إعلام فرنسي: أردوغان أحد مثيري الشغب بالشرق الأوسط
وسائل إعلام فرنسية أكدت أن النظام التركي لا يتوقف عن انتهاك المياه الإقليمية القبرصية، وإشعال التوتر بشرق المتوسط وأيضاً في ليبيا.
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية، الضوء على التوغل التركي في المنطقة، معتبرة أن الرئيس رجب طيب أردوغان يشعل الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، بداية مع شرق المتوسط، مروراً بليبيا، ووصفته بالعدواني الذي يريد تحدي أوروبا، كما اعتبرته أحد مثيري الشغب بالمنطقة.
وتحت عنوان: "أردوغان سلطان عدواني يريد تحدي الاتحاد الأوروبي"، قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن "الأحلام الأوروبية لتركيا كدولة ليبرالية، أصبحت درباً من الأوهام".
طموحات إمبريالية
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن مشروع أردوغان العثماني الجديد، باتباع المسار القومي والمتطرف والاستبدادي، يؤكد طموحاته الإمبريالية الجديدة حول البحر الأبيض المتوسط ومحاربته الثقافة الغربية، مشيرة إلى أن ذلك المشروع هو الذي أبعد عنه حلفاءه التقليديين.
واعتبرت أن تركيا بقيادة أردوغان باتت من النظم المثيرة للشغب في الشرق الأوسط، موضحة أن "أردوغان أصبح المشكلة الرئيسية للاتحاد الأوروبي".
واوردت الصحيفة الفرنسية سبب الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، إلى ابتزاز أردوغان لأوروبا بملف المهاجرين، وقتاله ضد الأكراد في سوريا، والتنقيب غير الشرعي في شرق البحر الأبيض المتوسط بالمنطقة الاقتصادية لقبرص، بجانب أسلوبه الاستبدادي وانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا التي تضاعفت منذ محاولة الانقلاب في عام 2016".
أردوغان يشعل شرق المتوسط
من جهتها، رأت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن أردوغان يشعل شرق المتوسط بعد إعلانه الانتشار الوشيك للسفن الحربية التركية مما دفع اليونان للرد عليه بإرسال سفن إلى بحر إيجه.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن النظام التركي لا يتوقف عن انتهاك المياه الإقليمية القبرصية، وإشعال التوتر بالمنطقة.
ولفتت إلى دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لنظيره القبرصي و"تضامنه مع قبرص واليونان في مواجهة انتهاكات سيادتهما من قبل تركيا".
واعتبر ماكرون أن أي "تهديد أو انتهاك للمساحة البحرية لعضو في الاتحاد الأوروبي" بأنه "غير مقبول"، مؤكداً أن مثل هذا العمل سيؤدي إلى عقوبات.
ووفقاُ للصحيفة الفرنسية، فإن الجزء الشمالي من الجزيرة القبرصية الذي تحكمه تركيا، لا يزال يتبع لقبرص بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، المعروفة باسم اتفاقية مونتيجو باي. ووفقًا لهذا النص، فإن تركيا تتعدى فعليًا على المياه الحصرية لجيرانها.
ليبيا وأطماع أردوغان
بدوره، قال مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي فرنسيس بيرين، إن "توزيع مياه شرق البحر المتوسط المخطط لها بين تركيا وحكومة طرابلس، في الاتفاق الذي أبرمته الدولتان في نهاية عام 2019، لا يترك أي شك بشأن نوايا أردوغان وأطماعه في تلك المنطقة"، مضيفاً "من غير المستبعد أن توقع أوروبا عقوبات على تركيا بشأن تلك الانتهاكات لوقف أطماع الرئيس التركي".
ووفقاً للباحث الفرنسي فإن هذا الاتفاق أيضاَ "يقود مشروع غاز إيست ميد، الذي تم اطلاقه رسمياً في يناير/كانون الثاني بين اليونان وقبرص وإسرائيل، والذي ببناء نحو ألفين كيلومتر من أنابيب الغاز تربط بين شرق المتوسط وأوروبا.
من جهته، رأي أستاذ العلوم السياسية الفرنسي المتخصص في شؤون الطاقة، تيري بروس، أن هذا المشروع من المستحيل القيام، عندما تكون الحدود البحرية ومتنازع عليها ولم تستقر الحالة الجيوسياسية.
العدوان التركي في ليبيا
بدورها، اعتبرت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية، أن أهم أسباب انخراط مصر في الأزمة الليبية سعيها لحماية حدودها الغربية من الهجمات الإرهابية، ووقف التوسع التركي في المنطقة.
من جانبه، قال مدير الأبحاث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، يزيد صايغ، أن القاهرة "تشعر بالقلق من حكومة الوفاق بسبب سماحها بالتدخل التركي الذي تعتبره مصر تهديدًا خطيرًا"، مضيفاً أن دعم مصر للجيش الوطني الليبي يهدف إلى ضمان حدود مشتركة آمنة ومستقرة بين البلدين.
كما لفتت المحطة الفرنسية إلى تحذيرات مصر في يونيو الماضي من أن أي تقدم من قبل تركيا نحو الشرق قد يؤدي إلى تدخل عسكري مصري. فيما قد ركزت حكومة طرابلس جهودها في اتجاه سرت.
وأوضحت أن السبب الثاني لتدخل مصر في الأزمة الليبية، هو العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة منذ عام 2013، عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشارت "فرانس.إنفو" إلى أنه في يونيو الماضي، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقف إطلاق النار، وسحب المرتزقة وتفكيك الميليشيات في ليبيا، إلا أن أنقرة وحكومة الوفاق رفضا تلك الخطة التي عرفت بإعلان القاهرة.
من جانبه، قال الباحث بمركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية كلوديا جازيني، إن القاهرة تريد أن تبعث رسالة تحذير "للأمريكيين"، الذين لا يزال موقفهم بشأن هذه المسألة غامضًا، من أجل تحديد التهديد الذي تشكله أنقرة، نتيجة زيادة وجود الأتراك في ذلك البلد".
وأوضح، بأن البيت الأبيض قال في بيان بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن الجانبان أكدا على "ضرورة وقف التصعيد الفوري في ليبيا، وخاصة من خلال وقف إطلاق النار والتقدم في المفاوضات الاقتصادية والسياسية".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز