سجناء يحرقون سجنا احتجاجا على وفاة زميلهم بـ"كورونا"
السجناء أحرقوا مبنيين وأشعلوا النيران في كل مكان، ودمروا الممرات والمكاتب حتى مكتب المدير، وجميع ملفات المحتجزين تم حرقها
لم تسلم السجون الفرنسية من وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث دمر السجناء سجن أوزيرش بإقليم "كوريز" الفرنسي، بعد انتشار الفيروس وتسببه في وفاة سجين (72 عاما) وتم وضع المحتجزين المشتبه بإصابتهم في عزلة بزنازين فردية.
وذكرت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية أنه منذ الأسبوع الماضي والإعلان عن تعليق الزيارات للسجون، بسبب جائحة فيروس كورونا، لم يكن المعتقلون الفرنسيون هادئين ويتمردون بالاحتجاجات".
وأضافت المحطة الفرنسية أن السجناء ظلوا يشجبون عدم قدرة إدارة السجن على حمايتهم من الفيروس، مشيرة إلى أنه بعد وفاة أحد السجناء ثار المحتجزون ودمروا السجن.
وقال أحد مسؤولي السجن لمحطة "فرانس 3" التلفزيونية: "كانت مشاهد حرب"، مضيفاً أن السجناء أحرقوا مبنيين، وأشعلوا النيران في كل مكان، ودمروا الممرات، والمكاتب، حتى مكتب المدير، وجميع ملفات المحتجزين تم حرقها، وانفجر جزء من خادم الكمبيوتر (السيرفر)، وأصيب 12 محتجزاً وتم نقلهم إلى المستشفى، وهرب 10 سجناء، تمت استعادة 8 منهم".
وتابع:" لم تكن هناك إصابات من جانبنا أو من جانب الشرطة التي وصلت للمكان، حيث تم استدعاء فرق التدخل السريع وقوات الأمن الإقليمية، بالإضافة إلى شركة الأمن الخاصة (سي.إر.إس) لمساعدة موظفي السجن، بما في ذلك أولئك الذين لا يعملون والذين استدعتهم إدارتهم للقدوم لمساعدة الزملاء الموجودين بالفعل في الموقع لوضع حد لهذا التمرد".
ووفقاً لأحد مسؤولي السجن، سيستغرق العمل لإعادة بناء السجن فترة عام إلى عامين، وهذا يعني احتمال نقل السجناء في الأسابيع المقبلة إلى مراكز احتجاز أخرى في باريس وليون.
في المقابل، تعتبر إدارة السجن الوضع تحت السيطرة، لكن ليس هذا ما يقوله السجناء.
وأظهرت مقاطع فيديو السجناء وهم يصرخون: "لا نريد أن نموت في السجن، لدينا عائلاتنا في الخارج، وهناك أقاربنا. ليس لدينا اتصال بهم".
وقال أحد السجناء: "قيل لنا إنهم سيوزعون علينا أدوات صحية ووقائية، لكن لا يوجد شيء لأنه ليس لديهم مخزون متاح.. سنتمرد حتى يوفروا لنا الظروف الصحية المناسبة".
وأوضحت المحطة الفرنسية أن السجناء يخشون من انتقال فيروس كورونا إليهم عبر الحراس، في حين تم منع الزيارة عنهم لحمايتهم من العدوى.
ووفقا للإدارة العامة للسجون في فرنسا، تم اختبار 5 سجناء وأظهرت الفحوصات إصابتهم بفيروس كورونا في السجون الفرنسية، بالإضافة إلى 9 من الحراس.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، تم وضع أكثر من 230 معتقلاً بالفعل في الحجر الصحي. لكن العدد ارتفع بالتأكيد، وسط مخاوف تفشي الوباء بشكل أكبر داخل السجون، خلال الاختلاط مع المعتقلين الآخرين في الزنزانة، أثناء الوجبات، والمشي حيث لا يتم تطبيق مسافات الأمان.
بدورها، أعلنت وزارة العدل الفرنسية أنه سيتم توزيع 100 ألف قناع على الحراس. على ألا يرتدوها دون ظهور الأعراض.