ترامب في باريس.. وملف الإرهاب يعالج الفتور بين البلدين
الزيارة من المنتظر أن تعالج التوتر الذي ساد بين البلدين في عهد هولاند خاصة مع زيادة التعاون في ملف الإرهاب بسوريا والعراق
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إلى باريس في زيارة متوقع أن تعالج التوتر بين البلدين الذي ساد خلال فترة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند .
وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون لحضور احتفالات ذكرى الحرب العالمية الأولى واليوم الوطني الفرنسي.
وتكتسب أهمية كذلك لكونها تأتي عقب الإعلان عن طرد تنظيم داعش من الموصل في العراق، وقرب محاصرته في الرقة بسوريا.
ويخصص ترامب فترة قبل الظهر للقاء موظفين مدنيين وعسكريين أمريكيين في إطار زيارته التي تندرج في الذكرى السنوية لمشاركة بلاده في الحرب العالمية الأولى.
وتشهد الزيارة مراسم رسمية وعسكرية في مجمع "إينفاليد" وزيارة لضريح نابليون ولقاء في القصر الرئاسي وعشاء للرئيسين مع زوجتيهما في أحد مطاعم برج إيفل وعرض عسكري بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي في 14 يوليو/تموز.
ويأتي هذا الاحتفال أيضا بمرور 100 عام على دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى.
وتزور السيدتان الأوليان بريجيت ماكرون وميلانيا ترامب كاتدرائية نوتردام في قلب العاصمة قبل أن تقوما بنزهة على نهر السين.
وقال مسؤول أمريكي رفيع إن ترامب "متحمس جدا وكذلك السيدة الأولى. فزيارة ثنائي مثل ماكرون في مدينة النور أمر رائع".
وأوضح الإليزيه من جهته "نحسن في العادة استقبال مدعوينا وسنحرص على أن تتم الزيارة بشكل جيد".
وكانت العلاقات بين ترامب وفرنسا توترت في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند على خلفية سياسة ترامب "أمريكا أولا" والقيود التي فرضها على الهجرة إلى الولايات المتحدة.
ويبدو الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون- حتى الآن- أكثر مرونة؛ حيث يرى أنه يجب عدم قطع العلاقات مع الولايات المتحدة أو عزلها، بل إعادة التأكيد على "الروابط التاريخية" بين الحليفين القديمين.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات ستركز خصوصا على المسائل "التي توحد البلدين حاليا وهي مكافحة الإرهاب".
وأقر مسؤول أمريكي بأن فرنسا، وهي ثاني دولة مساهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا "شريك قريب جدا في المجال الأمني".
وجاءت الضربة العسكرية الأمريكية لقاعدة الشعيرات في سوريا أبريل/نيسان الماضي لتحسن العلاقات بين أمريكا وفرنسا؛ حيث طالما دعت فرنسا لتدخل أمريكي عسكري.
وفي مقابلة مشتركة مع صحيفة "أويست فرانس" الفرنسية و"فانكه" الألمانية، برر ماكرون دعوته لترامب في ذكرى اليوم الوطني برغبته في "الاحتفاء بالعلاقة التي لا يمكن تجاهلها على الصعيد الأمريكي".
غير أن الإليزيه أشار إلى أن مواضيع الخلاف وخصوصا المناخ "لن يتم تفاديها".
وتولى ماكرون -منذ قرار ترامب في مطلع يونيو/حزيران الماضي الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ- دور المدافع عنه معتمدا شعار "لنجعل كوكبنا عظميا مرة أخرى" الذي يستعيد شعار حملة ترامب الانتخابية "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
إلا أن ماكرون أكد أنه لم يفقد الأمل في إقناع واشنطن بالعودة إلى الاتفاق.
وأوضح ماكرون أن فرنسا والولايات المتحدة "لديهما نقطة توافق أساسية هي حماية مصالحنا الحيوية سواء في الشرق الأدنى أو الأوسط وأفريقيا.. تعاوننا مع الولايات المتحدة يحتذى به".
من المفارقة أيضا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستكون في باريس الخميس أيضا حيث تترأس مع ماكرون قبل الظهر قمة فرنسية ألمانية.
لكن من غير المقرر عقد أي لقاء بين ميركل وترامب.