دولة نووية وحيدة أخفقت في السباق.. الأشباح تخذل فرنسا

منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سعت الدول التسع المالكة للأسلحة النووية إلى امتلاك مقاتلات الجيل الخامس.
وبعد حصول القوات الجوية الأمريكية على أول مقاتلة من هذا الجيل، F-22 رابتور، ودخولها الخدمة في ديسمبر/ كانون الأول 2005، حصلت لاحقًا على مقاتلة F-35A عام 2016، والتي أصبحت أول طائرة من هذا الجيل قادرة على تنفيذ هجمات نووية.
تم تصدير F-35 لاحقًا إلى إسرائيل والمملكة المتحدة، كما قدمت جميع الدول المتعاونة مع الولايات المتحدة ضمن برنامج المشاركة النووية طلبات للحصول عليها، بما في ذلك ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا.
وعلى الرغم من عدم امتلاك هذه الدول أسلحة نووية، فإن الاتفاقيات تسمح لها بالوصول إلى قنابل B61-12 النووية الأمريكية المخزنة على أراضيها في حالة الحرب، مما يتيح لها استخدام F-35 في الضربات النووية.
روسيا والصين في سباق التسلح الجوي
على الجانب الآخر، أدخلت روسيا أول فوج من مقاتلات Su-57 إلى الخدمة عام 2024، بعد استثمارها في هذا النموذج الأقل تكلفة كبديل للبرنامج السوفياتي الطموح MiG 1.42، الذي كان متوقعًا أن يدخل الخدمة بحلول عام 2001.
أما الصين، فقد أصبحت ثاني دولة تشغل مقاتلة جيل خامس محلية عندما أدخلت J-20 إلى الخدمة في فبراير 2017. ومن المتوقع أن تدخل المقاتلة FC-31، وهي نسخة أخف، الخدمة في باكستان قبل نهاية العقد الحالي.
وفي مواجهة أسطول باكستان من مقاتلات الجيل الخامس، أعلنت الهند في فبراير/شباط 2024 أنها تدرس عقد شراكة تصنيع لمقاتلات Su-57، ما قد يجعلها أكبر مشغل لمقاتلات الجيل الخامس خارج الصين والولايات المتحدة. كما أبدت الهند اهتمامًا كبيرًا بهذه الطائرة، خصوصًا بعد اختبارها القتالي المكثف في أوكرانيا.
أما كوريا الشمالية، أحدث دولة نووية في العالم، فمن المتوقع أن تبدأ قريبًا في استلام مقاتلات روسية جديدة. وقد أظهر مسؤولوها اهتمامًا بالمقاتلات الروسية المتطورة، حيث قاموا في سبتمبر/ أيلول 2023 بزيارة منشآت إنتاج Su-57 في مصنع الطيران في كومسومولسك-نا-أمور. كما اعتبرت القيادة الكورية الشمالية انتشار مقاتلات F-35 الأمريكية في المنطقة تهديدًا كبيرًا، مما يعزز التكهنات بشأن احتمال شراء Su-57.
فرنسا.. استثناء في سباق المقاتلات الشبحية
تبقى فرنسا الدولة النووية الوحيدة التي لا تمتلك خططًا واضحة لتشغيل مقاتلات الجيل الخامس، حيث رفضت شراء F-35، مما سيجعلها القوة الجوية الرئيسية الوحيدة في أوروبا بدون هذه الطائرات المتطورة.
ولا يتوقع أن يثمر برنامج المقاتلة المستقبلية المشتركة بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا (FCAS) عن إنتاج مقاتلة من الجيل الجديد قبل أكثر من عقدين.
وقد صرّح الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران، إيريك ترابير، قائلاً: "هدف عام 2040 أصبح غير ممكن، لأن المشروع متوقف، والمفاوضات حول المرحلة التالية ستستغرق وقتًا طويلًا... لذا نستهدف فعليًا فترة الخمسينيات."
وهذا يعني أن المقاتلة ستدخل الخدمة متأخرة بحوالي 20 عامًا عن مقاتلات الجيل السادس الأمريكية والصينية.
تداعيات غياب المقاتلات الشبحية على الردع النووي الفرنسي
قد يؤثر غياب المقاتلات الحديثة على فعالية القوة النووية الفرنسية، ليس فقط من حيث القدرة على تنفيذ ضربات نووية تكتيكية مقارنة بالدول الأخرى، بل فيما يخص حماية البنية التحتية النووية الاستراتيجية، بما في ذلك أسطول الغواصات النووية، بسبب غياب مقاتلات متطورة توفر الحماية الجوية اللازمة.
وعلى عكس بقية الدول النووية، تجد فرنسا نفسها في موقف صعب، حيث ترفض الاعتماد على الصين أو روسيا أو الولايات المتحدة لأسباب سياسية، وفي نفس الوقت غير قادرة على تطوير مقاتلة متقدمة محليًا أو بالتعاون مع جيرانها الأوروبيين في المستقبل القريب.
aXA6IDE4LjE5MS4xMTguODMg جزيرة ام اند امز