ماكرون يبحث عن "الكلمات الصحيحة" في صفحة رواندا
يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طي صفحة خلاف طويل مع رواندا، في زيارة نادرة منذ سنوات إلى كيغالي.
وغدا الخميس، ينتظر أن يصل الرئيس الفرنسي إلى رواندا على أمل تطبيع العلاقات الثنائية الراكدة منذ أكثر من ربع قرن، على خلفية اتهام باريس بلعب دور في "الإبادة الجماعية للتوتسي" في 1994.
وتبدأ هذه الرحلة القصيرة إلى "أرض الألف تلة" في أجواء يغلب عليها التفاؤل في باريس وكيغالي على حد سواء.
وقال الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي، إنه سيكون "حريصا على كتابة صفحة جديدة" بين فرنسا ورواندا، وهما بلدان أكد نظيره بول كاغامي أن "لديهما فرصة الآن (...) لإقامة علاقة جيدة".
وفي تقديمها للزيارة ذكرت الرئاسة الفرنسية أن قدوم ماكرون إلى رواندا، يفترض أن يكرس "المرحلة الأخيرة لتطبيع العلاقات".
لذلك سيكون على ماكرون البحث عن الكلمات الصحيحة عند وصوله صباح الغد إلى كيغالي في أول زيارة خارج القارة منذ بداية أزمة كوفيد-19.
وسيتوجه ماكرون مباشرة إلى النصب التذكاري للإبادة الجماعية الذي يقع في حي جيزوزي في العاصمة، ويضم رفات أكثر من 250 ألفًا من الضحايا.
خلال هذه اللحظة "الاحتفالية الخاصة" على حد تعبير الإليزيه، سيلقي ماكرون كلمة طال انتظارها موجهة خصوصا إلى "الناجين" من هذه الإبادة الجماعية التي سقط فيها 800 ألف قتيل معظمهم من أقلية التوتسي بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز 1994.
رواندا تنتظر الاعتذار
وينتظر عدد من الجمعيات من الرئيس أن يعبر نيابة عن فرنسا عن "اعتذاره" عن الدور الذي لعبته باريس بين عامي 1990 و1994.
ورأى الرئيس بول كاغامي في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية مؤخرا أنه "لا يمكن أن تأتي الاعتذارات بناء على طلب. يجب أن تكون صادقة. لا يمكنني لا أنا ولا أي شخص آخر أن يطلب اعتذارا".
ولتكريس التطبيع، يمكن أن يتفق الرئيسان على عودة سفير فرنسي إلى كيغالي حيث بقي هذا المنصب شاغرا منذ 2015.
ومن المحطات الأخرى في الزيارة افتتاح ماكرون "المركز الثقافي الفرنكفوني" في كيغالي، وهي مؤسسة "تهدف ليس فقط إلى تعزيز الثقافة الفرنسية بل جميع موارد الفرنكفونية، لا سيما من فناني المنطقة"، على حد قول الرئاسة.
فبالنسبة لباريس، الهدف هو توجيه رسالة انفتاح شاملة للشباب الأفريقي الذي يصعب إقناعه بإرادة القوة الاستعمارية السابقة طي صفحة هذه الحقبة.
آخر زيارة لرئيس فرنسي
وكان نيكولا ساركوزي آخر رئيس فرنسي زار كيغالي في 2010، وقد ذهب إلى حد الاعتراف بـ"أخطاء جسيمة" و"نوع من التعامي" من قبل السلطات الفرنسية أدت إلى "عواقب مأساوية بالمطلق".
لكن على الرغم من هذه التصريحات، بقيت العلاقات بين كيغالي وباريس صعبة ومرت بمراحل من التوتر الشديد.
وعند وصوله إلى الرئاسة، أطلق إيمانويل ماكرون عملية التقارب، لا سيما من خلال تطوير علاقات جيدة مع بول كاغامي، الذي يقدم نفسه على أنه بطل أفريقي للبيئة والتكنولوجيا الرقمية.
وبعد انتخاب الرواندية لويز موشيكيوابو - بدعم من باريس - على رأس المنظمة الدولية للفرنكفونية، قطعت مرحلة جديدة عبر تسليم تقرير في مارس/آذار، أعد بإشراف المؤرخ فانسان دوكلير حول دور فرنسا في الإبادة الجماعية.
فرنسا ميتران
وخلص هذا التقرير إلى "المسؤوليات الجسيمة والمروعة" و"تعامي" الرئيس الاشتراكي حينذاك فرانسوا ميتران ومحيطه في مواجهة اندفاع حكومة الهوتو المدعومة من باريس، باتجاه العنصرية والإبادة الجماعية.
وقال بول كاغامي الذي قاد في 1994 تمرد التوتسي الذي أنهى الإبادة الجماعية "يمكنني أن أتحمل" هذه النتائج التي تستبعد "تواطؤ" فرنسا.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز