صحف فرنسية: تآكل شعبية إخوان تونس والمستقلون أوفر حظا
الصحف الفرنسية تؤكد أن إخوان تونس يعانون من أزمة فقدان هويتهم، وأنهم لجأوا إلى الانتهازية والتلون في محاولة لإغواء الناخبين.
اعتبرت الصحف الفرنسية أن تنظيم الإخوان الإرهابي في تونس يعاني من أزمة هوية بعد تآكل شعبيته لاسيما في صفوف الشباب وذلك مع اقتراب انتخابات الرئاسة.
- موافقة مشروطة على حوار تلفزيوني مع مرشح رئاسي سجين بتونس
- وفد من الجامعة العربية لمراقبة انتخابات الرئاسة بتونس
وحذرت الصحف من صعودهم من جديد، في ظل الانشقاقات التي ضربت الساحة السياسية التونسية، لاسيما في معسكر الوسطيين، قبل نحو 5 أيام من الانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس، بعد وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الإخوان في تونس المتمثلين في حركة "النهضة" يعانون من أزمة فقدان هويتهم، واللجوء إلى الانتهازية والتلون في الخطابات في محاولة إغواء الناخبين الذين اتخذوا مسافة من الأحزاب الدينية التي تثير انقسامات المجتمع.
وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر الجاري، والتشريعية في أكتوبر/تشرين الأول، تمثل اختبارًا حساسًا للحزب الإسلامي المحافظ المنخرط في نظرية عقائدية مؤلمة تشكل خطرا على المجتمع التونسي.
وتحت عنوان "أزمة الهوية لحركة النهضة في تونس"، قالت الصحيفة الفرنسية: عبر لمسات بسيطة تغيرت الكلمات، وتم التلاعب بالمصطلحات والتعبيرات التي تستخدمها حركة النهضة التونسية، للتأثير على الناخبين، والحديث طويلاً عن التغيير في اتجاهات الحزب.
انتهازية الإخوان
وأشارت الصحيفة إلى أن مرشح حركة النهضة (الإخوان) في تونس عبدالفتاح مورو، اعترف صراحة خلال لقائه بالمراسلين الأجانب بأنه يريد إعادة تأهيل أسرته السياسية في الحزب، الأمر الذي يعتبر دلالة على محاولة خداع الشعب، بالتظاهر بفصل الدين عن السياسة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن الباحث السياسي، في مركز "كارنيجي للشرق الأوسط"، حمزة مدبب قوله إن "الإخوان في تونس تعاني من أزمة هوية، في مواجهة تآكل قاعدتها التاريخية، وظهور طبقة اجتماعية جديدة أكثر علمانية وحداثة، الأمر الذي أضعف حركة النهضة أسسها، ما يفسر فقدانها ثلث ناخبيها في الانتخابات البلدية لعام 2018 مقارنة بعام 2014 كأحد مظاهر أزمة الهوية التي تعاني منها الحركة".
ووفقاً للصحيفة فإن نفور التونسيين من تيار الإخوان يتعمق عاماً بعد عام تحت ضغط بيئة وطنية وإقليمية، تسعى لأخذ مسافة من الإخوان الذين تولوا إدارة تونس بعد أحداث عام 2011، ومشاركة النهضة المستمرة في السلطة كأغلبية (2012-2013) أو كأقلية (2015-2019) وشريك في التحالفات الحكومية، موضحة أن "التونسيين سئموا من إدارة النهضة للبلاد".
وأوضحت "لوموند" أن النهضة عليها التغلب على تحديات تحولها العقائدي والاجتماعي وهي إحدى قضايا الانتخابات الرئاسية، وخاصة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 8 أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
من جانبها، قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن "الشعب التونسي مشتت بين معسكر الحداثة الذي يحظى بشعبية واسعة ولكنه منقسم على نفسه، وبين معسكر الإخوان"، موضحة أن "ذلك يصب في مصلحة المستقلين".
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن "الشخصيات خارج النظام" في إشارة إلى أن المرشحين المستقلين هم المستفيدون من تلك الانقسامات، موضحة أن "هناك ما لا يقل عن 10 مرشحين من نظام السبسي، ونداء تونس، ما يفتح الباب للمرشحين من خارج النظام".
واعتبرت "لوفيجارو" أن كل شيء وارد في هذه الانتخابات، وقليل فقط من المحللين من يستطيع التنبؤ بها لتعقد مساراتها وأبعادها.
وأشارت الصحيفة إلى أن "السبسي فاز في انتخابات 2014 الأولى، لأنه استطاع الجمع بين بين النقابيين والمستقلين والشخصيات اليمينية واليسارية، لمواجهة المنصف المرزوقي مرشح حزب النهضة الذي ترشح مجددًا هذا العام"، موضحة أن "السبسي استطاع أن يصبح رئيساً لكل التونسيين".
وتشهد تونس في 15 سبتمبر/أيلول المقبل انتخابات رئاسية، يتنافس فيها 26 مرشحا لخلافة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز