"حرب أموال" و"عنصرية".. تعامل مفاجئ مع أم نائل ضحية الشرطة بفرنسا
مفاجأة مدوية في فرنسا، تكشف مستوى ترسخ الكراهية لدى المجتمع الفرنسي، أيد الفرنسيون بقوة الشرطي الذي قتل المراهق المهاجر نائل المرزوقي.
وظهر ذلك جليا في حجم الدعم الذي تلقاه الشرطي في مقابل ما جُمع لوالدة المراهق من أصول جزائرية؛ حيث بدا أن أفراد المجتمع الفرنسي، يدعمون الجلاد على حساب الضحية، يقول متابعون.
فقد قدر الدعم الذي تلقاه الشرطي بحملة جمع التبرعات التي نظمت على موقع "gofundme" بأكثر من 370 ألف يورو، فيما لم يتجاوز المبلغ المقدم لوالدة نائل 67 ألف يورو؛ أي أقل بست مرات تقريبًا.
وتشير وسائل إعلام تابعت حرب جمع الأموال على الإنترنت إلى تبرع ما مجموعه 4400 شخص لأم نائل، مقابل 18700 للشرطي المسجون.
ودُفن الشاب نائل، الذي قُتل يوم الثلاثاء الماضي على يد ضابط شرطة أثناء تفتيش مروري أمس السبت في مقبرة مونت فاليرين في نانتير، بحضور والدته وجدته ومئات من الأشخاص الذين أتوا للإشادة به.
وبعد دفن الشاب القتيل تراجعت حدة أعمال الشغب في فرنسا الليلة الماضية في الوقت الذي نشرت فيه الشرطة عشرات الألوف من أفرادها في مدن بأنحاء البلاد.
وأرجأ الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة دولة كانت مقررة إلى ألمانيا اليوم الأحد للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكمه منذ احتجاجات "السترات الصفراء" التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.
ونزل نحو 45 ألف شرطي إلى الشوارع مع وحدات النخبة المتخصصة وعربات مدرعة وطائرات هليكوبتر لتعزيز الأمن في أكبر ثلاث مدن وهي باريس وليون ومارسيليا.
وعند الساعة 01:45 (23:45 بتوقيت غرينتش) صباح اليوم الأحد، كان الوضع أكثر هدوءا من الليالي الأربع السابقة على الرغم من وجود بعض التوتر في وسط باريس واشتباكات متفرقة في مدن مرسيليا ونيس وستراسبورغ.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية على تويتر إن الشرطة ألقت القبض على 1311 شخصا ليل الجمعة مقابل 875 في الليلة السابقة، في أحداث عنف وصفتها بأنها كانت "أقل حدة". وقالت الشرطة إن نحو 200 شخص اعتقلوا في أنحاء البلاد أمس السبت.