حرب أوكرانيا.. ما مدى استفادة التنظيمات الإرهابية؟
إلى أي مدى يمكن للتنظيمات الإرهابية أن تستفيد من الثغرات التي تخلقها الحرب الأوكرانية الروسية أو تداعياتها أو التحولات التي تفرضها؟
تقرير للإذاعة الألمانية أسهب فى شرح سبل استفادة التنظيمات الإرهابية من الأحداث العالمية الراهنة، لاسيما في ظل احتدام الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفى وقت سابق، قال تنظيم داعش الإرهابي إنه سيستغل حقيقة أن الغرب مشتت بسبب الحرب، لكن استفادته المزعومة لن تكون في مزيد من عمليات التخريب بل في تعزيز موارده الاقتصادية.
وقال التقرير إنه في منتصف الشهر الماضي، أصدر التنظيم تهديدًا وأعلن عن "حملة مباركة للانتقام" وذلك بعد مقتل زعيمه في غارة عسكرية أمريكية بسوريا في فبراير/ شباط الماضي.
وفي الوقت نفسه، دعا التنظيم الإرهابي الذي كان يسيطر على نحو ثلث سوريا والعراق في ذروة قوته، أنصاره إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها الحرب في أوكرانيا.
وزعم أنه بينما كانت الدول الغربية منشغلة، يمكن أن يشن أنصاره الهجمات.
في غضون ذلك، دعت مجلة تدعم "القاعدة" علانية إلى أن يسعى أنصار التنظيم المتطرف للحصول بطريقة ما على أسلحة يتم تسليمها إلى المدنيين في أوكرانيا، ثم استخدامها ضد الأوروبيين.
استثمار الإحباط
بحسب التقرير الألمانى، فإن الخبراء قالوا إن هناك طريقة أخرى يمكن أن تفيد بها الحرب في أوكرانيا تنظيمي داعش والقاعدة وربما حتى التنظيمات المتطرفة الأخرى، إذ سيحاول المتطرفون استغلال "موجة جديدة من الاضطرابات الاجتماعية الناتجة عن ارتفاع تكلفة المعيشة في المجتمعات المتضررة بشدة من وباء كورونا ومن ثم تداعيات الأزمة في أوكرانيا".
وبشكل عام، تضيف تداعيات الحرب في أوروبا عبئا إضافيا على البلدان التي تعاني من أزمات سابقة.
ومن بين المشاكل الإضافية التي يجب على دول مثل لبنان وسوريا وتونس وليبيا واليمن التعامل معها، نقص الحبوب وارتفاع أسعار البنزين والمواد الغذائية والتضخم وحقيقة أن بعض منظمات الإغاثة تركز الآن بشكل أكبر على أوكرانيا.
ومن الممكن تمامًا، مع استمرار حرب أوكرانيا، أن تزداد الأمور سوءًا في البلدان التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار، وهو المكان الذي قد يستفيد منه تنظيم "داعش".
وقد يعني المشاكل الاقتصادية والاضطرابات السياسية أن المزيد من السكان المحليين في تلك البلدان يرون الانضمام إلى تنظيم متطرف مثل داعش خيارا قابل للتطبيق.
وفى عام 2015، شكّل التونسيون بالفعل أكبر عدد من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى داعش ، في ذروة قوته وجذب التنظيم الإرهابي أشخاصًا من جميع أنحاء العالم للانضمام إليه.
من جانبها، أوضحت آن سبيكهارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، والتي أجرت مقابلات مع مقاتلين سابقين في داعش، أن "القضايا في تونس التي دفعت الكثير من الشباب للانضمام إلى داعش كانت اقتصادية بطبيعتها".
وأوضحت أن "العديد من الشبان التونسيين ليس لديهم أموال أو وظائف ولم يتمكنوا من الزواج أو مغادرة منزل الأسرة، بينما "كان تنظيم داعش يقدم وظائف مدفوعة الأجر وإسكانًا مجانيًا وزوجات بالإضافة إلى عبيد الجنس" .
وثمة مؤشرات على أن تنظيم داعش يستغل القضايا الاقتصادية الحالية في الشرق الأوسط بطريقة مماثلة اليوم.
وناقشت التقارير الأخيرة الواردة من مدينة طرابلس شمالي لبنان كيف "اختفى" أكثر من 40 شابا في وقت سابق من هذا العام.
ولاحقا، اكتشفت العائلات مكان وجودهم فقط عندما علموا بمقتل بعض الرجال في معسكرات تدريب داعش في الصحراء العراقية، ولبنان يواجه أزمة اقتصادية خانقة فيما قال مسؤولون محليون إن تنظيم داعش عرض أجرًا يزيد عن 500 دولار (حوالي 480 يورو) شهريًا.
ويرى محللون أن "قضايا مثل البطالة وارتفاع الأسعار إلى جانب القضايا السياسية والعزلة الوبائية، تؤدي جميعها إلى الشعور باليأس والغضب وترغب في تحويل اللوم إلى سبب واضح".
كما تم استغلال عدم الاستقرار السياسي وفراغ السلطة، وهو ما ينشأ غالبًا بسبب المشاكل الاقتصادية، من قبل تنظيم داعش، وفق المصدر نفسه.