"سؤال بسيط".. عسكري فرنسي سابق يعيد ترتيب "صور" حرب أوكرانيا
صور ومقاطع فيديو تعبر البحار والحدود لتبث للعالم حقائق على مقاس صانعيها في روايات غالبا ما تدحضها شهادات الواقع.
جندي فرنسي سابق ومتطوع يدلي بشهادة مختلفة عن الحرب الروسية الأوكرانية، ويقدم معطيات تفند ما روجه إعلام أوكراني وغربي حول حقيقة مقتل المدنيين وقصف المواقع المدنية.
رواية جديدة تكشف الوجه الآخر للنزاع؛ وهو الحرب الإعلامية التي تقودها كييف والغرب للتأثير على الرأي العام الدولي وتأليبه ضد موسكو.
المتطوع والجندي الفرنسي السابق أدريان بوكي، الذي كان في مهمة إنسانية بأوكرانيا، طلب من سلطات بلاده "شرحا" عن سبب قيام باريس بتزويد من أسماهم "النازيين الجدد" وبالذات "فوج آزوف" بالأسلحة.
وقال بوكي، في تصريحات لإذاعة فرنسية محلية: "أريد أن أطرح سؤالا بسيطا للغاية وأستفسر من الحكومة الفرنسية، كيف يمكنها أن تشرح وتبرر حمل عناصر فوج آزوف الذين يرتدون شارة 'إس إس' والرايخ الثالث (شارات النازية)، لأسلحة قدمتها فرنسا وأوروبا لأوكرانيا؟".
ويرى العسكري الفرنسي السابق أن استخدام عناصر آزوف للأسلحة الغربية التي تلقتها القوات المسلحة الأوكرانية، يضفي طابع الشرعية عليهم في المؤسسات الرسمية الأوكرانية.
وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أشار العسكري السابق إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرك شخصيا غموض الوضع الحالي، قائلا: "لماذا لا يذهب ماكرون إلى أوكرانيا؟ في رأيي، بدأ ماكرون يدرك أن الأسلحة والذخيرة الفرنسية تقع في أيدي النازيين الجدد".
"جرائم حرب"
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يفجر فيها العسكري الفرنسي السابق الجدل بتصريحاته حول "حقيقة" الحرب الأوكرانية كما عاينها كشاهد على الأرض، فقبل أيام، استعرض سلسلة مما سماها "جرائم حرب" قال إن كييف ارتكبتها.
وحينها، قال بوكي إن "القوات الأوكرانية أطلقت النار على رُكب جنود روس أسرتهم فيما استهدفت ضباطا في رؤوسهم بالرصاص".
وأضاف أن "مصورين أمريكيين صوروا مسرحيات مثل ما أطلقت عليه كييف والغرب "مجزرة بوتشا"، حيث تم نقل رفات من أماكن أخرى ووضعوها عمداً لجعل التصوير مخيفًا قدر الإمكان".
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، عبّرت الولايات المتحدة ودول غربية عن صدمتها مما قالت إنه "ظهور أدلة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا"، مشيرة إلى العثور على 57 جثة في مقبرة جماعية في بوتشا، قرب العاصمة كييف، بحسب ما أفاد مسؤول الإغاثة المحلي سيرهي كابليتشني.
كما قال الجندي الفرنسي السابق إن القوات المسلحة الأوكرانية خزنت الذخيرة في مبان سكنية يعيش فيها الناس ليلا، في ممارسة محظورة في أثناء الحروب تعرف باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
صدمة
في تصريحاته أيضا، ذكر بوكي "عندما عدت إلى فرنسا من أوكرانيا، شعرت بالصدمة فالقنوات التلفزيونية تدعو أشخاصا للمشاركة في برامج حول أوكرانيا لم يسبق لهم أن كانوا على الأرض أو حتى على دراية بحقيقة ما يجري هناك".
ومضى يقول: "إنهم يتحدثون عما يجري وكأنهم كانوا هناك، فلا عجب إذن من الهوة الشاسعة الحاصلة بين ما يقولونه عبر شاشات التلفزيون وبين ما رأيته بأم عيني".
وتابع: "لم يكن هناك ما يمكنني القيام به سوى مشاهدة ما يحدث وتصوير مقاطع الفيديو"، مؤكدا: "لدي هذه اللقطات وسأستخدمها كدليل على جرائم أوكرانيا".