بقربان الفتاوى التحريضية..هل يصبح الغرياني واجهة تنظيم الإخوان الدولي؟
جاثمًا على قلوب الليبيين، ورافضًا الانصياع لقرارات البرلمان التي أطاحت به قبل 10 سنوات، ما زال الصادق الغرياني يعزف على وتر الإرهاب في ليبيا، بفتاواه التحريضية.
فتاوى كانت بإخطار من تنظيم الإخوان الذي يقتات على مائدته، ولصالح ولخدمة أهداف وأجندات جماعات إرهابية، اتخذت منها حُجة لممارسة الإرهاب في ليبيا، فبات الغرياني مرادفًا لأسباب التشظي والانقسام وأحد عوامل انتشار الفوضى في البلد الأفريقي.
فما آخر آرائه التحريضية؟
قافزًا على قرار البرلمان وضوء المجلس الأعلى للقضاء الأخضر له، مارس الغرياني ديدنه المفضل، ببث الفتنة؛ بتصريحات اعتبرت بمثابة ضوء أخضر للجماعات الإرهابية، لأن تعيس فسادًا في البلد الأفريقي.
فعن فرض البرلمان ضريبة على بيع النقد الأجنبي، قال مفتي الإرهاب في ليبيا، إن هذا الأمر لا يمكن أن يأتي بخير، موجهًا حديثه إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، بقوله: «لا يمكن أن تصل إلى ما يصلح الأمر، ويخففه، ويرفع الأزمات، ويحل المشاكل بمعصية الله».
يأتي ذلك الرأي الذي قفز فيه الغرياني على اختصاصات مجلس النواب المنتخب، ورأي الأعلى للقضاء الذي لم يرفضه البرلمان، بعد أيام من فتوى تحريضية ضد جيوش في المنطقة.
فماذا قال؟
قبل أيام، أصدر الغرياني فتوى «حرم فيها على من يحرسون المعابر، منع من يريد اقتحامها من العبور»، معتبرًا «اقتحام المعابر فرض عين على المسلمين دفاعا عن إخوانهم وعن حرماتهم وأمهاتهم ونسائهم».
فتوى كانت بمثابة ترجمة عملية لنهج تنظيم الإخوان، الذي لا يعترف بالحدود أوطانًا، بل بالخلافة منهاجًا، وتأكيد على أن الرجل لا زال على درب التنظيم سائرًا.
تلك الآراء والفتاوى التحريضية حاول فيها الغرياني تغليفها بغلاف ديني، ليدس فيها السم، بحسب مراقبين، حذروا من نتائج تلك الآراء على الداخل الليبي، مشيرين إلى أنها قد تنسف التوافقات الجارية حاليا بين الفرقاء، مما يهدد بعودة الشقاق والتناحر.
فما سر نشاط الغرياني مؤخرًا؟
يقول المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، إن تنظيم الإخوان الذي لم يغب عن المشهد الليبي، يحاول إجهاض تحركات المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، الهادفة لحلحلة الأزمة الليبية، والدفع باتجاه تشكيل حكومة جديدة، مما دفع الغرياني للخروج ومباشرة تحركاته في العلن من جديد.
الأمر نفسه أشار إليه المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قائلا في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الغرياني يتدخل في اللحظات التي يشعر فيها بأن هناك خطرًا يتمثل في تغيير حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية.
وبحسب المرعاش، فإن الغرياني تجاوز كل رموز الإخوان التاريخية بعد أن توطدت علاقاته مع المخابرات البريطانية، مشيرًا إلى أن المفتي المعزول أصبح معول هدم لأي محاولة للصلح وتوحيد البلاد وإنهاء الانقسام، وأن مساعيه هذه هي «بمثابة خدمة لمصالح دول أجنبية تريد استمرار الانقسام وحالة الدولة الفاشلة في ليبيا، واستمرار حالة النهب والسلب التي يستفيد منها من خلال ما يسمي دار الإفتاء التي توسعت وأصبحت أخطبوطا داخل مؤسسات الدولة».
فهل يصبح الغرياني وجه الإخوان الجديد؟
بحسب مراقبين، فإن طي تركيا صفحة الإخوان، إضافة إلى الضربات التي تلقاها التنظيم في تونس بسجن زعيمه راشد الغنوشي، فضلا عن وفاة يوسف القرضاوي، عوامل أفضت إلى بزوغ نجم الغرياني كأحد الوجوه البديلة لقيادة الإخوان، أو لتعويض إرثهم المتداعي في المنطقة.
ويقول المحلل السياسي الليبي عصام التاجوري، إن علي محيي الدين القره داغي الرئيس الحالي لما يعرف بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي خلف يوسف القرضاوي في هذا المنصب هو المنافس الوحيد للغرياني كواجهة شرعية لجماعة الإخوان، إلا أن الأخير يحظى بفرصة أكبر من القره داغي؛ نتيجة لتخلي الأمريكيين التدريجي عن التيار الإسلامي في المنطقة.
وأشار إلى أن الغرياني يستفيد من وجود ضعف أمني وتشظٍ سياسي في ليبيا مما يتيح له القدرة على إيجاد مصادر تمويل للجماعة في ليبيا.
ورغم أن المحلل الليبي أيوب الأوجلي، اعتبر الغرياني بمثابة أحد الوجوه الرئيسية للتنظيم، إلا أنه قلل من إمكانية أن يكون (الغرياني) واجهة عالمية للإخوان، مضيفًا: هو فقط عنصر رئيس للتنظيم داخل ليبيا والمحرك الأساسي لعناصره على الأرض.
الأمر نفسه أشار إليه المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، مؤكدًا أن الغرياني لا يمكن أن يكون واجهة للتنظيم العالمي قائلا، إن رموز الاخوان في ليبيا باتوا يضيقون ذرعا من الغرياني، لـ«تطرف فتاواه وانتهازيته السياسية».
فهل يمكن الإطاحة بالغرياني؟
يقول المرعاش، إن الغرياني «استطاع بدعم مباشر من المخابرات البريطانية من الحصول على دعم المليشيات المتطرفة بما فيها بعض عناصر تنظيم القاعدة وداعش، والفارين من درنة وبنغازي وسرت، في طرابلس»، مشيرًا إلى أنه (الغرياني)، أصبحت له ذراع عسكرية تضاف إلى دوره الديني، لـ«إرهاب وابتزاز كلّ مؤسسات ليبيا».
وبحسب المحلل الليبي، فإن أمر الإطاحة به في طرابلس وفق وضعها الراهن صعب، لكن إذا توحد الصف الوطني جميعا، فإنه سيسقط وسيهرب إلى عنوانه الدائم في مدينة إكستر البريطانية، حيث بيته وعلاقاته الوطيدة هناك.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز