الإخوان على رادار استخبارات ألمانيا.. تهديد يتنامى رغم التشظي
وضع تنظيمي ودولي صعب لا يمنع الإخوان من ممارسة لعبة التأثير والإرهاب، سواء في الدول الإسلامية أو ألمانيا، لتستمر تهديدا واضحا للأمن.
ووفق تقرير مكتب حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا "غرب ألمانيا"؛ حيث يملك الإخوان وجودا قويا، "تعد الجالية المسلمة الألمانية أهم منظمة لمؤيدي الإخوان في البلاد، وهناك أيضا هياكل تنظيمية قريبة من تنظيم الإخوان على المستوى الأوروبي".
التقرير، الذي تنفرد "العين الإخبارية" بعرض محتوياته، أكد أنه "بالإضافة إلى الجالية المسلمة الألمانية "دي إم جي" هناك العديد من المؤسسات والجمعيات الأخرى التي تعد قريبة من أيديولوجية تنظيم الإخوان، على الرغم من أنه ليس لديها أي علاقة تنظيمية أو على الأقل علاقة فضفاضة جدا بهياكل "دي إم جي".
ومضى قائلا: "وفي ولاية شمال الراين وستفاليا يمكن رؤية نفوذ تنظيم الإخوان من بين أمور أخرى، في مسجد الرحمن في مونستر، الذي يديره المركز الثقافي الإسلامي"، لافتا إلى وجود 320 عنصرا قياديا للتنظيم في الولاية.
أنشطة "أون لاين"
التقرير وضع يديه على أنماط نشاط الإخوان، ففضلا عن التنظيمات والمساجد يلجأ التنظيم إلى توسيع دائرة ظهورها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الصفحات الناطقة بالألمانية، لتكثيف دوائر تأثيرها، وتمول أنشطتها بالتبرعات وكذلك النشاط في قطاعات اقتصادية.
وعن أهداف التحركات الإخوانية في ألمانيا، قال التقرير "هدف الممثلون المحليون لتنظيم الإخوان في البداية إلى دعم جهود الشبكة في الدول الإسلامية انطلاقا من ألمانيا، فضلا عن بناء النفوذ"، مضيفا "ولتحقيق هذه الأهداف ينتهج الإخوان نهجا معتدلا" في الظاهر.
"أصل الإسلاموية"
التقرير ذكر أيضا أن "تنظيم الإخوان هو أصل الإسلام السياسي الحديث، وهي أيديولوجية متطرفة يشار إليها أيضا باسم الإسلاموية"، مضيفا "يسعى الإخوان إلى تحقيق هدف فرض نظام قائم على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية في الدول الإسلامية".
ووضع التقرير يده على تكتيكات الإخوان لتحقيق هدفها، إذ قال "يقبل الإخوان الانخراط في نظام دستوري ديمقراطي علماني في أفضل الأحوال، كوسيلة لتنظيم الانتقال إلى نظامها السياسي الخاص، وتتبع استراتيجية الأسلمة من الأسفل، والتي تخاطب في البداية الفرد وتهدف إلى إحداث تغيير في الوعي".
موضحا "ومن ثم يكون للأفراد الذين يتم تدريبهم بهذه الطريقة تأثير على المجتمع لضمان اقترابه من أفكار تنظيم الإخوان على المدى الطويل، أو على الأقل خلق مساحات معينة لفكر الحركة".
مكتب حماية الدستور كتب في تقريره "وكقاعدة عامة لا يعبّر الممثلون المحليون لتنظيم الإخوان في ألمانيا عن أنفسهم كمتطرفين بشكل واضح. وبدلاً من ذلك تقدم الجمعيات التابعة للتنظيم نفسه على أنها منظمات إسلامية دينية تدافع عن حق المسلمين في المشاركة بالمجتمع".
لكن التقرير فند ذلك، وقال "أفكار الإخوان تتعارض مع النظام الديمقراطي الليبرالي وينبغي اعتبارها متطرفة"، قبل أن يضيف "لذلك تخضع هياكل التنظيم في ألمانيا للمراقبة الاستخباراتية باعتبارها جهدا متطرفا".
"عام صعب"
التقرير انتقل لتقييم وضعية الإخوان في عام 2023، وكتب "كان عام 2023 عاما صعبا بالنسبة لجماعة الإخوان في شمال الراين وستفاليا وألمانيا وعلى المستوى الدولي".
وتابع "أعيد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكثف جهوده للتقارب مع الدول العربية. وفي مايو/أيار 2023 اتفق أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على إقامة علاقات دبلوماسية، بعد أن توترت العلاقات لسنوات بسبب دعم أنقرة للإخوان".
وأضاف "وفي يونيو/حزيران 2023 رفضت تركيا أيضا منح الجنسية التركية لداعية مصري بارز وعضو في تنظيم الإخوان (وجدي غنيم") والرجل الذي كان يعيش في تركيا منذ تسع سنوات نشر حينها مقطع فيديو أعلن فيه عن بحثه عن بلد جديد يتسع له".
مكتب حماية الدستور قال أيضا "علاوة على ذلك، لم يكن من الممكن حل الصراع على السيطرة داخل تنظيم الإخوان في عام 2023، بعد أن نشب الخلاف الداخلي إثر اعتقال المرشد الرسمي للجماعة محمد بديع، من قبل قوات الأمن المصرية في أغسطس/آب 2013" على خلفية قضايا جنائية.
مستطردا "ومنذ ذلك الحين يتنازع فصيلان من جماعة الإخوان أحدهما في لندن والآخر في إسطنبول، على قيادة الجماعة".
خطر قائم
التقرير ذكر أيضا أن "تنظيم الإخوان تواجه حاليا تحديات كبيرة لم تجد لها إجابات كافية حتى الآن، وبينما تتواصل الخلافات والنزاعات على القيادة داخليا، فإن الجماعة تواجه أيضا ضغوطا قوية من الخارج".
وتابع "وعلى الصعيد الداخلي يتم ممارسة هذا الضغط من خلال تقارير مكتب حماية الدستور، مما يؤدي إلى زيادة الوعي الاجتماعي بخطر المنظمة".
قبل أن يقول "ومع ذلك لا يزال تنظيم الإخوان تمثل تحديا خطيرا للمجتمع المسلم في ألمانيا لأنها تتمتع بقدرة اقتصادية وفكرية كبيرة تمكنها من نشر أفكارها بين المجتمعات المسلمة"، ما يمثل تهديدا لألمانيا.
وأطلق التقرير تحذيرا كبيرا، حيث قال "من الواضح أيضا أن تنظيم الإخوان غير متأثر إلى حد كبير بالمصاعب الخارجية والتوترات على المستوى الإداري للمنظمة، وتستمر في التصرف وفقا للأنماط المألوفة".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA=
جزيرة ام اند امز