"نائل" يثير موجات غضب في فرنسا.. نهب المتاجر والحكومة تقدم تسهيلات
بعد ليلة رابعة من العنف، قدم وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، مساعدات وتسهيلات للتجار، الذين تعرضت متاجرهم لأضرار أعمال النهب في عدة مدن بفرنسا.
وذلك بعد وفاة الشاب الجزائري المغربي نائل مرزوق، بحسب محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية.
وخلال مؤتمر صحفي، السبت 1 يوليو/تموز 2023، أعلن برونو لومير أن التجار "الذين يواجهون صعوبات" يمكنهم الاستفادة من "تأجيل دفع الرسوم الاجتماعية والضريبية". كما تدرس وزارة الاقتصاد "إمكانية تمديد فترة التخفيضات لأسبوع واحد".
وكانت مراسم تشييع الشاب ذي الأصول الجزائرية "نائل"، والبالغ 17 عامًا الذي قتل برصاص شرطي فرنسي، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا تخللها توقيف أكثر من ألف شخص.
وأصيب الفتى نائل برصاصة قاتلة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عامًا تهمة القتل العمد.
وبدأت السبت مراسم تشييع نائل في ضاحية نانتير غرب باريس حيث قضى الثلاثاء. وقالت سيدة تشارك في المراسم لوكالة فرانس برس "لترقد روحه بسلام وتتحقق العدالة. أتيت لمساندة والدته، كان وحيدها".
- موجة هروب جماعي من فرنسا.. شبح نائل يقتل السياحة في باريس
- أزمة نائل.. الإمارات تدعو إلى التهدئة في فرنسا
أعمال شغب.. ونهب المتاجر
فيما أُضرمت النيران في حوالى 1350 سيارة فيما تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب وأحصي 2560 حريقا على الطرقات العامة.
وأحصت وزارة الداخلية 31 هجوما على مراكز للشرطة و16 على مراكز للشرطة البلدية و11 على ثكنات للدرك.
وعرفت مرسيليا ثاني مدن البلاد ليلة مضطربة ما دفع وزير الداخلية جيرالد دارماران إلى إرسال تعزيزات إليها. وكانت الشرطة أعلنت توقيف 88 شخصا في المدينة قرابة الساعة الثانية فجرا (منتصف الليل ت غ) في صفوف مجموعات من الشباب غالبا ما يكونون مقنعين و"يتحركون بسرعة".
وصباح السبت، قام التجار بإحصاء أضرار أعمال الشغب الليلية، ومنها في ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية.
وقالت مالكة متجر للملابس الداخلية النسائية في شارع وسط المدينة غطى أرضه حطام واجهات المحال، إنها ستقوم الإثنين "بعرض كل شيء للبيع، كفى". وقال مالك فندق صغير "يجب أن نرحل، هذا كل ما تبقى علينا أن نفعل".
ولم تسلم منطقة باريس من أعمال الشغب، وقررت ثلاث مدن قريبة من العاصمة الفرنسية فرض حظر التجول على غرار مدن أخرى في المناطق الداخلية.
من جانبه، دعا اتحاد متاجر التجزئة الفرنسي الشرطة إلى تعزيز التدابير الأمنية حول المتاجر.
وقال المدير الإداري للاتحاد جاك كريسيل إن أعمال الشغب "أدت إلى أعمال نهب على نطاق واسع ... تم تخريب أو نهب أو إحراق أكثر من مائة من متاجر المواد الغذائية أو غير الغذائية المتوسطة والكبيرة".
وأضاف كريسيل أن هذه الحوادث "خطيرة للغاية وكلفتها باهظة للغاية". وأوضح أنه طلب من وزراء الاقتصاد والداخلية والتجارة التحرك واتخاذ إجراءات.
وقالت غرفة التجارة بباريس إيل دو فرانس إنها تعمل على نشر فرقها "لتقديم الدعم الضروري والمساعدة الفنية، لا سيما فيما يتعلق بضمان استمرار العمليات وتعويضات التأمين وما إلى ذلك"، للتجار ومدراء الشركات المتضررة.
بدوره، أبدى اتحاد تجار التبغ استياءه من "نهب وسرقة المحلات التجارية، بما في ذلك 91 من متاجر بيع التبغ خلال هذه الأيام الأخيرة من المواجهات".
إلغاء جماعي لحجوزات سياحية
وقد تعرضت فرنسا لموجة جماعية من إلغاء الحجوزات السياحية، إثر استمرار العنف في شوارع العاصمة باريس، احتجاجا على مقتل الفتى نائل مرزوق على يد الشرطة في حادث مثير للجدل.
وقال تييري ماركس رئيس الجمعية الرئيسية لأصحاب الفنادق والمطاعم في فرنسا، إنه منذ وفاة نائل في ضاحية باريس، الثلاثاء الماضي، شهدت الفنادق الأعضاء في الجمعية موجة من إلغاء الحجوزات في جميع المناطق المتضررة جراء التخريب والصدامات.
وقد تسببت الاحتجاجات العنيفة التي امتدت إلى أنحاء مختلفة في فرنسا إلى تعرض فنادق ومطاعم لأضرار.
وقال ماركس إنه يتلقى رسائل يومية من أصحاب هذه المؤسسات التي تعرضت "لهجمات ونهب وتخريب، بما في ذلك بعض المطاعم والمقاهي".
وأضاف "مؤسساتنا هي في جوهرها أماكن ضيافة وأحيانًا ملاجئ وأماكن للمساعدة في حالات الأزمات. لا ينبغي تحميلها عواقب الغضب الذي لا يد لها فيه، ونحن ندين هذه الأعمال".
وتوجه ماركس إلى السلطات طالبًا منها أن تفعل "كل شيء" لضمان سلامة العاملين في قطاع الفنادق والمطاعم في أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم".
فيما أعربت جمعية الفنادق والمطاعم المستقلة في فرنسا GHR عن أسفها لأن قنوات التلفزيون "الأجنبية تعرض مشاهد تصور باريس وقد لفتها الحرائق وغرقت في الدماء، وهذا يجانب الواقع".
وقال فرانك ترويه المدير الإداري في الجمعية لوكالة فرانس برس "هل ستستمر أعمال العنف والشغب وتتسبب في موجة حقيقية من الإلغاءات؟ هنا مكمن الخطر".
وأضاف أن "السياح الآسيويين على وجه الخصوص، الحريصين بشدة على سلامتهم وأمنهم، قد لا يترددون في تأجيل رحلتهم أو إلغائها".
وقال ديدييه أرينو مدير شركة بروتوريسم Protourisme إن "السياح الذين يعرفوننا جيدًا، مثل البلجيكيين والبريطانيين الذين لديهم أيضًا مشكلات في ضواحي المدن، يمكنهم تفهم ما يجري"، لكن في النهاية "يبدو الأمر كما لو كنا نقوم بحملة دعاية سلبية كلفتها عشرات الملايين من اليورو لفرنسا كوجهة".
وقال جان فرانسوا رئيس مكتب السياحة في باريس "إذا استمر الأمر على هذا النحو فإنه سيضع عقبات كبيرة أمام تنظيم الألعاب الأولمبية، خاصة وأن جزءًا كبيرًا من الأحداث الرياضية سيقام في سين سان دوني"، وهي منطقة فقيرة في شمال باريس نالت قسطًا كبيرًا من أعمال الشغب والنهب.