صحفيات يصرخن بسجون أردوغان: عذبونا وفتشونا عاريات
الاضطهاد والعنف من قبل نظام أردوغان تجاوز المعتقلين السياسيين ليطول جميع السجناء حتى الجنائيين
عائشة دوزكان وأيتن أوزتورك وغيرهن كثيرات من الصحفيات التركيات اللواتي يحتجزهن الرئيس رجب طيب أردوغان بتهم كيدية، بسبب خروجهن عن "القطيع" المؤيد لدكتاتوريته.
يختطفهن أمن أردوغان من منازلهن ومكاتبهن وحتى من بلدان أخرى، ثم يزج بهن في السجون، فيجردن من ملابسهن، ويجري تفتيشهن وهن عاريات، ويتعرضن للتحرش الجنسي وشتى أنواع التعذيب.
البعض منهن لا يزلن وراء القضبان، والبعض الآخر خرجن مختلات عقليا، ومنهن من أخرسهن الخوف، وأخريات تحدين القمع وواصلن فضح الممارسات التي تعرضن لها على أيدي أردوغان وجلاديه.
عار أردوغان
عائشة دوزكان، صحفية بجريدة "أوزجور جوندام"، غادرت السجن الأسبوع الماضي، بعد أن أصدرت المحكمة بحقها قرارا بحبسها لمدة 18 شهرا، بتهمة "الدعاية لتنظيم إرهابي".
تهمة كيدية لا أساس لها كما تؤكد دوزكان، وإنما جاءت في إطار حملة التصفية التي يقودها أردوغان، منذ مسرحية الانقلاب في يوليو تموز 2016، ضد كل صوت معارض له، خصوصا أن اعتقالها جاء بسبب مشاركتها في حملة للتضامن مع صحيفتها التي أغلقتها السلطات ضمن الحملة ذاتها.
وخلال فترة اعتقالها في سجن النساء المغلق في منطقة باكير كوي بإسطنبول، ثم نقلها إلى سجن النساء في إسكي شهير، وفي السجن تعرضت الصحفية لانتهاكات جسيمة، فضحتها بمجرد مغادرتها السجن.
- بالأرقام.. تركيا تنفق على السجون أكثر من التعليم بـ5 أضعاف
- دراسة: أردوغان يطيح بدولة القانون في تركيا
صحيفة "هابر دار" المحلية، نقلت عن دوزكان قولها "فتشوني عارية وتعرضت لجميع الانتهاكات التي يمكن أن يتخيلها إنسان، ووضعوني في زنزانة مع عدد كبير من النساء وأطفالهن، كانت زنزانة صغيرة للغاية، حتى أنه يخيل إلي أحيانا أني أختنق".
إيهام بالغرق، وصعق بالكهرباء وتهديد بالاغتصاب.. ممارسات مرعبة اختبرتها، ومهام قذرة تسلط ضد صحفيين يعتبرهم أردوغان خونة وعملاء للغرب، ويرى أن بقاءهم خارج السجون خطر على استمرار نظامه القمعي.
وأضافت دوزكان أن "الاضطهاد والعنف لم يشمل المعتقلين السياسيين فحسب، وإنما طال جميع السجناء حتى الجنائيين أيضا".
كما اعتبرت أن "قمع حرية الصحافة تفاقم بشكل لافت في السنوات الأخيرة، ليتجاوز صحافة المعارضة، فحين كتبت مواطنة منشورا عبر حسابها الشخصي بأحد مواقع التواصل، وجدت نفسها متهمة بإهانة الرئيس، وها هي تقبع في السجن منذ عامين".
وختمت بأسف "لم تكن حرية الفكر والتعبير في تركيا على ما يرام في أي وقت مضى، ويمكنني القول إنها أسوأ فترة منذ مسرحية الانقلاب".
مشاهد مرعبة
أيتن أوزتورك، هي أيضا واحدة من أبرز الأسماء في قائمة ضحايا أردوغان من الصحفيات، وكشفت تفاصيل مفزعة عن اختطافها وتعذيبها منذ اعتقالها في مارس/آذار 2018.
وجهت لها تهم باطلة ومفبركة كثيرة، بينها إطلاق نار على مبنى القنصلية الأمريكية في إسطنبول، في أغسطس/آب 2015، قبل أن يتم احتجازها في زنزانة سرية لمدة 6 أشهر، ثم نقلت إلى معتقل آخر، حيث تعرضت للصعق بالكهرباء والتهديد بالاغتصاب.
ووفق ما نشرته صحيفة «مورنينج ستار» البريطانية، نقلا عن رسالة من أوزتورك، تعرضت الأخيرة طوال فترة اعتقالها للتعذيب البدني والنفسي بشكل ممنهج، حيث كبلوها بالسلاسل وهي عارية، وألقوا بها في زنزانة انفرادية، وهددوها بالموت إن لم تعترف بما لم ترتكبه.
ولم يكتف زبانية أردوغان بذلك وإنما استخدموا مع الصحفية أيضا طريقة الإيهام بالغرق، فوضعوا رأسها تحت الماء وهي معصوبة العينين، حتى تلفظ أنفاسها وهددوها بالاغتصاب.
مهازل متواصلة
منظمة «هيومن رايتس ووتش» كشفت في تقريرها السنوي الصادر مطلع 2019 تراجع حرية الإعلام بشكل مخيف في عهد أردوغان، محذرة من أن الإعلام التركي بات يفتقر لأدنى درجات الاستقلالية والحرية.
المنظمة نبهت أيضا من أن القمع لم يترك خيارا أمام الإعلام التركي سوى مساندة نظام أردوغان للمحافظة على بقائه، أو حماية صحفييه، في ظل إصرار النظام على بقاء أكثر من 140 صحفيا رهن الاعتقال، بتهم مفبركة ومعدة سلفا.
تقارير حقوقية أخرى سلطت الضوء على ما يتعرض له الصحفيون الأتراك من إهانة وتعذيب في سجون أردوغان، مشيرة إلى أن الأخير يفرض قيودا صارمة على اتصال السجناء مع محاميهم، كما لا يُسمح لهم بتلقي الزيارات.
ويشتكي الصحفيون المحتجزون أيضا من طول فترة الحبس الاحتياطي، والحبس الانفرادي، والتعذيب النفسي والجسدي، وعدم المراعاة الطبية للمرضى منهم، وتكديس المحتجزين في عنابر بطاقة استيعاب أقل بكثير من العدد الفعلي الموجود.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز