رغم تحذيرات ترامب.. شركات أمريكية تؤكد صعوبة الاستغناء عن الصين
ممثلو مئات الشركات وأصحاب العلامات التجارية الأمريكية قالوا إن فرض رسوم إضافية على الصين يضر بالمستهلكين في أمريكا ويعيق نمو التجارة
حذر مئات من ممثلي الشركات وأصحاب العلامات التجارية الأمريكية الرئيس دونالد ترامب من أن تنفيذ خطته لفرض رسوم جمركية على 300 مليار دولار إضافية على الواردات الصينية سيضر بالمستهلكين ويعيق نمو الأعمال التجارية، وقالوا إنه من الصعب إيجاد بديل للسوق الصينية.
وخلال جلسات الاستماع، التي بدأت الإثنين، لدراسة فرص وجود جولة جديدة من مفاوضات التجارية بين أمريكا والصين حول التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، والتي بدأت الإثنين، بحضور أكثر من 500 شركة أمريكية، أجرى وانغ قوان، مراسل من شبكة أخبار التلفزيون الصيني المركزي "سي سي تي في"، مقابلات مع بعض الممثلين الذين حضروا جلسات الاستماع، للتعرف على آرائهم بشأن التعريفات الأمريكية على الصين.
- ترامب يهدد برسوم على سلع صينية بـ300 مليار دولار.. وبكين ترد
- الصين أكثر قدرة من اليابان على مواجهة حرب أمريكا التجارية
قالت نيكول فاسيلاروس، نائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية والقانونية في الجمعية الوطنية البحرية للمصنعين (NMMA)، إن زيادة التعريفات لا تعمل ولا تسهم في حل المشكلات الحالية، مؤكدة أن تلك التعريفات تخلق المزيد من عدم اليقين، وتكاليف أكثر للأعمال التجارية الأمريكية وتكاليف إضافية للمستهلكين الأمريكيين".
وحسب فاسيلاروس، فإن أكثر من 400 نوع من منتجات الصناعات البحرية المستوردة من الصين تخضع لهذه التعريفات، بدءاً من الأجزاء الصغيرة المكونة على القوارب، وصولاً إلى المحركات والقارب نفسه، مضيفة أن جولة التعريفات ستؤثر أيضاً على المنتجات التي يشتريها المستهلكون العاديون، ومنها على سبيل المثال سترات النجاة، ألواح التزلج على الماء، معدات الصيد.
وقال عدد كبير من الشركات الأمريكية للتلفزيون الصيني إن السلع الصينية رخيصة الثمن ولكنها جيدة النوعية ومن الصعب عليهم إيجاد بديل لها في الأسواق الأخرى، على الرغم من أن الحكومة الأمريكية دعت مراراً وتكراراً إلى استكشاف أسواق بديلة.
وقال جان كولوف، مؤسس ورئيس شركة "Quinn Apparel Inc" العلامة التجارية لصناعة الملابس ومقرها نيويورك، إن "المواد الخام لصوف الكشمير هي أصيلة في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين"، مشيرا إلى أن منغوليا الداخلية هي مصدر الكشمير للعديد من الشركات المصممة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك "Channel" و"Gucci" و"Zegna" .
وعند الإجابة على مقدار الوقت الذي ستقضيه في إيجاد سوق بديلة، أكد جان كولوف أنه غير ممكن.. "لا يمكن صنعه في الولايات المتحدة، الخيار الآخر الوحيد الذي يمتلك آلات حياكة يمكن أن تنتج الجودة التي أتلقاها حاليا في الصين هي إيطاليا.. ربما اسكتلندا في المملكة المتحدة، لكن ذلك سيكون مكلفا للغاية بالنسبة للمستهلك الأمريكي".
كما أوضح مارك كوررادو، الرئيس التنفيذي لشركة "ليدينج ليدي" العلامة التجارية الخاصة بملابس السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنك العثور على المواد والدقة التي تجدها في الصين".
وقالت كارين جيبرسون، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لجمعية الإكسسوارات، هي منظمة تجارة دولية-غير ربحية، وتمثل العلامات التجارية والمصممين وتجار التجزئة والمديرين التنفيذيين في صناعة الحلي والإكسسوار: "ستكون القشة التي تقسم ظهر البعير للعديد من شركاتنا".
وقال مارك شنايدر، الرئيس التنفيذي لخط الملابس (كينيث كول للإنتاج Kenneth Cole Productions)، مسؤولي الإدارة في جلسة استماع في واشنطن إنه حاول إيجاد مصادر بديلة للإمداد مثل المكسيك لأحذية الشركة وغيرها من المنتجات، ولكن سياسة ترامب التجارية التي لا يمكن التنبؤ بها -مثل التهديد الأخير بفرض تعريفات جمركية على المكسيك بشأن قضايا الهجرة- جعلت من الصعب معرفة مكان اتخاذ قرارات تحديد المصادر.
وقالت غرفة التجارة الأمريكية في تعليقات مقدمة إلى إدارة ترامب "هناك بدائل أفضل لمعالجة سياسات الصين وممارساتها التي لن يكون لها نفس الآثار السلبية على المستهلكين والشركات والمجتمعات المحلية في الولايات المتحدة".
دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، عن استخدام الرسوم في إطار استراتيجيته التجارية، بينما تعهدت الصين برد قاسٍ إذا أصرت الولايات المتحدة على تصعيد التوترات وسط مفاوضات مستمرة.
وقال ترامب عبر تويتر إن "الرسوم أداة تفاوض عظيمة"، وذلك بعد يوم من قوله إنه مستعد لفرض جولة جديدة من الرسوم العقابية على الصين.
وقال الرئيس الأمريكي إنه مستعد لفرض مزيد من الرسوم على الواردات الصينية إذا لم يستطع إحراز تقدم في محادثات تجارية مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز