إنفوجراف.. "هجمات فرنسا".. ورقة اليمين في انتخابات الرئاسة
مرشحو اليمين في الانتخابات يستغلون الهجمات الإرهابية كورقة لإظهار أن الحكومة والمرشحين التابعين لتيارها عاجزون عن حماية فرنسا
اعتادت فرنسا على إظهار وجه التضامن بين الحكومة والأحزاب المعارضة أمام العالم خلال تعرضها للأحداث الإرهابية، إلا أن الأجواء الساخنة غير المعتادة للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي يطغى عليها روح اليمين، صنعت حالة من التوتر بين الجانبين.
وبدا أن المرشحين للانتخابات المقررة إبريل/نيسان المقبل، خاصة من تيار اليمين، يستغلون هذه الهجمات كورقة ضد الرئيس فرانسوا هولاند والحكومة الاشتراكية الحالية، ليظهروا في شكل العاجز عن حماية فرنسا.
ففي حين عبر الرئيس، فرانسوا هولاند، على تصميم الدولة على مكافحة الإرهاب عقب الحوادث الإرهابية والجنائية التي شهدتها فرنسا خلال الأيام الثلاثة الماضية، قال مرشح اليمين إلى الانتخابات الرئاسية، إن فرنسا "في حالة شبه حرب أهلية ّ"، ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الحكومة بأنها "تثير الاشمئزاز".
واعتدى فرنسي وصفته الشرطة بالمتطرف، السبت، على كمين للشرطة في شمال باريس وأصاب ضابطا، ثم توجه بسيارة مسروقة إلى مطار أورلي في نفس اليوم وانتزع سلاحا من جندية بالمطار، ولكن الشرطة أردته قتيلا.
وأثار الهجوم هلعا في أورلي، مطار باريس الثاني بعد رواسي-شارل ديجول، وأدى إلى إجلاء نحو 3000 آلاف من الركاب واستنفار قوات الأمن وتعليق الرحلات مؤقتا.
وقال المدعي العام في مؤتمر صحفي، إن زياد بن بلقاسم هاجم قوات الأمن في المطار وهو يصيح "ألقوا سلاحكم، أنا هنا لأموت في سبيل الله. وفي كل الحالات سيكون هناك قتلى".
وأضاف المدعي أنه قبل أن يهاجم الجندية "رمى حقيبة ظهر تحوي صفيحة محروقات" وكان بحوزته 750 يورو ومصحف.
وجاء هذان الحادثان بعد يومين من انفجار مظروف لدى فتحه بمقر صندوق النقد الدولي بباريس، ما أدى لإصابة موظفة.
وقالت مصادر يونانية، إن المظروف غالبا تم إرساله من اليونان، من حركة "تآمر خلايا النار" اليسارية الفوضوية "أناركية" التي قامت بأحداث عنف ضد مسئولين ومؤسسات يونانية وأوروبية في وقت سابق.
وتعليقا على هذه الحوادث قال الرئيس هولاند: "تصميم الدولة على التحرك بلا كلل لمكافحة الإرهاب والدفاع عن أمن مواطنينا وضمان حماية التراب" الوطني.
واعتبر أنه ينبغي عدم رفع حال الطوارئ التي أعلنها بعد اعتداءات نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وشهدت فرنسا عقب هذه الاعتداءات التي استهدفت محيط ملعب فرنسا وهجمات على رجال شرطة في مناطق متفرقة، حالة من التضامن الشديد بين الحكومة وأحزاب المعارضة التي وافقت على معظم إجراءات الحكومة، ومن بينها فرض حالة الطوارئ ودعم قوات الشرطة.
كما قام كثير من أبناء الشعب الفرنسي بعمل وقفات في الشوارع تندد بالإرهاب.
غير أن الأحداث الأخيرة جاءت في وقت تستعد فرنسا للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية إبريل/نيسان المقبل، ووجهت مرشحة اليمين، مارين لوبان، انتقادا شديدا للحكومة إثر حادث مطار أورلي.
وقالت لوبان، السبت، خلال تجمع في ميتز (شمال شرق) إن "حكومتنا تجاوزها الزمن وتثير الاشمئزاز"، منددة بـ"جبن الطبقة السياسية برمتها في مواجهة التطرف".
ورد عليها رئيس الوزراء، برنار كازنوف، واصفا موقفها بـ"الوقاحة" في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه قال فرانسوا فيون مرشح اليمين: "نحن في حالة شبه حرب أهلية"، مضيفا "في مواجهة العنف الوحشي يتعين أن تكون اليقظة في أقصاها" في إشارة ناقدة منه للحكومة بما فيها الشرطة.