حواجز كورونا تسقط أمام إعادة الطفلة "تيمية" لفرنسا
الخارجية الفرنسية تقول إن الطفلة كانت في "وضع حرج بشكل خاص"، واستعادتها "لم تكن بالأمر السهل في ظل إجراءات العزل"
وصلت طفلة في السابعة من العمر تعاني من مرض بالقلب، الخميس، إلى فرنسا بعد ترحيلها من مخيم الهول بسوريا.
إعادة الطفلة "تيمية" لفرنسا جاءت من المخيم الذي يقبع فيه آلاف من أفراد عائلات عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا، رغم إجراءات العزل بسبب وباء كورونا، وفق ما أفادت مصادر عدة.
تواجدت تيمية في سوريا منذ العام 2014، وارتفعت أصوات منذ عام مطالبة بإعادتها إلى فرنسا بسبب مرضها، وقد ازدادت حالتها الصحية سوءاً منذ 15 يوماً.
وقال محامي عائلتها لودوفيك ريفيير لوكالة فرانس برس إنها نُقلت فور وصولها إلى مركز استشفاء متخصص.
وأشار إلى أن والدتها وشقيقتها التوأم وشقيقها ما زالوا في سوريا، مطالباً بعودتهم أيضاً.
وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن الطفلة كانت في "وضع حرج بشكل خاص"، مشيراً إلى أن استعادتها "لم تكن بالأمر السهل في ظل إجراءات العزل" بسبب وباء كوفيد-19.
وشكرت الخارجية "الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا لتنظيم عودتها، فضلاً عن حكومة كردستان العراق والسلطات العراقية على تقديم المساعدة".
وأوضح مصدر دبلوماسي أن قوات سوريا الديمقراطية أوصلت الطفلة إلى العراق قبل أن يتم نقلها إلى أربيل، ثم إلى فرنسا في طائرة طبية.
وكانت منظمات عدة بينها "محامون بلا حدود" و"العفو الدولية"، طالبت بعودة الطفلة "الفورية" إلى فرنسا.
ومنذ إعلانهم القضاء على "خلافة" تنظيم داعش الإرهابي في مارس/آذار 2019، يطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الإرهابيين. إلا أن غالبية الدول، وخصوصاً الأوروبية، تصر على عدم استعادة مواطنيها.
واكتفت دول أوروبية عدة، بينها فرنسا، باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى من أبناء الإرهابيين.
وتؤوي المخيمات الواقعة تحت سيطرة الأكراد 12 ألف طفل وامرأة من عائلات الإرهابيين الأجانب، غالبيتهم يقطنون في مخيم الهول المكتظ، والذي يؤوي نحو 70 ألف شخص.
ويقدر ائتلاف العائلات الموحدة، الذي يجمع بشكل أساسي أقرباء أطفال الإرهابيين الفرنسيين في تلك المخيمات، وجود نحو 300 طفل فرنسي في مخيمي الهول وروج.
وتطالب المجموعة السلطات الفرنسية باستعادة هؤلاء الأطفال وأمهاتهم.
وفي فبراير/شباط الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان: إن فرنسا استعادت بالمجمل 17 طفلاً من عائلات الإرهابيين، مشيراً إلى نية بلاده الاستمرار في الأمر.
وتواجه الحكومة الفرنسية قراراً صعباً آخر حول عودة 150 بالغاً، في وقت أظهرت عدة استطلاعات رفض أو تخوف الرأي العام من فكرة عودة الإرهابيين أو أقاربهم.
ويعاني قاطنو المخيمات في مناطق سيطرة الأكراد، وخصوصاً الهول، من ظروف إنسانية صعبة.
وفي العام 2019 وحده، توفي 517 شخصاً بينهم 371 طفلاً وضمنهم أجانب في مخيم الهول، وفق الهلال الأحمر الكردي جراء أسباب عدة أبرزها سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية لحديثي الولادة.
وقد حذّرت منظمات إنسانية ومسؤولون أكراد مؤخراً من وصول وباء كوفيد-19 إلى تلك المخيمات التي يصعب فيها تطبيق إجراءات الوقاية.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز