ناقوس خطر.. شبح هجرة 2015 يطارد أوروبا عبر أفغانستان
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية في عدة تقارير، الضوء على المخاوف الأوروبية من تدفق الهجرة الأفغانية عليها، عقب تولي حركة طالبان السلطة، في ظل الأوضاع المتردية بسبب وباء فيروس كورونا المستجد.
وتحت عنوان:" أوروبا تريد تجنب الهجرة من أفغانستان"، قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن "أوروبا تريد تجنب موجات الهجرة".
وأوضحت أن فرنسا وألمانيا طالبتا برد مشترك في كابول، وحذرا من أن الأزمة في أفغانستان يمكن أن "تؤدي إلى تحركات شعبية كبرى".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن السياسيين اليساريين يريدون قبول اللاجئين الأفغان في أوروبا، بينما يحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وساسة يمينيون من موجة هجرة بعد تولي حركة "طالبان" السلطة في أفغانستان.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن ماكرون يشير إلى ضرورة قبول الأفغان المهددين بالقمع تحسبا لـ "تحركات سكانية كبيرة".
كما رأت الصحيفة الفرنسية أن أوروبا وحدها لا يجب أن تكون مسؤولة عن الوضع الحالي في أفغانستان ومشاكل طالبي اللجوء، كما أن هناك نقاشات حول تعريف "المهاجر" و"اللاجئ" في فرنسا.
وفي ألمانيا، تشير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مثل الرئيس ماكرون، إلى التدفق "الصغير" للاجئين "المعرضين للخطر بشكل خاص" وسط مخاوف من تدفق عدد كبير من اللاجئين.
وقالت "لوفيجارو" إن "التكتل الأوروبي يريد تجنب موجات الهجرة غير المنضبطة"، لافتة إلى أن "باريس وبرلين تستعدان لـ"مبادرة أوروبية" تستهدف دول النقل.
جدل في الأوساط السياسية الفرنسية
بدوره، قال يانيك جادوت، زعيم حزب البرلمان الأوروبي والتحالف الأخضر (يسار)، إنه فوجئ بأن زعيم البلاد "يعلن أن النساء والرجال والأطفال الفارين من جحيم طالبان يشكلون قبل كل شيء تهديدا، والمهاجرون غير الشرعيين".
وشارك التعليق مع آخرين أدريان كوادنين، نائب رئيس حزب اليسار المتطرف في فرنسا (فرنسا الأبية)، الذي قال إن خطاب ماكرون يوم الإثنين الماضي "فاجأ فرنسا بشكل سلبي".
كما أدان ممثلو الحزب الاشتراكي موقف ماكرون، إذ قال لوران روزينول، الوزير الاشتراكي الأسبق: "الأشخاص الفارون من فاشية طالبان والاغتصاب والزواج القسري والصحفيين والقضاة ورؤساء البلديات، لا يشكلان تدفقات الهجرة غير المنضبطة لأنهم نساء.
من جهته، قال الاشتراكي بنوا هامان "مثل هذه السياسة وصمة عار على بلدنا".
وفي مواجهة هذا الجدل، قال الإليزيه الثلاثاء إن فرنسا ظلت رغم ذلك في طليعة الدول فيما يتعلق بحماية الأفغان، مؤكداً أن باريس "من الدول التي ترحب بأكبر عدد من الأفغان والتي توفر لهم أكبر قدر من الحماية".
شبح أزمة هجرة 2015 يطارد أوروبا
من جانبها، رأت صحيفة " لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، تحت عنوان :" الهجرة الأفغانية إلى فرنسا: ما الذي نتحدث عنه؟ أن فرنسا من أكثر الدول التي كانت تستقبل المهاجرين الأفغان.
وأوضحت أن "تلك الدولة التي تقع في آسيا الوسطى أصبحت في السنوات الأخيرة أول بلد منشأ لطالبي اللجوء في فرنسا".
