فرنسية كردية في سجون أردوغان.. رحلة اضطهاد
إبرو فرات، اختبرت الطعم الحقيقي لمعنى الظلم، في مأساة تنضاف إلى مجلد أردوغان المثقل بآثام القمع.
بين تولوز.. تلك المدينة الوردية المعبقة برائحة البنفسج، جنوبي فرنسا، وديار بكر القابعة تحت اضطهاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشوار بين غربة الوطن والمهجر.
مشوارٌ عبدته رحلة "إبرو فرات"، الشابة الكردية التي لم تكن تعلم أن مغادرتها مع عائلتها، ذلك البلد الأوروبي والعودة إلى الديار في تركيا، ستنتهي بها وراء القضبان.
فجأة وجدت نفسها في زنزانة ضيقة، اختبرت فيها الطعم الحقيقي لمعنى الظلم والقهر والمعاناة، في مأساة تنضاف إلى مجلد أردوغان المثقل بآثام القمع، وفضحت الكردية تفاصيلها لمحطة "فرانس 3".
فرات (28 عاماً)، كردية عاشت بمدينة تولوز جنوبي فرنسا، قبل أن يقرر والداها، في 2009، العودة إلى الأهل، وتحديدا إلى ديار بكر جنوب شرقي تركيا.
وفي عام 2016، لدى عودتها إلى فرنسا أوقفتها السلطات التركية وزجت بها في السجن بزعم انتمائها إلى حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابيا.
وحكمت السلطات التركية على فرات بالسجن لمدة ثماني سنوات، ثم استؤنف الحكم إلى 5 سنوات، وبعد نحو عامين وتسعة أشهر خرجت لحسن السيرة والسلوك.
- صحفيات يصرخن بسجون أردوغان: عذبونا وفتشونا عاريات
- قضاء أردوغان يسجن 24 شخصا مدى الحياة بالانقلاب المزعوم
خضعت لسجن مشدد في أحد سجون اسطنبول، ولكن حتى حين تم الإفراج عنها، لم تتنفس أبدا معنى الحرية، فكل ما حصل كان خروجها من سجن مغلق لآخر مفتوح.
وبعد ثلاثين ساعة من إطلاق سراحها لقضاء مدتها، تخضع فرات للمراقبة القضائية، في سجن شبه مفتوح، حيث يتوجب عليها لمدة عام، التوقيع مرتين أسبوعياً في قسم الشرطة التابع لها في مدينتها.
تحدثت بمرارة واستياء وغضب أيضا.. "شعور غريب أن أخرج إلى الحياة مرة أخرى بعد 33 شهرا من السجن المشدد في ظروف سيئة" .
وأكدت أنه من الصعب التأقلم والاندماج في الحياة مرة أخرى إثر ما كابدته من ظروف صعبة داخل السجون التركية.
وروت الشابة الكردية معاناتها داخل السجن قائلة: "كان من الصعب العيش في السجن، لم تكن الظروف جيدة".
وتابعت: "نمت في زنزانة انفرادية مساحتها 4 أمتار مربعة، وكان يتم السماح لي بزيارة لمدة 35 دقيقة في الشهر في غرفة مغلقة".
وعندما سئلت عن مشاكلها الصحية، قالت فرات إنها تعاني من ساقها اليسرى، ومن مشاكل بأعصاب منطقة الظهر.
وأشارت إلى أنها قبل بضعة أشهر، لم تستطع التحرك، وتم نقلها إلى مستشفى خارج السجن، واكتشف الأطباء إصابتها بانزلاق غضروفي، بين الفقرات الرابعة والخامسة.
وانتقدت فرات تخلي الحكومة الفرنسية عنها في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند (2012 ـ 2017)، مشيرة أنها ناشدته كثيراً التدخل باعتبارها مواطنة فرنسية لنقلها إلى سجن بهذا البلد، ولكن دون جدوى.
وبعد خروجها من السجن، قالت فرات إنها تعيش في ديار بكر مع والدتها وثلاثة من أخواتها اللواتي جئن من تولوز لمساندتها خلال فترة سجنها.