مركز فرنسا للفضاء: الإمارات باتت من القوى الفضائية العالمية
أكد جان إيف لوغال، رئيس المركز الفرنسي للفضاء، أن العالم أصبح ينظر إلى الإمارات بعد إطلاقها "مسبار الأمل" شهر يوليو الماضي كقوة صاعدة.
وأضاف أن دولة الإمارات أصبح لها موطئ قدم في النشاط الفضائي على المستوى العالمي.
وقال "لوغال"، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الإمارات بمكتبه في العاصمة الفرنسية باريس، إن هذه الرحلة الاستكشافية العربية الأولى التي قادتها الإمارات تضعها ضمن مصاف الكبار في عالم الفضاء و علومه، مؤكدا أن فرنسا قيادة وشعبا ووكالة فضاء تتابع مهمة "مسبار الأمل" عن كثب وتنتظر منها الشيء الكثير خدمة للعلم و العلوم.
وأضاف: "جرت العادة في العالم و منذ انطلاق الأسس الأولى لعلوم الفضاء في العالم أن نتحدث فقط عن ست قوى عالمية في مجال الفضاء، هي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين واليابان وروسيا و الهند، و إذا أردنا إضافة قوة سابعة ستكون لا محالة دولة الإمارات العربية المتحدة".
وتابع: "في فرنسا نفتخر كوننا أول وكالة فضاء في العالم وقعت اتفاق تعاون مع دولة الإمارات حيث تربطنا بوكالة الإمارات للفضاء عدة اتفاقات تعاون، ويجمعنا بمركز محمد بن راشد للفضاء تعاون صناعي وتقني، خاصة في مجال منصات إطلاق صواريخ الفضاء لتطوير المهمات الإماراتية في مجال مراقبة و رصد الكواكب، نحن نعتبر دولة الإمارات شريكا أساسيا كبيرا لنا في مجال الفضاء، و هي اليوم باتت قوة صاعدة على المستوى العالمي ونشاطها الفضائي أصبح له موطئ قدم بشهادة العالم بأسره وأصبحت في مقدمة الدول الرائدة في مجال علوم الفضاء".
كفاءات حقيقية
وذكر رئيس المركز الفرنسي للفضاء أن "تطور الإمارات خلال الفترة الأخيرة مذهل جدا، وهناك إرادة سياسية كبيرة للاتجاه نحو العلوم مع تخصيص ميزانية مهمة لعلوم الفضاء، وهناك كفاءات حقيقية من خلال طلاب إماراتيين درسوا في الخارج وأيضا في الداخل درسوا في جامعة العين التي أصبحت تعمل على تطوير كفاءات إماراتية حقيقية في مجال الفضاء، لذلك وقعنا معها كوكالة فضاء فرنسية اتفاق تعاون في مجال تدريب الكوادر وتكوينها و تأطيرها".
وأكد جان إيف لوغال أن الطلاب الإماراتيين لم يعودوا اليوم في حاجة للسفر إلى الخارج لدراسة علوم الفضاء، فقد هيأت لهم حكومتهم كل الشروط الضرورية لدراسة الاختصاص داخل الإمارات، وسيصبح قريبا بالإمكان إعداد ماجستير في جامعة العين في علوم الفضاء يوازي المستوى نفسه في الدول المتقدمة، بمعنى أن هناك كفاءات حقيقية في الإمارات ونجاح "مسبار الأمل" سيساهم في تطويرها بشكل كبير.
و في رده على سؤال بشأن ما الذي ينتظره العالم من مهمة مسبار الأمل الإماراتي في الكوكب الأحمر ، قال جان إيف لوغال، رئيس المركز الفرنسي للفضاء: "كما تعلمون مدار كوكب المريخ حساس جدا، لذلك لا عجب أن تكون مهمة مسبار الأمل هي المرة الأولى التي يحط فيه مسبار فضائي في مداره، هذا بالطبع سيمكننا جميعا من معرفة خصائص مناخ المريخ و كذلك التقاط صور له من جميع الاتجاهات لم يتم التقاطها من قبل، لذلك سيثري المسبار الإماراتي معرفتنا العلمية بالكوكب الأحمر، لأن من شأن ذلك أن يكون المدخل لنا لنتعرف من خلال المريخ على كوكب الأرض بشكل أفضل والسبب أن الكوكب الأحمر في خصائصه يشبه كثيرا كوكب الأرض".
وأضاف: "قبل بضع مليار سنة كانت الأرض في الوضع نفسه للمريخ تشبهه في كل شيء تقريبا، لكن المريخ تحول إلى صحراء باردة مجمدة، بينما الأرض فيها بحار ومحيطات وقابلية العيش، وإذا ما فهمنا المريخ جيدا سنفهم الأرض بشكل أفضل، لذلك نعتبر جميعا المهمة الإماراتية حساسة جدا وبالغة الأهمية و نوليها متابعة قصوى لأنها ببساطة ستضيف للعالم شيئا جديدا لم يكن يعرفه من قبل".