الليلة الخامسة لاحتجاجات فرنسا.. وتيرة أهدأ باستعدادات أكبر
احتجاجات لا تزال مستمرة في فرنسا وأعمال شغب متقطعة، على خلفية مقتل شاب من أصول جزائرية على يد الشرطة.
ورغم أن وتيرة الاحتجاجات هدأت، فإن قوات الشرطة نشرت الآلاف من عناصرها بالشوارع، واعتقلت مئات المتظاهرين.
- نائل.. "الفتى المحبوب" الذي أشعل فرنسا
- مقتل الفتى نائل.. ماكرون يقطع زيارته لبروكسل ويترأس "اجتماع أزمة"
وكان نائل المرزوقي (17 عاما)، قتل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري.
وشيّع جثمانه مئات الأشخاص، السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية، ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد.
45 ألف شرطي
ومع استمرار المظاهرات، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، نشر 45 ألفا من قوات الشرطة، وسط استمرار أعمال الشغب.
وقال دارمانان في تصريحات لقناة "بي إف إم تي في" الفرنسية، إنه "سيتم تكثيف الإجراءات الأمنية في مدينتي ليون ومرسيليا على وجه التحديد".
واندلعت أعمال شغب في المدن الكبرى في جميع أنحاء فرنسا، منذ مقتل الشاب، عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة قبل 4 أيام.
وشهدت بعض المدن الفرنسية أعمال نهب وعنف وحرق متعمد، لا سيما في مرسيليا وليون، حيث تصاعد الوضع.
حصيلة الاعتقالات
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 322 شخصا في فرنسا، بينهم 126 في باريس وضاحيتها القريبة، في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وأفيد بتسجيل حوادث في الشانزليزيه في باريس، وفي مرسيليا (جنوب) حيث أوقِف 56 شخصا.
وفي ليون (وسط شرق) حيث أوقِف 21 شخصا، استنادا إلى حصيلة مؤقتة.
في مرسيليا، التي شكلت مسرحا لحوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم، الأحد، على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.
وفي العاصمة، باريس، نشرت قوة كبيرة من عناصر إنفاذ القانون على طول جادة الشانزليزيه، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى التجمع، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى طول الجادة، جالت مجموعات صغيرة من الشباب الذين ارتدوا ملابس سوداء تحت أنظار الشرطة أمام المتاجر، فيما عملت الشرطة على إخلاء آخر المجموعات المتبقية في وقت لاحق.
مظاهرات للإيرانيين
وفي سياق آخر، وفي ظل زخم الاحتجاجات بفرنسا، تظاهر آلاف من أعضاء المعارضة إيرانية، السبت، في باريس، ضد النظام بطهران.
وتجمع المتظاهرون من جميع أنحاء أوروبا، بحسب عشرات الحافلات التي تحمل لوحات من ألمانيا وبولندا ودول إسكندنافية.
وعُلقت على الزجاج الأمامي لبعضها لافتات كُتب عليها "حرروا إيران"، تلبية لدعوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إحدى أبرز منظمات المعارضة خارج إيران.
قالت معصومة رؤوف، وهي صحافية وسجينة سابقة هربت من السجن في 1982 ووصلت في 1985 إلى فرنسا حيث تقيم كلاجئة سياسية "أنا هنا لأمثل صوت الشعب الإيراني، لكي يُسمع صوت الشعب".
وأشار المنظمون إلى أن عشرات الآلاف شاركوا في التظاهرة، فيما أفادت شرطة باريس بأن عدد المشاركين ناهز 3500 شخص.