خبير نفسي يفسر كيف استغل حفيد البنا النساء بنزواته
القضاء الفرنسي يستدعي خبيرا نفسيا للوقوف على أسباب وكيفية اغتصاب حفيد مؤسس الإخوان لضحاياه
كشف خبير في التحليل النفسي استدعاه القضاء الفرنسي أن حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، طارق رمضان، استغل نفوذه وسطوته في اغتصاب ضحاياه.
وقال الطبيب الفرنسي، دانيل زاجوري، إن طارق رمضان مارس سطوته على السيدات اللائي أقام علاقات جنسية معهن، الأمر الذي جعلهن يقبلن، راغمات، بإقامة هذه العلاقات.
وأشار الخبير النفسي إلى أنه رغم قبولهن العلاقة الجنسية تحت سطوته، إلا أنهن لم يوافقن على الأعمال الجنسية "العنيفة جدا"، التي فعلها ضدهن لاسيما المتهمتين الرئيسيتين، هيندا عياري، وسيدة يطلق عليها اسم كريستيل، وفقا لاستنتاجات قدمها للقضاة في باريس، أمس الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب".
وكان قضاة التحقيق، الذين وجهوا لطارق رمضان اتهاما باغتصاب 4 سيدات، قد طلبوا خبيرا لتحديد ما إذا كات العلاقة التي جمعته وهؤلاء السيدات "هي علاقة سيطرة"، لاسيما في ظل الصعوبة في تقييم المراسلات التي كانت بين رمضان وهؤلاء السيدات.
وقدر الخبير في استنتاجاته أن المدعيات الرئيسيات، هيندا عياري وكريستال، وقعن تحت سطوة رمضان، وأقام علاقة جنسية معهن في 2012 و2008.
وأشار إلى أن هذه السطوة أو النفوذ ظهرت بشكل أساسي في المرحلة التالية من إقامة هذه العلاقات، الأمر الذي يفسر استمرار هذه العلاقات لبعض الوقت.
وفيما يتعلق بهيندا عياري، أشار الخبير إلى أنه ينبغي النظر إلى المشاعر الرومانسية التي أقامها طارق رمضان مع الضحية، الأمر الذي دفعها للموافقة على علاقة جنسية.
لكن الأمر يختلف بالنسبة لكريستيل، التي مارس طارق رمضان سطوة نفوذه ضدها، مما جعلها تقبل بعلاقة جنسية.
لكن رغم ذلك، فالسيدتان لم يقبلن التصرفات التي توصف "بالعنف الجنسي الشديد" و"غياب أي اعتبار للرغبة والكرامة" التي ارتكبها طارق رمضان ضدهما.
وفيما يتعلق بالضحية الثالثة، سيدة تبلغ من العمر 37 عاما، والتي ظهرت العام الماضي في التحقيقات، أوضح الخبير أنه إلى جانب السطوة، فإنها تعرضت للخداع من طارق رمضان، لذا فإن ذلك يوصف أيضا بـ"اغتصاب أخلاقي"، وفقا لشهادتها عن لقائين مع طارق رمضان في مارس/آذار 2016 بباريس.
ووفقا لمحامي هيندا عياري، فإن السطوة التي مارسها طارق رمضان، تعكس إكراه السيدات على إقامة علاقة جنسية، وهو ما يتم تعريفه قانونا بالاغتصاب.
ويخضع طارق رمضان للتحقيق بتهمتي "الاغتصاب" و"اغتصاب شخص ضعيف"، وذلك للوقائع التي أدانتها امرأتان؛ هيندا عياري والضحية التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية "كريستيل"، على التوالي في عام 2012 بباريس وفي عام 2008 في ليون.
كما تتهمه امرأة ثالثة، هي منية رجوب، بـ9 عمليات اغتصاب خلال الفترة بين 2013 و2014.
ومنذ آخر استجواب قام به رمضان، وسّع مكتب المدعي العام في باريس التحقيق ليشمل قضية 3 ضحايا جديدات محتملات من بينهن سيدة تدعى "إلفيرا" هي المرأة الرابعة في فرنسا التي تقدم شكوى ضد رمضان.
كما تم التعرف على سيدتين أخريين في الصور الموجودة على جهاز الكمبيوتر الخاص برمضان، وتمت مقابلتهما في فبراير/شباط 2019. ولم يتم الاستماع إليهما من قِبل قضاة التحقيق، وفق الإذاعة الفرنسية.
ويُمنع طارق رمضان من مغادرة الأراضي الفرنسية منذ إطلاق سراحه من السجن. وللمرة الثانية، رفض القضاء طلبه بالسماح له بزيارة منزله في لندن، وفقا للإذاعة الفرنسية.
ويواجه السويسري من أصول مصرية، الذي تتوجه إليه أصابع الاتهام بأنه "سفير" الإخوان الإرهابية في أوروبا، اتهامات، يقول مراقبون إنها أزاحت الستار عن الوجه الحقيقي للإخوان، وشذوذهم المخفي تحت قناع الوعظ والإرشاد الزائف.
وعلاوة على القضايا المرفوعة ضده، يواجه رمضان إمكانية ملاحقته قضائيا أيضا في سويسرا التي درّس الفرنسية بأحد معاهدها الثانوية في تسعينيات القرن الماضي.
ويشتبه باغتصابه عددا من تلميذاته، بل إن سيدة سويسرية تقدمت بالفعل بشكوى ضده بهذا الخصوص، ومن المنتظر أن يستمع إليها قاضي التحقيق في باريس بالأسابيع القليلة المقبلة.