وأضافت أنه "في عام 2020، كان أكثر من واحد من كل عشرة متقدمين أفغانيا، وفقا للأرقام الصادرة عن المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (Ofpra)، مضيفة أنه "هناك 10364 ملفا أفغانيا من أصل 96424 ملفًا مقدمًاً للهجرة.
وتابعت:"ارتفع هذا الرقم، الذي يشبه نسبيًا الرقم في ألمانيا، مقارنة بعام 2019 (10027 متقدمًا أفغانيًا) حتى مع ارتفاع العدد الإجمالي للطلبات بشكل ملحوظ قبل الوباء (132826)، وذلك بالمقارنة، قبل عام 2014، تقدم أقل من 700 أفغاني بطلبات لجوء في فرنسا كل عام .
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى تصريحات المفوض الاقتصادي بالاتحاد الأوروبي باولو جينتيلوني، الذي اعتبر أنه "يتعين على أوروبا إنشاء ممرات إنسانية لاستقبال اللاجئين الفارين من أفغانستان".
وفي مقابلة مع صحيفة "إي ميساجيرو" اليومية الإيطالية، قال باولو جينتيلوني: "أعتقد أن أوروبا ستضطر حتما إلى تجهيز نفسها للممرات الإنسانية والاستقبال المنظم، وكذلك لتجنب التدفقات غير المنضبطة للمهاجرين غير الشرعيين أو على الأقل يجب على الدول التي ترغب في القيام بذلك".
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا، أمس الأربعاء، لمناقشة سقوط أفغانستان في أيدي حركة "طالبان".
من جانبها، أشارت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، تحت عنوان :"أفغانستان: الأوروبيون يحاولون توقع أزمة الهجرة"، إلى أنه إدراكا من الأوروبيين لتحدي الهجرة المقبل، فإنهم يتحركون في مسار ضيق، إذ يريدون بأي ثمن تجنب تكرار سيناريو 2015".
وأضافت الصحيفة أن فرنسا سعت مؤخرا إلى تشديد الخناق على طلبات الهجرة، ففي نوفمبر 2020 ألغت المحكمة الوطنية للجوء، قانوناً منح الحماية بسهولة فقط على أساس عدم الاستقرار الأمني في أفغانستان.
وتابعت "هذه السياسة الجديدة لا يمكن أن تتطابق مع الوضع الجديد في البلاد". علاوة على ذلك في مواجهة تقدم طالبان، أوقفت بعض الدول الأوروبية في الأسابيع الأخيرة أي طرد إلى أفغانستان.
قالت وزارة الداخلية الفرنسية الأسبوع الماضي إنها "أوقفت عمليات الترحيل" الأفغان منذ بداية يوليو.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن طيف أزمة الهجرة لعام 2015 تثير ذعر الأوروبيين، إذ يسعى الكثير من الأفغان إلى الفرار من البلاد، مما يجعل قضية الهجرة أولوية على جدول الأعمال الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أن الأمر سيتطلب الكثير من المهارة من 27 دولة، الممزقين بين هدفين مختلفين للغاية. الأول الأخلاقي والإنساني، وهو توفير اللجوء للفئات الضعيفة من السكان، والآخر سياسي للغاية، هو تجنب تكرار سيناريو عام 2015، عندما تسببت الأزمة السورية في تدفق هائل للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، الذي كان آنذاك أزمة سياسية كبيرة في القارة العجوز.
ويعزز السياق الانتخابي في ألمانيا حساسية الموضوع، فقد دعا زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت إلى "عدم إرسال إشارة مفادها أن ألمانيا يمكن أن ترحب بكل من يحتاجها".
وفي اليونان، وهي دولة في طليعة تدفق المهاجرين، قال وزير الهجرة نوتيس ميتاراشي إنه يريد "تجنب أي ضغوط مماثلة لتلك التي واجهناها في السنوات السابقة، في أزمات مماثلة".
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه يريد استقبال 20 ألف أفغاني عملوا في المملكة المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز