تتبع ضحاياه وابتزازهم.. فضيحة جديدة تلاحق حفيد البنا

إحدى ضحاياه في جرائم الاغتصاب اتهمته بالقيام بعملية تقصٍ وتتبع غير قانونية عنها، بهدف ابتزازها والضغط عليها للرضوخ في مجريات المحاكمة

تكشفت فضيحة جديدة في ملف محاكمة طارق رمضان، حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، والموقوف في فرنسا على ذمة محاكمة بعدد من جرائم الاغتصاب.

ووفق موقع "فرانس إنفو" الفرنسي فإن إحدى ضحاياه في جرائم الاغتصاب اتهمته بالقيام بعملية تقصي وتتبع غير قانونية عنها، بهدف ابتزازها والضغط عليها للرضوخ في مجريات المحاكمة التي يخضع لها.

•  القضاء الفرنسي يحقق مع حفيد البنا في جرائم اغتصاب جديدة

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن عملية التقصي غير القانونية تمت من خلال "شبكة الإنترنت المظلمة" أو الـ"دارك ويب" والتي تمثل النشاط الخفي غير المعلوم على الشبكة العنكبوتية وتجري من خلالها العديد من الأنشطة غير القانونية.

وطالب إيريك مورين، محامي الضحية كريستيل (اسم مستعار)، بتسليط الضوء على هذا البحث الغامض على "دارك نت" حول موكلته، وضم هذا النشاط المشبوه لملف الاتهامات بحق طارق رمضان.

وندد مورين بالضغوط والتهديدات العديدة التي تُمارس على الضحايا في هذه القضية، قائلا:"من المهم أن يعرف القضاة ما تم فعله دون علم الضحايا".

تفاصيل الاتهام

وبحسب محامي الضحية كريستيل، التي تتهم رمضان باغتصابها، تمكن مستخدم إنترنت مجهول الهوية من الحصول على معلومات خاصة عنها من "شبكة الإنترنت المظلمة" (دارك ويب).

ففي أوائل شهر مارس/آذار 2018، قام شرطي فرنسي من المديرية العامة للأمن الداخلي “DGSI” يدعى حورس كاسم مستعار، (منذ ذلك التاريخ تم إخضاعه للتحقيق وسجنه لقيامه بالمتاجرة بمعلومات خاصة بملفات الشرطة)، بجمع معلومات حول طارق رمضان، ثم الضحية المشتبه بها كريستيل، بطلب من أحد مستخدمي الإنترنت قام بالتواصل معه عبر شبكة الإنترنت المظلمة.

وطلب مستخدم الإنترنت ويدعى "بيديل 7575" من حورس، بجمع معلومات حول كريستيل نظير مقابل مادي لحساب شخص آخر، إلا أنه، وفقا لحورس، تمكن هذا المستخدم من الحصول على هذه المعلومات بطريقة أخرى ومن ثم لم تتم الصفقة بين هذا المستخدم والشرطي إلى النهاية.

وبحسب تقرير "فرانس إنفو"، فقد تمكن الشرطي من العثور، من خلال بحثه في ملفات الشرطة، على الهوية الحقيقية لكريستيل، وكذلك جواز سفرها وعنوانها ورقم هاتفها.

وتتهم كريستيل طارق رمضان باغتصابها في غرفة بأحد فنادق مدينة ليون الفرنسية في عام 2008، كما تجدر الإشارة إلى أنه في مارس/آذار 2018، وهو توقيت طلب البحث على معلومات حول كريستيل، كان طارق رمضان مسجونًا لمدة شهر.

وبعد بضعة أسابيع، تم الكشف عن هوية كريستيل من خلال موقع مقرب من لجنة دعم طارق رمضان.

ورجح محامي كريستيل أن تكون عملية البحث غير القانوني عن موكلته قد تمت بواسطة طارق رمضان نفسه، أو من خلال شخص من طرفه، لاسيما وأن رمضان كان مسجونا وقت وقوع هذه العملية.

وأشار إلى أن موكلته ستكون طرفًا مدنيًا اعتبارًا من يوم الأربعاء المقبل في بلدة نانتير في قضية "حورس" ، للاطلاع على الملف ومعرفة المزيد عن هذا البحث الذي طلبه صاحب الاسم المستعار "بيديل 7575".

ومن المقرر أن يمثل طارق رمضان، في 9 سبتمبر/أيلول المقبل، أمام محكمة باريس الجنائية، وذلك لأنه أفصح عن الهوية الحقيقية لكريستيل وقام بالتشهير بها.

ويخضع طارق رمضان للتحقيق بتهمتي "الاغتصاب" و"اغتصاب شخص ضعيف"، وذلك للوقائع التي أدانتها امرأتان؛ هيندا عياري والضحية التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية "كريستيل"، على التوالي في عام 2012 بباريس وفي عام 2008 في ليون.

كما تتهمه امرأة ثالثة، هي منية رجوب، بـ9 عمليات اغتصاب خلال الفترة بين 2013 و2014.

ومنذ آخر استجواب قام به رمضان، وسّع مكتب المدعي العام في باريس التحقيق ليشمل قضية 3 ضحايا جديدات محتملات من بينهن سيدة تدعى "إلفيرا" هي المرأة الرابعة في فرنسا التي تقدم شكوى ضد رمضان.

كما تم التعرف على سيدتين أخريين في الصور الموجودة على جهاز الكمبيوتر الخاص برمضان، وتمت مقابلتهما في فبراير/شباط 2019. ولم يتم الاستماع إليهما من قِبل قضاة التحقيق، وفق الإذاعة الفرنسية.

ويُمنع طارق رمضان من مغادرة الأراضي الفرنسية منذ إطلاق سراحه من السجن. وللمرة الثانية، رفض القضاء طلبه بالسماح له بزيارة منزله في لندن، وفقا للإذاعة الفرنسية.

ويواجه السويسري من أصول مصرية، الذي تتوجه إليه أصابع الاتهام بأنه "سفير" الإخوان الإرهابية في أوروبا، اتهامات، يقول مراقبون إنها أزاحت الستار عن الوجه الحقيقي للإخوان، وشذوذهم المخفي تحت قناع الوعظ والإرشاد الزائف.

وعلاوة على القضايا المرفوعة ضده، يواجه رمضان إمكانية ملاحقته قضائيا أيضا في سويسرا التي درّس الفرنسية بأحد معاهدها الثانوية في تسعينيات القرن الماضي، ويشتبه باغتصابه عددا من تلميذاته، بل إن سيدة سويسرية تقدمت بالفعل بشكوى ضده بهذا الخصوص، ومن المنتظر أن يستمع إليها قاضي التحقيق في باريس بالأسابيع القليلة المقبلة.