أمير ومليشيات..9 ألمان أمام القضاء بتهمة «التخطيط لانقلاب»
قبل نحو عام ونصف، هزت ألمانيا محاولة انقلاب أحبطتها السلطات، ووقف خلفها تنظيم يميني متطرف يقوده سليل عائلة نبيلة في البلاد.
واليوم الإثنين، بدأت محاكمة 9 أفراد يشتبه في انتمائهم إلى الشبكة المسلحة التي تقف خلف محاولة الانقلاب المحبطة في نهاية 2022.
- "انقلاب ألمانيا".. قصة 420 ألف يورو وتوسع دائرة الاشتباه
- نائبة وترامب وروسيا.. 3 ألغاز محيرة في تحقيقات "انقلاب ألمانيا"
وهذه المحاكمة هي الأولى في سلسلة من ثلاث محاكمات مقررة لهذه المجموعة المتطرفة التي خلف تفكيكها صدمة في ألمانيا.
وتتراوح أعمار المتهمين بين 42 و60 عاما جميعهم ألمان، وهم أول دفعة من 26 عضوا في هذه الشبكة المتطرفة التي تم تفكيكها نهاية 2022، يمثلون أمام القضاء.
واليوم الإثنين، عبر اثنان من المتهمين أمام المحكمة عن رغبتهما في التعليق على الادعاءات التي قدمها مكتب المدعي العام الاتحادي، والإدلاء ببعض الشهادات الجديدة تشمل موضع القضية، فيما أعلن متهم آخر أنه يريد تقديم معلومات وصفها بـ"الشخصية".
ولا يريد المتهمون الستة الباقون تقديم أي معلومات على الإطلاق.
وبسبب الحشود الكبيرة أمام قاعة المحكمة، بدأت الإجراءات أمام المحكمة الإقليمية العليا في شتوتغارت بعد أكثر من ساعة من الموعد المقرر.
وتحدث رئيس المحكمة الإقليمية العليا في شتوتغارت، أندرياس سينغر، خلال الإجراءات، اليوم، عن ما وصفه بـ"واحدة من أكبر إجراءات أمن الدولة في تاريخ الجمهورية الاتحادية".
ودخل المتهمون قاعة المحكمة في شتوتغارت، في حراسة عدد كبير من رجال الأمن، وحاولوا إخفاء وجوههم من الكاميرات بورق مقوى، وفق ما تابعته "العين الإخبارية".
ومن المقرر إجراء محاكمتين أخريين خلال أسابيع في فرانكفورت (وسط) وميونخ (جنوب) لبقية المجموعة.
تفاصيل المخطط
وخططت المجموعة الصغيرة التي تغذيها أيديولوجيا التآمر واليمين المتطرف لتنظيم "مواطني الرايخ"، لاقتحام مجلس النواب الألماني في برلين لاعتقال النواب والإطاحة بالحكومة.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، الأحد الماضي، "سنواصل ملاحقتهم بقوة حتى نكشف ونفكك بنى المجموعة بالكامل".
ويشتبه في أن الرجال التسعة الذين مثلوا الإثنين أمام القضاء كانوا مسؤولين عن العمليات العسكرية للشبكة.
"أمير"
العقل المدبر المزعوم للمجموعة هو رجل الأعمال الأرستقراطي السبعيني هنري الثالث عشر، المعروف بالأمير رويس، من سلالة ولاية تورينغيا النبيلة.
وسيحاكم الأمير مع ثمانية قادة آخرين مفترضين بينهم نائبة سابقة من اليمين المتطرف وضابط سابق في الجيش، في فرانكفورت اعتبارا من 21 مايو/أيار.
وجرى تشكيل المجموعة نهاية يوليو/تموز 2021، بتنظيم سياسي وعسكري بهدف تنفيذ انقلاب.
وتجمع حركة مواطني الرايخ متطرفين من اليمين وعشاق الأسلحة الذين يرفضون الاعتراف بشرعية الجمهورية الألمانية الحديثة: ويؤمنون باستدامة الرايخ الألماني قبل الحرب العالمية الأولى، في شكل نظام ملكي،
يد موسكو
لكن يد موسكو تخيم على المؤامرة. في الواقع، يُشتبه في أن صديقة هنري الثالث عشر المواطنة روسية التي تدعى فيتاليا بي، "دبرت اتصال الأرستقراطي بالقنصلية العامة الروسية في لايبزيغ ورافقته إلى هناك في يونيو/حزيران 2022".
وسعى هنري الثالث عشر للتحقق من دعم موسكو، حتى لو كان الكرملين نفى أي "تدخل" عندما تم تفكيك الخلية.
وقال المحققون إن الشبكة كانت مجهزة بالوسائل اللازمة لتحقيق طموحاتها، مع مبلغ "500 ألف يورو" فضلا عن "ترسانة تضم نحو 380 سلاحا ناريا ونحو 350 سلاحا أبيض و500 قطعة سلاح أخرى وما لا يقل عن 148 ألف قطعة ذخيرة".
كما قامت المجموعة بشراء معدات أخرى مثل خوذات وسترات واقية من الرصاص وأجهزة الرؤية الليلية والأصفاد.
وفي شتوتغارت، يشتبه في أن يكون معظم المتهمين التسعة حاولوا تجنيد أشخاص لدعم قضيتهم في صفوف الجيش أو الشرطة الألمانية، أو بين الأعضاء السابقين في هاتين المؤسستين.
وبين المشتبه بهم التسعة ماركوس إتش وأندرياس إم من القيادات الرئيسية، بينما كان ماتياس إتش وستيفن دبليو مسؤولين عن التدريب العسكري.
وكلف ألكسندر كاي من قبل ماركو فان إتش، بنشر نظريات المؤامرة على الإنترنت وكان يسعى لتأسيس قناة تلفزيونية لأغراض دعائية بمجرد نجاح الانقلاب.
المشتبه به الأخير ماركوس إل متهم بمحاولة القتل بعد أن أطلق النار من مسافة قريبة على شرطيين كانوا يقومون بتفتيش منزله في ريوتلنغن في آذار/مارس 2022.
لكل من المحاكمات الثلاث، شتوتغارت وفرانكفورت وميونخ، حدد القضاء حوالي خمسين يوما من جلسات الاستماع حتى يناير/كانون الثاني 2025
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز