صحف فرنسية تنعى السبسي مشيدة بتاريخه وتحذر من الإخوان
صحف فرنسية أوضحت أن الرئيس التونسي الراحل أعاد هيبة تونس وعصمها من الفوضى، محذرة من سيطرة تنظيم الإخوان بعد وفاته
نعت صحف فرنسية وسياسيون وبرلمانيون في باريس الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي ووصفوه بأنه كان "رئيساً توافقياً"، ونصيراً للمرأة وزعيماً محورياً في منطقة البحر المتوسط.
وأعلنت الرئاسة التونسية رسمياً، الخميس، وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، بعد ساعات من نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة إثر تعرضه لـ"وعكة صحية".
وأكدت صحف فرنسية أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أعاد هيبة تونس وعصمها من الفوضى، محذرين من سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على مقدرات الأمور في تونس بعد وفاة السبسي.
ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية السبسي بأنه أول رئيس ديمقراطي منتخب لتونس، موضحة أنه كان نموذجاً فريداً للرئيس التوافقي، حيث كان ضامناً للاستقرار خلال المرحلة الانتقالية التونسية، وهي المرحلة الأصعب في تاريخ أي دولة شهدت ثورة".
- رئيس هيئة الانتخابات التونسية لا يستبعد تغيير موعد الرئاسيات
- "باجي" تونس.. رحيل حارس الثورة والجمهورية
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن "وفاة السبسي تركت تونس اليتيمة التي فقدت الواصي عليها في ذلك البلد المتناقض"، محذرة من سيطرة الإخوان على السلطة بعد وفاة السبسي.
وأشارت إلى أن السبسي وريث الحبيب بورقيبة، أعاد خلال فترة حكمه هيبة تونس من جديد وعصمها من الفوضى التي كانت ستغرق البلاد.
ولفتت "لوموند" إلى أن السبسي كان يتمتع برؤية الحداثة تجاه بلاده في مواجهة الظلامية لفصائل الإخوان في تونس مثل حركة "النهضة" فرع الإخوان بالبلاد، موضحة أن السبسي كان يروض محاولتها لفرض الأيديولوجية الإخوانية.
من جهتها، عنونت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية خبر وفاة السبسي بـ"وفاة رئيس التوازنات في تونس عمر يناهز 92 عاماً"، معتبرة أن مساره السياسي بدأ مع استقلال بلاده، وكأنه يمثل التاريخ الحديث".
إلى ذلك، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن السبسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في عام 2014، بعد 3 أعوام بعد سقوط نظام زين العابدين بن على، موضحة أنه توفي قبل بضعة أشهر من نهاية ولايته الرئاسية، كما تزامن تاريخ وفاته مع ذكرى إعلان الجمهورية التونسية 25 يوليو/تموز 1957.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن السبسي كان من بين زعماء العالم المخضرمين بعد الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا، كما خدم في ولاية الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة.
ورأت "لوفيجارو" أن السبسي كان رائداً للديمقراطية الفتية على الرغم من كبر سنه، إلى أنه كان يطمح لحفر اسم تونس بين الدول الأكثر ديمقراطية في العالم.
بدورها، اعتبرت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية أن السبسي كان رئيساً لدولة مستقرة عانت أوضاعا خطيرة في منطقة متأججة.
فيما نعى البرلماني الفرنسي عن حزب الجمهوريين لإقليم "ألب مارتيم" إيريك سيوتي الرئيس التونسي الراحل في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر".
ونشر صورة سابقة جمعتهما عام 2015 مصحوبة بتعليق "أنعى بمزيد من الحزن والأسى وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، الذي التقيته عام 2015 مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي".
وأضاف "أحتفظ بذكريات جميلة لهذا الزعيم المدافع بشجاعة وإقدام على الديمقراطية التونسية في مواجهة الإخوان".
من جانبه، أعرب وزير الدولة الفرنسي السابق للشؤون الخارجية رينو موزيلييه عن أسفه لوفاة السبسي، معتبراً أنه كان صديقاً لفرنسا وزعيماً محورياً في البحر المتوسط، كما وصفه بأنه كان يتمتع بشخصية إبداعية رائعة ورؤية لتونس الجديدة، معرباً عن تضامنه مع الشعب التونسي.
الرئيس التونسي الراحل من مواليد 1926 بتونس العاصمة، وتولى رئاسة الجمهورية عام 2014 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية على منافسه منصف المرزوقي.
ووفق الدستور التونسي فإنه في حال وفاة الرئيس أو العجز التام، تجتمع المحكمة الدستورية فورا، وتتولى إقرار الشغور النهائي، وتقوم بإبلاغ رئيس مجلس الشعب بذلك، والأخير يتولى فورا مهام الرئيس مؤقتا لأجل أدناه 45 يوما وأقصاه 90 يوما.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز