اتفاقية تجارة حرة إقليمية تهيمن على محادثات "آسيان" في تايلاند
المشروع الذي أطلق في 2012 يضم الدول العشر الأعضاء في الرابطة، وكذلك الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا
انطلقت رسميا قمة قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الأحد، في العاصمة التايلاندية بانكوك، لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة الإقليمية، وسط شكوك حول ما إذا كانت سوف تشهد تقدما كبيرا في المحادثات حول الاتفاق التجاري الأكبر في العالم.
- قمة بانكوك.. "آسيان" تضع خطة لمواجهة الحرب التجارية
- انطلاق فعاليات الدورة الـ 15 لمعرض الصين-آسيان في ناننينغ
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء اليوم أن مفاوضات "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" التي تقودها الصين قد أعاقتها طلبات في اللحظات الأخيرة من الهند بعد أن وافقت في وقت سابق على البنود.
وكان قادة الآسيان يعتزمون إعلان اتفاق مبدئي غدا الإثنين، ما يمهد الطريق أمام الدول للانتهاء من تحديد تفاصيل الإطار القانوني لاتفاق من شأنه أن يغطي ثلث اقتصاد العالم، ولكن الفلبين قالت أمس السبت إنه لا يمكن استئناف المفاوضات قبل فبراير/شباط القادم.
وسوف يشهد اليوم خطابات لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن.
وخلال مراسم الافتتاح الرسمية للقمة اليوم، دعا رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا إلى إجراء مفاوضات "خلال هذا العام لتحفيز النمو الاقتصادي وكذلك التجارة والاستثمار".
واكتسبت الاتفاقية المقترحة دفعة جديدة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي يضم 12 دولة.
ويمثل الولايات المتحدة، وهي ليست طرفا في الاتفاق المحتمل، في القمة وفد يتضمن وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وهو وفد أقل في المستوى عنه العام الماضي.
وتعمل الصين على تأمين الاتفاقية التي يطلق عليها الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وسوف تشمل الاتفاقية على ثلث التجارة العالمية، وتتضمن ما يقرب من نصف سكان العالم.
وتعتبر بكين أن توقيع هذا الاتفاق أساسي، فبعد خسارة مليارات الدولارات التي تدرّها الصادرات بسبب النزاع التجاري يحتاج الاقتصادي الصيني دفعا جديدا.
سيؤدي الاتفاق أيضا إلى ترسيخ نفوذها أكثر بقليل في جزء كبير من آسيا، بينما تميل الولايات المتحدة إلى الابتعاد عنها منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى الرئاسة.
والمشروع، الذي أطلق في 2012 ويواجه تطبيقه صعوبات، يضم الدول العشر الأعضاء في الرابطة، وكذلك الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، ولا يشمل الولايات المتحدة، ويبدو أقرب إلى رد على الأحادية الأمريكية والحرب التجارية الجارية بين بكين وواشنطن منذ أشهر.
ودفعت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وموقف الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولاً"، العديد من الدول لتشترك في هدف واحد يتمثل في حماية وصولها إلى الأسواق الغربية الغنية.
من المقرر أن تستمر قمة الآسيان حتى يوم غد الإثنين.
وفي سياق متصل، حثّ رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، أمس السبت، دول جنوب شرق آسيا، على استخدام نفوذ سوقها المشترك البالغ 650 مليون شخص، والتحدث "بصوت واحد" لضمان معاملتهم بعدالة في عصر الحمائية.
وأكد مهاتير أن "الآسيان سوق كبير إلى حد ما للعالم بأسره، لا نريد الدخول في حرب تجارية"، واصفاً الحملات ضد صادرات زيت النخيل من ماليزيا وإندونيسيا بسبب المخاوف المتعلقة بقضايا العمل والبيئة بأنها "تخريب".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز