ليبراسيون: استقالة عبدالمهدي خطوة نحو إنهاء نفوذ طهران بالعراق
الصحيفة الفرنسية رصدت تنامي إحساس معادة طهران لدى العراقيين مستشهدة بحرق القنصلية الإيرانية في النجف الخميس الماضي.
وصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، الأحد، استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وقبول البرلمان لها بأنها "خطوة نحو الانتصار" على الحكومة المدعومة إيرانياً.
وحذرت الصحيفة الفرنسية من تنامي الإحساس المعادي لطهران لدى العراقيين، مستشهدة بحرق القنصلية الإيرانية في النجف، الخميس الماضي، بما يؤكد تصاعد الكراهية تجاه نظام ولاية الفقيه.
وتحت عنوان: (طهران في مرمى المتظاهرين العراقيين)، أوضحت ليبراسيون أن واقعة إحراق القنصلية الايرانية بالنجف كشفت عن تصاعد رفض العراقيين لنفوذ طهران في بلادهم.
ونبهت الصحيفة إلى أنه رغم سقوط نحو ما لا يقل عن 28 قتيلا في الناصرية، الخميس الماضي، وهو اليوم الأكثر دموية منذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا تزال المظاهرات تتسع للمطالبة بالقضاء على فساد النخبة.
وأصيب أكثر من 200 متظاهر بجروح، بعد إطلاق الأمن العراقي الرصاص الحي صوب عدة مسيرات واعتصامات تسد جسرين في الناصرية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر طبية.
ليبراسيون أكدت أنه رغم "العملية الدموية" تجاه المتظاهرين لم تنقص عزيمتهم، فبعد ساعات من عمليات إطلاق النار صرخ المحتجون بأنهم سيواصلون لحين سقوط النظام.
ولفتت إلى أن مئات المتظاهرين العراقيين اقتحموا مبنى القنصلية الإيرانية في النجف، وهم يصرخون: "من أجل النصر للعراق.. اخرجي يا إيران".
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن تلك الواقعة بمثابة تصرف رمزي للدلالة على مدى رغبة العراقيين في التخلص من النفوذ الإيراني.
وبدأت احتجاجات العراقيين، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، لطرد سلطة مركزية غير كفؤة وفاسدة موالية لإيران، رغم احتياطيات النفط الهائلة.
ويعيش واحد من كل 5 عراقيين تحت خط الفقر، وفقًا للأرقام الرسمية، إذ تم تبديد 410 مليارات يورو خلال الأعوام الستة عشر الماضية لصالح إيران.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الغضب العراقي اليوم يستهدف النفوذ الإيراني علناً، حيث استفادت طهران من انسحاب الولايات المتحدة عام 2011 بإحكام قبضتها على القوة المركزية لبغداد، بالتدخل حتى في تعيينات الوزراء للسيطرة على أموال النفط.
وفي وثائق سرية مسربة حصلت عليها وسائل إعلام أمريكية، أثنت أجهزة المخابرات الإيرانية على "علاقتها الخاصة" مع عادل عبدالمهدي، وزير النفط السابق رئيس الوزراء العراقي المستقيل، موضحة أنه لا يمكن لطهران أيضاً الاعتماد على المليشيات التي تمولها في جميع أنحاء بلاد الرافدين.
ورأت ليبراسيون أنه "ليس من المستغرب أن ترد طهران بعنف على الهجوم على قنصلية النجف"، حيث نددت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية إعراب طهران رسمياً عن اشمئزازها من واقعة الاقتحام، مطالباً باتخاذ إجراء حاسم وفعال ومسؤول ضد المنفذين.
وتبدو السلطة المركزية العراقية في واقع مروع، بين التهديدات الإيرانية للنظام إذا لم تقمع المحتجين، وتلبية مطالب الشارع بالتخلص من تبعية طهران.
وفي تقرير آخر للصحيفة الفرنسية نفسها، اعتبرت أن إعلان استقالة عبدالمهدي، بمثابة خطوة أولية نحو النصر، يظهر المحتجون عزمهم على مواصلة حركتهم.
وصرخ المتظاهرون العراقيون في ميدان التحرير ببغداد، مرددين شعار الاحتجاج اللبناني: "كل شيء يعني كل شيء!" في بغداد كما هو الحال في بيروت، فإن رحيل الطبقة الحاكمة بأكملها هو المطلوب للتخلص نهائياً من التبعية الإيرانية.
ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما امتدت الاحتجاجات إلى العراق، زعم عبدالمهدي أنه مستعد للاستقالة، لكن إيران أرسلت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، لمطالبة الحكومة بعدم الخضوع للاحتجاج. وبقي عبدالمهدي في منصبه.
وأعلن مجلس النواب العراقي، الأحد، قبول استقالة عبدالمهدي والذي تقدم بها على خلفية الاحتجاجات المندلعة في البلاد منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي طالبت بإسقاط الحكومة والقضاء على الفساد.