شبح العنصرية يخيم على فرنسا بسبب ماري لوبان
عرب فرنسا يخشون فوز مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان بسبب استراتيجيتها في التعامل مع قضايا الهجرة واللاجئين والأقليات بشكل عام.
"فوز إيمانويل ماكرون على مارين لوبان في الدورة الثانية ليس مضمونا" عبارة قالها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا اولاند، خلال زيارته أمس لغرب فرنسا، ما يعكس قوة المرشحة اليمينة أمام مرشحها المعتدل في الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
ويخشى عرب فرنسا من فوز مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان، لاسيما بعد وضوح استراتيجيتها للتعامل مع قضايا الهجرة واللاجئين، وموقفها من الأقليات بشكل عام.
فقد انتهت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصول المرشح المستقل مانويل ماكرون بنسبة 23.7% من الأصوات، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بنسبة 21.7%، مما يعزز فرصها أيضاً في الفوز بمنصب الرئاسة الفرنسية.
المحلل السياسي الدكتور خالد سعد زغلول، قال إن العرب والفرنسيين عامة لديهم تخوف من فوز مارين لوبان لأسباب عدة منها خطابها العنصري ضد المسلمين والعرب، وكذلك لرغبتها في خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي والتقوقع والانفصال عن العالم، كما أنها تريد منع ازدواج الجنسية بحيث يتنازل الشخص عن جنسيته مقابل منحة الجنسية الفرنسية، ومنع مجانية التعليم.
وأضاف زغلول لـ"العين" من باريس أن سياسة لوبان تشبه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى أن الإعلام الفرنسي يصفها بذلك دائما، ويعتبر الفرنسيون سياستها انتحارية، وهناك تخوف من إدخال فرنسا في حروب، لهذا غالبية العرب والمسلمين سينتخبون إيمانويل ماكرون.
وفي فبراير الماضي، عرضت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان في ليون جنوبي فرنسا التوجهات العامة لبرنامجها لانتخابات الرئاسة القادمة، وشملت التفاوض على خروج فرنسا من منطقة اليورو، وتنظيم استفتاء على خروجها من الاتحاد الأوروبي اقتداء ببريطانيا.
من جانبه، اعتبر دكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، وصول لوبان للرئاسة بمثابة زلزالا كبيرا باتجاه العزلة، وقال لـ"العين" إن "خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي يعد نهاية المغامرة الأوروبية، لكن ماكرون سيؤمن نوع من الاستمرارية في سياسة فرنسا الخارجية وصداقتها في المنطقة، وسيشكل اختلاف واسع والقيام بالإصلاحات المطلوبة".
واستبعد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، تكرار سيناريو الانتخابات الأمريكية في فرنسا حيث قال: "ليس هناك شبه بين النظامين، كما أن نمط الانتخابات الأمريكية يختلف عن نمط السياسية في فرنسا".
ويعزز فرص إيمانويل ماكرون صاحب الـ 39 عاما، بالفوز في الجولة الثانية أمام لوبان، دعوة كل من بونوا هامون مرشح الحزب الاشتراكي وفرانسوا فيون مرشح اليمين التقليدي ناخبيهما للتصويت لماكرون.. كما يرجح أن تصوت نسبة كبيرة من ناخبي مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلان شون لإيمانويل ماكرون، لعرقلة وصول مرشحة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف إلى السلطة.
بدوره، اعتبر خالد شقير، الإعلامي بالإذاعة الفرنسية، أن الحزب اليميني يستخدم ورقة العمليات الإرهابية لتسويقها بأن العرب والمسلمين يحاولون أسلمة المجتمع الفرنسي، قائلا: "الشعب الفرنسي من أصول وجنسيات مختلفة والعمليات الإرهابية تهدف إلى إيجاد حالة انقسام".
وأضاف شقير لـ"العين" من مارسيليا، صعود اليمين المتطرف في فرنسا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي يعول عليها حزب اليمين ويرجع أسبابها للمهاجرين، مشيراً إلى أن لوبان تود أن تجعل فرنسا بلداً مغلقاً.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز