النواب الفرنسيون يتبنون قانونا استثنائيا لترميم كاتدرائية نوتردام

وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر، يقول إنه "لم تؤد أي عملية ترميم لصرح تاريخي إلى تبني نص تشريعي من هذا النوع من قبل"

تبنى النواب الفرنسيون، الجمعة، بعد مناقشات استمرت 13 ساعة مشروع قانون استثنائي مثير للجدل يحدد فترة عمليات ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس التي دمرها حريق جزئياً في أبريل/نيسان الماضي، بخمس سنوات، وسيعرض القانون على مجلس الشيوخ لمناقشته في 27 مايو/أيار المقبل.

• برلمان فرنسا يناقش مشروع قانون "ترميم كاتدرائية نوتردام"

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أنه يريد ترميم الكاتدرائية خلال خمس سنوات، في ما اعتبرته المعارضة هدفا غير واقعي لا يبرره سوى دورة الألعاب الأولمبية في باريس في 2024.

وقال وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر، إنه "لم تؤد أي عملية ترميم لصرح تاريخي إلى تبني نص تشريعي من هذا النوع من قبل، وهذا لأننا نواجه وضعا غير مسبوق".

وأقر النص الذي يهدف إلى تنظيم التبرعات لإعادة بناء الكاتدرائية وإدارة الأعمال المعقدة لهذه التحفة المعمارية المدرجة في التراث العالمي.

وقالت كليمانتين أوتان النائبة عن الحزب اليساري الراديكالي فرنسا المتمردة إن "سيدة مسنة سقطت وقبل تشخيص وضعها، نقدم لها وصفة طبيب ونطلب منها الاستعداد لسباق ماراثون"، ورد ريستر بالقول إن "هذه مهلة طموحة وتعتمد على التطوع الذي يسمح بتعبئة كل الفرق المعنية".

وتريد الحكومة التي تلقت وعودا بتبرعات تناهز المليار يورو، إنشاء جهاز لإدارة ومراقبة العملية.

ويقر النص فتح باب التبرعات منذ 16 أبريل/نيسان وينصّ على أن تدفع كل التبرعات إلى الدولة أو إلى مؤسسة عامة، وسيستفيد المتبرعون من الأفراد من خفض ضريبي بنسبة 75% على ألا يتجاوز سقف الألف يورو.

وأكد وزير الثقافة مجددا أن أموال التبرعات "ستذهب بأكملها وحصرا إلى كاتدرائية نوتردام"، لكنه ذكر أن "الكلفة الإجمالية للأعمال الترميم لم تحدد بعد، وتفيد تقديرات بأنها لن تتجاوز 600 أو 700 مليون يورو".

وأكثر ما يثير الجدل في النص يتعلق بإنشاء هيئة عامة لتصميم وإنجاز وتنسيق الأشغال خلال فترة قصيرة، وكذلك السماح للحكومة بمخالفة بعض قواعد العمران وحماية البيئة والتراث.

وقالت النائبة اليمينية فريديريك دوما "إنكم تقترحون علينا إعطاءكم شيكا على بياض".

وأشارت إلى استطلاع للرأي أجراه معهد "أودوكسا" ونشرت الصحف نتائجه الجمعة ويؤكد أن "72% من الفرنسيين يعارضون منح استثناءات".

ورأى مارك لوفور، العضو في حزب الجمهوريين اليميني، أن "هذه أسوأ مادة في النص، إنهم يقترحون علينا تجاوز كل القواعد للإسراع في العمل"، وأكد وزير الثقافة أنه "من غير الوارد استخدام ترميم نوتردام لتجاوز القانون المتعلق بالتراث أو البيئة أو العمران".

وطالب العديد من النواب اليمينيين بلا جدوى، بإعادة الكاتدرائية إلى "الشكل الذي كانت عليه تماما"، معبرين عن قلقهم من مسابقة معمارية لإعادة بناء البرج الذي انهار واستخدام الرئيس ماكرون عبارة "مبادرة معاصرة".

ورد ريستر: "لنفسح المجال للنقاش حول التراث وللتعبير عن الإبداع"، مذكرا بأن البرج بحد ذاته "اختير على أثر مسابقة".