تهديد الإخوان في ألمانيا.. خطاب قديم يُحرج برلين
مظاهرة بشعارات إخوانية حركت كثيرا من الجدل والغضب في الأوساط السياسية الألمانية، لكن يبدو أن أصابع النقد تلتفت إلى الحكومة.
إذ تتعرض وزيرة الداخلية نانسي فيسر لمزيد من الضغوط بعد مظاهرة نظمتها حركة "مسلم إنتراكتيف" المرتبطة بحزب التحرير المنبثق عن الإخوان في هامبورغ، السبت الماضي.
جزء من الضغوط يتعلق بمطالبات سياسية واسعة باتخاذ إجراءات سريعة ضد منظم المظاهرة، التي رفعت شعارات إخوانية بينها "الخلافة هي الحل"، لكنها ترتبط أيضا بخطاب قديم.
إذ كشفت صحيفة بيلد الألمانية أن فيسر تلقت تحذيرا قويا ومباشرا عبر دائرتها الضيقة من خطر حركة "مسلم إنتراكتيف" قبل عام كامل، ولكن لم تتحرك بشكل استباقي ضدها.
ووفق المصدر ذاته، فإن هربرت ريول، وزير الداخلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا "غرب"، أكبر ولايات ألمانيا، حذر فيسر في خطاب رسمي العام الماضي من خطر حركة "مسلم إنتراكتيف".
وكتب ريول في رسالته إلى وزيرة الداخلية "مثل هذه المطالب الصريحة بالخلافة التي تُطرح في الشارع لم نشهدها من قبل"، وتمثل "نوعية جديدة من الأنشطة الإسلاموية في ألمانيا".
ومضى قائلا إنه على الرغم من حظر حزب التحرير في ألمانيا منذ عام 2003، تشكلت ثلاث مجموعات جديدة، خاصة على شبكة الإنترنت، أهمها "مسلم إنتراكتيف" التي امتلكت قدرة كبيرة على التعبئة، وهاجمت عناصر الشرطة أحيانا.
وفي ختام الرسالة، صاغ ريول طلبا عاجلا بالنظر في حظر "مسلم إنتراكتيف" بسبب ارتباطها الصريح بالأيديولوجيات المناهضة للدستور.
الكشف عن هذه الرسالة يضع وزيرة الداخلية المتهمة بالتلكؤ في مكافحة الإسلاميين، تحت ضغوط كبيرة، بالنظر إلى تصدر مظاهرة "مسلم إنتراكتيف" وشعاراتها الجدل السياسي في ألمانيا حاليا.
ووفق بيانات مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية هامبورغ، فإن الشخص الذي أخطر بالمسيرة التي جرت السبت الماضي ورفعت شعارات الخلافة، على صلة بمجموعة "مسلم إنتراكتيف" (مسلم تفاعلي) المصنفة على أنها متطرفة.
دعوة من الشرطة
وفي أعقاب المظاهرة التي نظمها الإسلاميون في هامبورغ دعا رئيس شرطة الولاية فالك شنابل، في مقابلة مع شبكة ”إن دي آر إنفو“ الإخبارية، إلى حظر مجموعة "مسلم إنتراكتيف".
وقال في المقابلة التي طالعتها «العين الإخبارية»: "يجب حظر مجموعة مسلم إنتراكتيف طالما أن نتائج مكتب حماية الدستور كافية لذلك.. عندها (بعد الحظر) فقط سيكون من الممكن تقييد انتشار هذا التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
ومن أجل منع الفعاليات على شاكلة مظاهرة السبت الماضي فإن الحكومة الألمانية مدعوة إلى "توضيح ما إذا كان لا يمكن حظر مسلم إنتراكتيف التي تقف وراء هذا التجمع؟"، حسب قول رئيس الشرطة في هامبورغ.
حزب الاتحاد المسيحي (معارض ومتصدر استطلاعات الرأي) دعا إلى حظر "مسلم إنتراكتيف"، إذ كرر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في برلمان هامبورغ دينيس ثيرينغ الأمر، بقوله "لا يكفي أن تجد وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيسر أن هذه المظاهرة الإسلاموية يصعب تحملها، بل يجب عليها أن تتحرك الآن وتفرض حظرا سريعا على مسلم إنتراكتيف".
في المقابل، اعتبرت وزيرة الداخلية وفي تصريح لإذاعة "دويتشلاند فونك" أن "الخطوط الحمراء لمثل هذه المظاهرات يجب أن تكون واضحة، فلا ينبغي أن تكون هناك دعاية لصالح حماس، ولا شعارات كراهية ضد اليهود، ولا دعوات للعنف في الشوارع الألمانية".
ودعت فيسر إلى "إجراءات صارمة" من قبل السلطات، لكنها لم تتحدث حتى الآن عن حظر محتمل لمنظمة "مسلم إنتراكتيف".
التأسيس والنشاط
وتأسست مجموعة "مسلم إنتراكتيف" في مارس/آذار 2020، وهي حاضرة بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها توجد أيضا بانتظام في الشوارع.
وتنشر "مسلم إنتراكتيف" رسائلها اللافتة بطريقة عاطفية للغاية، إذ يتحدث مشروع رصد للوكالة الفيدرالية للتربية المدنية عن "تصويرات مبطنة ومُعدّة بشكل احترافي" تهدف للوصول إلى الجمهور المستهدف من الشباب على وجه الخصوص.
وظهر أنصار الحركة مرارا وتكرارا في المظاهرات في تشكيلات على الطراز العسكري، مرتدين قلنسوات سوداء متطابقة، عليها شعار الجماعة الذي يضم بعض قطرات من الدم.
وبالإضافة إلى المظهر العسكري يمكن أيضا ملاحظة حركات موحدة تم التدرب عليها في بعض الحالات.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز