5 أثرياء ينهارون تحت مقصلة "الاحتيال".. سجل مثير للضحايا
أطاحت تهم الاحتيال بثروات 5 مليارديرات خرجوا بين ليلة وضحاها من تصنيف قوائم فوربس لأغنى أثرياء العالم.
ويعد الملياردير الأمريكي السابق، ومؤسس بورصة العملات المشفرة FTX سام بانكمان فرايد، هو الملياردير الأحدث في قائمة الأثرياء الذين أطاح بهم الاحتيال.
وبدأت إمبراطورية بانكمان بالانهيار بعد اتهامه بالاحتيال خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبعد أن سجلت ثروته 17.2 مليار دولار في قائمة فوربس 400 لعام 2022 الصادرة في سبتمبر/أيلول الماضي، وهي أحدث التقديرات لثروته قبل الأزمة، لتهوي ثروته إلى 4 ملايين دولار في نهاية يناير/كانون الثاني 2023.
وإلى جانب الأمريكي سام بانكمان فرايد، شملت اتهامات الاحتيال 4 مليارديرات آخرين، هم مؤسس NMC Health الهندي بي آر شيتي، والشريك المؤسس في Outcome Health الأمريكي ريشي شاه، ومؤسس Firestar Diamond العاملة في المجوهرات الماسية الهندي نيراف مودي، وأخيرا المليارديرة الأمريكية السابقة مؤسسة Theranos المتخصصة في اختبارات الدم إليزابيث هولمز.
أزمة أداني
بعد تقرير شركة Hindenburg Research الأمريكية باتهام الملياردير الهندي غوتام أداني وشركاته بالاحتيال المالي والتلاعب بالأسهم المدرجة، الذي نشرته في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، قد نكون أمام حالة جديدة من احتيال المليارديرات.
وأكدت الشركة الأمريكية أنها تستند إلى وثائق ومسؤولين سابقين في مجموعة أداني وبحث استقصائي استمر لمدة سنتين، وذلك في الوقت الذي نفت فيه المجموعة الهندية ارتكاب أي مخالفات، كما هددت باللجوء إلى القضاء، بعد أن تسببت الاتهامات في تدهور كبير لأسهم شركاتها، لكنّها لم تعلن عن اتخاذها أيّ إجراءات قضائيّة حتّى الآن.
وفقد أداني أكثر من نصف ثروته لتصل إلى 59 مليار دولار، في يوم 4 فبراير/شباط 2023 وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، من 126.4 مليار دولار في 24 يناير/كانون الثاني 2023، وهبط ترتيب الملياردير الهندي من ثالث أغنى ملياردير في العالم إلى المرتبة 21، كما خسر أيضا لقبه كأغنى ملياردير في آسيا.
انهيار ثروات 5 مليارديرات بسبب الاحتيال
1- سام بانكمان فرايد
بلغ صافي ثروة الملياردير الأمريكي سام بانكمان فرايد قبل الإبلاغ عن الاحتيال في 2022 نحو 17.2 مليار دولار.
وأسس بانكمان فرايد بورصة FTX للعملات المشفرة في عام 2019، وأصبحت واحدة من أهم البورصات في القطاع، وقدر المستثمرون تقييمها بـ 40 مليار دولار مطلع 2022، بما يشمل FTX US، لكن الشركة بدأت في الانهيار بعد أن نشرت CoinDesk تقريرًا يؤكد أن ثلث الميزانية العمومية لشركة Alameda البالغة 14 مليار دولار عبارة عن رمز FTT، التابع لـFTX في 2 نوفمبر/تشرين الثاني. وعلى الرغم من تأكيد بانكمان فرايد أن شركته بخير ونفيه ما أسماه "شائعات" في بادئ الأمر، قدم اعتذارًا على تويتر بعد نحو أسبوع.
وكانت منصة Binance قد اندفعت في إعلان شراء منافستها FTX، لكنها تراجعت عن العرض بعد يوم واحد، مشيرة إلى مشكلات تتعلق بالسيولة.
ثم تقدمت FTX، بما في ذلك فرع الولايات المتحدة، بطلب الحماية الفيدرالية من الإفلاس في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وتنحى بانكمان فرايد عن منصب الرئيس التنفيذي، وتم تعيين جون آر راي الثالث، وهو محام معروف بالدفاع عن شركة الطاقة المتهمة بالاحتيال Enron، بديلًا له.
واتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية سام بانكمان فرايد في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي بتدبير مخطط للاحتيال على المستثمرين في منصة تداول العملات المشفرة FTX، إذ قام بانكمان بتحويل أموال عملاء FTX بشكل سري إلى Alameda Research ، وهو صندوق التحوط المتخصص في العملات المشفرة التابع للملياردير السابق، كما أن بانكمان استخدم أموال عملاء FTX في استثمارات غير معلنة، إلى جانب شراء العقارات الفخمة، والتبرعات السياسية.
وتم احتجاز بانكمان فرايد في سجن في جزر الباهاما لفترة، لكن في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي تنازل عن حقه في مكافحة التسليم إلى السلطات الأمريكية، ووافق على العودة إلى بلاده لمواجهة تهم الاحتيال الموجهة إليه، ليخرج بكفالة قيمتها 250 مليون دولار مدعومة جزئيًا بمنزل والديه حيث يتم احتجازه الآن مرتديًا سوارًا إلكترونيًا.
وصادرت السلطات الأمريكية جواز سفر بانكمان فرايد، ويحظر عليه بدء أي أعمال تجارية جديدة أو امتلاك حسابات ائتمانية أو القيام بمعاملات مالية تزيد قيمتها على ألف دولار من دون موافقة المحكمة، وهو ينتظر جلسة محاكمته في فبراير/شباط الجاري.
2- بي آر شيتي
الملياردير الهندي السابق بي آر شيتي، كان صافي ثروته قبل الإبلاغ عن الاحتيال في 2019، نحو 3.2 مليار دولار.
وبدأت قصة صعود آر شيتي بشكل قد يكون مثاليًا، في عام 1973، عندما بدأ حياته بالعمل كبائع أدوية، قبل أن يؤسس NMC Health المتخصصة بالرعاية الصحية، لينجح في اقتناص مركز لأول مرة في قائمة فوربس السنوية لمليارديرات العالم لعام 2014، لكن تغير كل شيء بعد 6 سنوات من اعتباره مليارديرًا.
وبدأ انهيار إمبراطورية شيتي في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، بعد أن نشرت مؤسسة Muddy Waters Research الأمريكية تقريرًا استقصائيًا يؤكد احتيال شركات شيتي، إذ أخفت جزءًا كبيرًا من ديونها الإجمالية التي تعدت 8 مليارات دولار من مؤسسات مالية.
أخدت ثروة شيتي بالتراجع بشكل حاد بعد إيقاف التداول على أسهم NMC Health ومجموعة المدفوعات Finablr، قبل أن يتم شطب شركة الرعاية الصحية في أبريل/نيسان من بورصة لندن، وتغيير مجلسي الإدارة، ليستبعد شيتي من قائمة فوربس للمليارديرات في 2020، إذ مثلت الشركتان أكثر من 70% من ثروة شيتي آنذاك.
واعترفت NMC بالتلاعب ضمنيًا في مارس/آذار 2020، بعد أن أعادت تقدير ديونها لتصل إلى 6.6 مليار دولار، ما يمثل أكثر من 3 أضعاف القيمة المعلنة التي تتعدى ملياري دولار، وتدين بها لـ 80 مؤسسة مالية.
كما أعلنت Finablrفي أبريل/نيسان من نفس العام أن ديونها تبلغ 1.3 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو 4 أضعاف الرقم المفصح عنه، لتكون أخفت ديونًا بقيمة 966 مليون دولار، كما ضمت الشركات التابعة لفينابلر UAE Exchange و Travelexو Remit2India إلى جانب شركات أخرى. وقدّر حجم التحويلات المالية للشركة بقيمة 115 مليار دولار في عام 2018 عبر 150 مليون عملية تحويل للعملاء، وامتد نشاطها إلى 170 دولة.
3- ريشي شاه
الملياردير الأمريكي السابق، ريشي شاه، بلغ صافي ثروته قبل الإبلاغ عن الاحتيال في 2018 نحو 3.6 مليار دولار.
لكن انهارت هذه الثروة بعد اتهام ريشي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Outcome Health العاملة في تكنولوجيا الرعاية الصحية والتي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها، في مخطط احتيال بقيمة مليار دولار، وتم تنفيذه بالتعاون مع مسؤولين في الشركة على حساب المستثمرين والعملاء مقرضي الشركة، بحسب وزارة العدل الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بعد أن كانت تقارير إعلامية بدأت بتوجيه الاتهامات إليه لأول مرة في 2018.
محاكمة شاه 2023
وأعلن شاه نتائج مزيفة لأداء الشركة وأبلغ عن إيرادات غير حقيقية، كما حصلت Outcome Health على تقييم بـ 5.6 مليار دولار في مايو/أيار 2017، وامتلك شاه نحو 80% من الشركة، وبينما نفى مسؤولو الشركة – ومنهم شاه - الاتهامات مؤكدين أنهم غير مذنبين، من المقرر أن يحاكموا في عام 2023.
وكانت فكرة الشركة تعتمد على وضع التليفزيون والأجهزة اللوحية داخل مكاتب الأطباء وغرف الانتظار، ثم تبيع الإعلانات على تلك الشاشات للعملاء الذين يستهدفون هؤلاء المرضى كجمهور لمنتجاتهم، وشكلت إعلانات شركات الأدوية، مثل Biogen وPfizer ، الجزء الأكبر من مبيعات الشركة.
4- نيراف مودي
بلغ صافي ثروة الملياردير الهندي السابق، نيراف مودي، قبل الإبلاغ عن الاحتيال في عام 2018 نحو 1.8 مليار دولار
لكن تبدل الحال بالملياردير الهندي نيراف مودي من تصنيع مجوهرات باهظة الثمن للنجوم، إلى الإقامة في سجن واندسوورث في لندن، حيث يكافح لعدم تسليمه إلى الهند، لكن المحكمة العليا في لندن أمرت بتسليمه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتم اتهام مودي بالاحتيال على بنك Punjab National Bank الهندي المملوك للدولة بقيمة 1.8 مليار دولار لتمويل توسعة شركته Firestar International المفلسة حاليًا، وهرب مودي من الهند عام 2018 قبل وقت قصير من اندلاع فضيحة الاحتيال، وبعد عام شوهد في شوارع لندن ولكن تم القبض عليه بعد ذلك، وقررت السلطات الهندية استرداد مستحقاتها من خلال مصادرة أصول مودي وبيعها.
5- إليزابيث هولمز
وصل صافي ثروة المليارديرة الأمريكية، إليزابيث هولمز، قبل الإبلاغ عن الاحتيال في عام 2015 إلى 4.5 مليار دولار.
كانت أوساط المستثمرين الأمريكيين قد احتفت بالمليارديرة السابقة، وإحدى مؤسسي شركة Theranos، بسبب تطوير جهاز ادعت أنه سيحدث ثورة في اختبارات الدم باستخدام قطرة أو قطرتين من الدم فقط من الأصبع.
وجمعت الشركة التي تأسست في 2003 أكثر من 700 مليون دولار من المستثمرين - بما في ذلك المليارديرات روبرت مردوخ ولاري إليسون - اللذين قيّما الشركة بـ 9 مليارات دولار، واختارت فوربس هولمز كأصغر مليارديرة عصامية في العالم بصافي ثروة 4.5 مليار دولار في عام 2014، عندما كانت تبلغ من العمر 30 عامًا.
لكن في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الشركة كانت تستخدم آلات لشركات أخرى، وأن التقنية التي تدعي اختراعها ليست موجودة، وقامت فوربس بمراجعة تقديرات ثروة هولمز إلى "صفر" في يونيو/حزيران 2016 وسط معلومات جديدة ومع مواجهة الشركة عددًا كبيرًا من التحقيقات من الوكالات الفيدرالية.
وتم إدانة هولمز الشهر الماضي بأربع من أصل 11 تهمة احتيال، وتمت تبرئتها من 4 تهم أخرى، في حين فشلت هيئة المحلفين في التوصل إلى حكم بشأن 3 تهم، وبذلك سيكون عليها تسليم نفسها في أبريل/نيسان المقبل لقضاء عقوبة السجن لأكثر من 11 عامًا.