الانتخابات في 3 دول أوروبية.. البوصلة تتجه يمينا
أشرس المتنافسين في انتخابات هولندا وفرنسا وألمانيا يتجهون نحو فكرة الدولة الوطنية والحد من تدفق المهاجرين.
تتجه البوصلة في الانتخابات بثلاث دول أوروبية هذا العام، فرنسا، وألمانيا، وهولندا، إلى ناحية تعزيز فرص اليمين الذي يتبنى فكرة الدولة الوطنية وحمايتها من الهجرات الأجنبية.
ويأتي هذا معززًا بفوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لأوروبا، والذي يتبنى فكرة "أمريكا أولا"، وينبذ فكرة الاندماج والانصهار مع كيانات أخرى. واتخذ إجراءات غير مسبوقة في الحد من تدفق المهاجرين على بلاده.
ففي الانتخابات التشريعية الأقرب المقررة بهولندا، الأربعاء المقبل، يمكن لحزب الحرية المعادي للإسلام والمشكك بجدوى الوحدة الأوروبية، بقيادة النائب جيرت فيلدرز، الذي حل في الطليعة في استطلاعات الرأي لأشهر، أن يسجل أفضل نتائج منذ تأسيسه العام 2006.
ويحتل المرتبة الأولى في الاستطلاعات حاليا الحزب الشعبي الليبرالي والديموقراطي الذي يقوده رئيس الحكومة مارك روته.
وتركزت الحملة الانتخابية خصوصا على موضوعي الإسلام والهجرة وقضايا اجتماعية.
هولاند: مهمتي الأساسية منع لوبان من الفوز بالرئاسة
وفي فرنسا تخلى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الذي تراجعت شعبيته إلى مستويات قياسية، عن الترشح للانتخابات لولاية ثانية من 5 سنوات في الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 23 أبريل/نيسان و7 مايو/آيار.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، المعادية لفتح الباب أمام الهجرة الأجنبية، ستحصل على ربع الأصوات، وهو مستوى متقدم.
وتدعو لوبان كذلك إلى الخروج من منطقة اليورو، وإلى إعادة احترام الحدود الوطنية.
وتتوقع كل استطلاعات الرأي انتقالها إلى الدورة الثانية من الاقتراع التي تشكل المرحلة الأخيرة، ويتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الدورة الأولى.
وسيشكل فوزها، إن حصل، هزة تشبه تلك التي أحدثها فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
وفي مواجهتها، ترجح استطلاعات الرأي وصول إيمانويل ماكرون (39 عاما)، الوزير السابق في عهد هولاند، والذي أصبح في وسط الساحة السياسية بحركته الجديدة "إلى الأمام"، ويقدم برنامجا يرتكز على مبادئ اشتراكية ليبرالية، إلى الدورة الثانية.
وكان فرنسوا فيون، المرشح الأوفر حظا للفوز في السباق إلى الرئاسة بعدما حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التمهيدية لليمين، لكنه متورط منذ أسابيع بفضيحة تتعلق بوظائف وهمية لأسرته.
أما في ألمانيا، فإن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تطمح في أن تفوز بولاية رابعة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 24 سبتمبر/أيلول المقبل.
وتواجه ميركل معارضة حتى داخل حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي لأنها فتحت البلاد لاستقبال أكثر من مليون لاجئ في 2015- 2016 في ولاية رابعة.
ولمحاولة طمأنة ناخبيها، تبنت في الأشهر الأخيرة مواقف أميل لمواقف اليمين في دول أوروبية أخرى، واتخذت إجراءات مشددة ضد استقبال لاجئين جدد، كما تسعى للتنسيق مع دول أخرى في شمال أفريقيا لترحيل عدد كبير من اللاجئين إليها.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل ميركل تقريبا مع منافسها الأصعب وهو مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يجنح إلى فكرة الدولة الوطنية أكثر من فكرة التمسك بالانصهار في الاتحاد الأوروبي التي تتبناها ميركل.