الإخوان والعنف.. كيف شرعنت الجماعة لجان الإرهاب النوعية في مصر؟
ظل ارتباط جماعة الإخوان بالعنف السياسي مسألة محسومة في المشهد المصري، باعتبارهم أصحاب الأدبيات المؤسسة لأفكار الإرهاب.
وفي خضم الحراك السياسي الذي شهدته القاهرة سنوات ما سمي بـ"الربيع العربي" كانت الهواجس من إقصاء الآخر حافزا للتنقيب في تاريخ الجماعة الحافل بالمراوغات.
لكن مؤخرا وفي تسجيل تلفزيوني تجلت دون قصد على لسان قيادي إخواني لمحة عن طبيعة المسار الذي اتخذته الجماعة إبان المواجهات الفاصلة مع قوى المعارضة المدنية وانتهت بتبني الجماعة العنف المسلح ضد خصومها.
وفي معرض دفاعه عن القيادي محمد كمال (قتل في مواجهات مع الشرطة عام 2016)، الذي ينسب له تأسيس ما كان يعرف باللجان النوعية التي انتهجت مسار الإرهاب، قال المتحدث السابق باسم تنظيم الإخوان الإرهابية محمد منتصر، إن بداية تشكيل لجان خاصة تتولى مواجهة الخصوم جاء مطلع عام 2013 أي قبل نحو 6 شهور من الثورة على الجماعة.
وفي يونيو /حزيران عام 2013 ثار المصريون على حكم جماعة الإخوان مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة بعد عام من وصول الرئيس السابق محمد مرسي (توفي في محبسه 2019) للحكم.
وقال الخبير في حركات الإسلام السياسي، منير أديب، إن تصريحات منتصر، وهو أحد مؤسسي حركة حسم الإرهابية، تقطع بأن عنف الجماعة لم يكن رد فعل على ثورة 30 يونيو/حزيران إنما كان "فعل".
وأضاف الخبير في حركات الإسلام السياسي في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن الأفكار التي طرحها حسن البنا في تأسيس الجماعة هي شبه عسكرية، وتحض على ممارسة العنف كسبيل للوصول إلى أهدافهم.
وخلال عام حكم الجماعة شهدت البلاد مظاهرات لقوى معارضة أدت إلى مقتل نشطاء مدنيين على أيدي كوادر الجماعة على أسوار القصر الرئاسي في شرق القاهرة، كما تعرض نشطاء آخرون للضرب أمام المقر الرئيسي للجماعة في ضاحية المقطم.
وأوضح منتصر أن فتوى "دفع الصائل" التي لجأت إليها الجماعة خلال فترة المواجهات مع العارضة لم تكن بقرار من محمد كمال، وإنما مجلس شورى التنظيم أعلى هيئة في التنظيم.
وأشار منتصر إلى أن الجماعة لجأت إلى بناء تشكيلات خاصة خلال أوائل عام 2013 للدفاع عن مقراتها. وكانت الجماعة قد بثت في تلك الفترة مقاطع مصورة لكوادر مسلحة بهراوات فيما يشبه العرض العسكري قبل مظاهرات دعت لها مع قوى مدنية معارضة.
وتشير التصريحات إلى أن البنية التنظيمية للجان النوعية التي تبنت العنف ضد الشرطة في وقت لاحق من العام نفسه كانت قد تشكلت بالفعل خلال حكم الجماعة.
وأوضح أديب أن العنف لا يمكن تبريره، مؤكدا أن وجهة الإخوان الحقيقي انكشف سريعا وتجلت أكاذيبهم.
وأعرب أديب عن اعتقاده بأن المواجهة مع الإخوان يجب ألا تقتصر على النهج العنيف وإنما ملاحقة البنية الفكرية التي تسمح به.
واتفق مع أديب، رئيس حزب الجيل المصري، ناجي الشهابي، الذي أكد أن تنظيم الإخوان كان وجه أذرعه الإرهابية في شهر يناير 2013 باستهداف الشرطة وكل من يعارضهم في البلاد، أي قبل أحداث 30 يونيو بشهور.
وشدد الشهابي في حديث لــ" العين الإخبارية" على أن الإخوان شعروا بخطورة المعارضة والرفض الشعبي المتزايد.
وأشار الشهابي إلى ما قال إنها "الفرقة 95"، وهي إحدى أخطر الأذرع المسلّحة الإخوانية، والتي شكلت على يد خيرت الشاطر، ضمن استراتيجية التنظيم لاستخدام الجناح المسلّح.
ويشير الشهابي إلى عرض شبه عسكري في جامعة الأزهر أقامته كوادر الإخوان وقاد أبرز قادتهم (الشاطر نائب مرشد الإخوان حينها) إلى السجن.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز