رابطة جزائرية لحقوق الإنسان تدعو لمقاضاة فرنسا في الذكرى الـ57 لإجراء تجارب نووية فرنسية على أرض الجزائر.
دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في الذكرى الـ57 لإجراء فرنسا تجارب نووية على أرض الجزائر التي تحل، اليوم الإثنين، بتحريك دعوى قضائية ضد فرنسا بسبب هذه التجارب.
وقالت الرابطة في بيان لها، إن هذه التجارب أودت بحياة أكثر من 42 ألف جزائري وإصابة الآلاف بإشعاعات نووية.
وأشار البيان إلى أن فرنسا أجرت 17 تجربة نووية ما بين سنتي 1960 و1966، معتبرة أن ما أقدمت عليه فرنسا في هذا الوقت جريمة ضد الإنسانية.
وشددت رابطة حقوق الإنسان على ضرورة أن تعترف فرنسا بهذه الجرائم التي ارتكبتها في المستعمرات القديمة، وأن تقوم بتعويض الضحايا مادياً ومعنوياً.
وأكد المكلف بالملفات الخاصة في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، هواري قدور، أنه سيعمل من أجل كشف حقيقة ملف ضحايا التجارب النووية، لعدم سعي الحكومات الجزائرية المتعاقبة منذ الاستقلال إلى إرغام فرنسا على الاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائم التجارب النووية.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية، فكرت جدياً في أهمية النظر إلى التجارب النووية، حيث استعانت بخبراء إسرائيليين للبدء في تجاربها وأبحاثها.
وتمت التجربة النووية الأولى لفرنسا والتي سميت بـ"اليربوع الأزرق"، في 13 فبراير 1960 تحت إشراف الرئيس الفرنسي في هذا الوقت شارل ديجول في صحراء الجزائر، حيث بلغ قوة التفجير خمسة أضعاف التفجير الناتج عن قنبلة هيروشيما.
ولم تكن هذه التجربة هي الأخيرة بل استمرت التجارب النووية الفرنسية في تلك المناطق الجزائرية على مدار 6 سنوات، ما بين عامي 1960 إلى 1966، لتشهد نحو 13 تجربة نووية، لتخلف حسب تقارير جزائرية وفرنسية أكثر من 40 ألف قتيل.
ولم تنحسر الكوارث في الجزائر فقط بل امتد تأثير هذه الإشعاعات إلى مناطق واسعة ودول أخرى غير الجزائر من بينها السنغال وتشاد وإفريقيا الوسطى وموريتانيا ومالي، حسبما نشرت تقارير فرنسية.