فرنسا والحل في لبنان.. "المفتاح" بكبح حزب الله
باعتبار حزب الله محاورا خلال العملية –بإشراك ممثليه في لبنان– تجعل فرنسا المشاكل متواصلة بلا نهاية، وفق صحيفة أمريكية
رأت صحيفة أمريكية أن مستقبل لبنان على المحك، بينما يحمل أقدم حلفائه الأوروبيين، فرنسا، المفتاح لإحداث التغيير متمثلا في كبح "حزب الله".
وقالت صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية، في مقال كتبته كل من: سيمون رودان بنزاكوين وآن صوفي سيبان بكاش، يحسب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه استثمر وقتًا كبيرًا وجهدًا منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب، الذي خلف 200 قتيل وآلاف الجرحى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الزيارة الثانية التي قام بها ماكرون إلى بيروت في الأول من سبتمبر/أيلول، وافقت قوى السياسة اللبنانية على مهلة أسبوعين لتشكيل حكومة مهمة، كشرط أساسي لخطة الإنقاذ الدولية التي تقودها فرنسا.
لكن انقضت هذه المهلة مع استمرار الأطراف نفسها في نفس اللعبة للوقوف بوجه التغيير، فبالفعل، أصر حزب الله وحليفه حركة أمل – طبقًا لتقارير – على تولي وزارة المالية وغيرها من الوزارات الحيوية.
- السنيورة يدعو للتمسك باتفاق "الطائف" وينتقد عبث حزب الله
- انقلاب حزب الله.. مراوغة بـ"المالية" لتفادي العقوبات الأمريكية
ورأت الصحيفة أنه باعتبار حزب الله محاورا خلال العملية – بإشراك ممثليه في لبنان – تجعل فرنسا المشاكل متواصلة بلا نهاية، مؤكدة أنه ما لم يتصد ماكرون لحزب الله، فلن يتغير أي شيء.
وقالت "ميامي هيرالد" إن التنظيم الإرهابي المدعوم من إيران سيطر على المجتمع اللبناني لعدة عقود، وعلى عكس ما أكده الدبلوماسيون الفرنسيون، فإن التنظيم ليس طرفًا سياسيًا شرعيًا.
وأوضحت الصحيفة أن حزب الله استخدم العنف والترهيب من أجل الحصول على النفوذ السياسي خلال العقدين الماضيين، والمثال على ذلك، إدانة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أحد الأعضاء البارزين بالتنظيم في حادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي وقع عام 2005.
وأشارت إلى أن حزب الله يستخدم نفس أساليب الترهيب اليوم لدحر أي تغييرات جذرية من شأنها التأثير على هيمنته في البلاد، لكن الكثيرين بالمجتمع اللبناني أصبحوا أكثر صراحة في الحديث عنه، رافضين عمليات الابتزاز التي يقوم بها حزب الله، بل حتى إن تلك الأصوات أصبحت تنتقد الجماعة علنًا، ويشنقون دمية تتخذ شكل زعيمها حسن نصرالله.
وأكدت الصحيفة أن حزب الله لا يعتبر أسوأ أعداء النظام السياسي والاجتماعي اللبناني فحسب، بل إنه يشكل تهديدًا رئيسيًا على الأمن؛ فبامتلاكه ما يقدر بـ120 ألف صاروخ، أصبح أفضل جماعة إرهابية مجهزة، حتى أفضل من الجيش اللبناني نفسه.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن ولادة لبنان من جديد لا يمكن أن تحدث إذا جردت حكومته من الاستخدام المشروع للقوة، ويجب أن تحث فرنسا وأوروبا والمجتمع الدولي، على نطاق أوسع، على نزع سلاح حزب الله فورًا.
وأوضحت أن حزب الله لا يشكل تهديدًا على الشرق الأوسط فقط، فلعدة سنوات، جمع نشطائه وأنصاره المال، وخزنوا الأسلحة، وتورطوا في عمليات غسيل أموال، وتم العثور على مستوعات تحوي نترات الأمونيوم خاصة به في جنوبي ألمانيا ولندن، فضلًا عن الهجمات الإرهابية التي نفذها خلال الثمانينيات والتسعينات في باريس ولندن.
وأشارت "ميامي هيرالد" إلى الهجوم الذي شهده مطار بورجاش عام 2012 واعتقال أحد عناصر حزب الله في قبرص الذي كان يراقب المواقب من أجل هجوم إرهابي محتمل، وهو ما أدى في النهاية لتصنيف الاتحاد الأوروبي للذراع "العسكري" لحزب الله تنظيمًا إرهابيًا.
واختتمت الصحيفة بالقول: "لكن في الواقع، هناك حزب الله واحد فقط، وقد أدركت ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا وليتوانيا تلك الحقيقة، وبدون الاعتراف بذلك أيضًا، ودون تحميل حزب الله مسؤولية فشل اليوم في الخروج من الأزمة، ستفشل جهود فرنسا".