هامبورغ وظهر في أحيان أخرى ببرلين، وبرزت كحركة في الأعوام الثلاثة الأخيرة تحت اسم "مسلم إنتراكتيف" تضم مهاجرين من خلفيات مختلفة، وأجيالا من الألمان المنحدرين من أصول مهاجرة، وتنطلق من الإنترنت إلى الشوارع.
وخرج أكثر من 1100 شخص في مظاهرة مثيرة للجدل في مدينة هامبورغ وسط ألمانيا، السبت الماضي، بدعوة من حركة "مسلم إنتراكتيف"، ما حرك غضب كبير في الأوساط السياسية الألمانية، ودعوات لحظر المجموعة.
ورفعت المظاهرة شعارات جماعة الإخوان، مثل "الخلافة هي الحل"، متخفية خلف جدار دعم غزة. ووفق ما رصدته "العين الإخبارية"، على منصات التواصل الاجتماعي، هتف المشاركون باللغة العربية "لا إله إلا الله، الخلافة وعد الله".
من هي "مسلم إنتراكتيف"؟
ويرتدي عناصر المجموعة عادة زيا موحدا؛ قبعات سوداء ذات نقش مميز، وقميص يحمل نفس الرمز واسم الحركة، وكلها باللون الأسود.
وبدأت المجموعة الجديدة تنظيم نفسها في 2020، وأنتجت مقاطع فيديو شديدة الاحترافية، تستغل من خلالها مشاهد ووقائع ضد المسلمين، لحشد التأييد وجذب أعضاء جدد.
كما لعبت الحركة على وتر تزايد الهجمات والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا على وجه التحديد.
وينسب مكتب حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في هامبورغ، المجموعة الجديدة إلى حزب التحرير المحظور في ألمانيا منذ عام 2003، والمنبثق عن جماعة الإخوان.
وبحسب المكتب، فإن حزب التحرير يرمي إلى استخدام القوة كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، وفق قرار الحظر الصادر بحقه، ويهدد فكرة التفاهم الدولي.
وعلى الإنترنت، يصف ممثلو منظمة "مسلم إنتراكتيف"، أنفسهم بأنهم "نشطاء سياسيون"، ويهاجمون من يصفهم بـ"الإسلاميين" أو "المتطرفين"، ويقولون إن هذه الأوصاف "ليست حقيقية"، مثل أي تنظيم أو مجموعة إسلامية أو منبثقة عن الإخوان في ألمانيا؛ إذ لا توجد أي مجموعة تربط نفسها صراحة بالإخوان، وتفضل الروابط السرية.
زعيم المجموعة هو جو أدادي بواتينغ، الذي يطلق على نفسه اسم رحيم بواتينج، وفق معلومات "العين الإخبارية".
فيما قال تقرير نشرته صحيفة ”هامبورغر أبندبلات“، إن الشاب البالغ من العمر 25 عامًا يدرس ليكون مدرسًا في جامعة هامبورغ، لكنه مؤثر إسلاموي على إنستغرام وتيك توك.
ويستهدف بواتينغ و”مسلم إتراكتيف“ (المسلم التفاعلي) الشباب المسلم في ألمانيا على وجه التحديد، ويتناولان المشاكل اليومية مثل التمييز. ثم يقدمان الحل الذي يُفترض أن يكون بسيطًا بالاختيار بين اللغة الألمانية أو اللغات الإسلامية، أو القرآن والقانون الأساسي (الدستور).
وتملك مسلم إنتراكتيف، صفحات مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، "تويتر"، وفيسبوك، وتيك توك، ويوتيوب، يتابعها آلاف الأشخاص، وتحصد مقاطعها المرئية المحررة باحترافية، ملايين المشاهدات، وفق رصد لـ"العين الإخبارية".
تعبئة متزايدة
كما يحشد بواتينغ و”مسلم إنتراكتيف“ الأنصار، وبعضهم نساء، باستخدام خطاب يستغل الحرب على غزة، ويتهم السياسيين الألمان بالمسؤولية عن مقتل المدنيين في غزة من خلال دعم إسرائيل، وفق صحيفة دي فيلت الألمانية.
لكن هذه المجموعة اعتادت الخروج للشوارع بشكل منظم في الأعوام الأخيرة، وسط تزايد كبير في الأعداد المشاركة في الفعاليات، مقارنة بنحو ٢٠ مشاركا فقط في المظاهرات التي نظمتها الحركة بين عامي 2020 و2021، وفق ما رصدته "العين الإخبارية" في تقرير مكتب حماية الدستور.
لكن العدد ارتفع إلى 160 مشاركا في مظاهرة نظمتها "مسلم إنتراكتيف" في فبراير/ِشباط 2022. وبعد ذلك بعام واحد، حشدت الحركة 3,500 شخص في مسيرة ضد حرق القرآن الكريم في السويد، في فبراير/شباط 2023.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، خرج نشطاء المجموعة في ضخمة للغاية في مدينة إيسن، أثارت جدلًا سياسيًا وطنيًا حول ما إذا كانت الحركة حصلت مساحة كبيرة جدًا.
وفي تصريحات سابقة، قال ماركو هاس المتحدث باسم مكتب حماية الدستور، إن "الجماعة الجديدة تستخدم دائمًا الأحداث الجارية مثل الهجوم العنصري في هاناو أو النقاشات الاجتماعية كأداة لنشر التطرف وتجنيد الأتباع".
وعلى شبكة الإنترنت، تكتب "مسلم إنتراكتيف" مرارًا وتكرارًا عن "الاستيعاب القسري" و"ديكتاتورية القيم" التي يواجهها المسلمون في ألمانيا، والتي يجب كسرها.
وماركو هاس مقتنع بأن مثل هذه المصطلحات وطريقة تنظيم التجمعات هي التي تجعل المجموعة جذابة كثيرًا للشباب المسلمين عبر الإنترنت.
كما تحاول المجموعة أيضًا الوصول إلى الشباب بطريقة مختلفة عن الجماعات التقليدية، فبدلاً من الجلباب واللحى الطويلة، يرتدي أعضاء المجموعة أغطية للرأس ويتجولون في سيارات باهظة الثمن أثناء الفعاليات.
ووفق مجلة دير شبيغل، فإن المجموعة الجديدة تلعب على وجه التحديد، على التناقضات وتجارب الأزمات التي يواجهها الشباب المسلم في ألمانيا، لجعل خطابها جذابا.
كما أنها تعمل وفق طرق واستراتيجيات تشبه كثيرا حركة الهوية اليمينية المتطرفة في أوروبا، وتدق ناقوس خطر من أجيال جديدة من المتطرفين. بحسب المجلة الألمانية.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز