حققت منظومة المياه السعودية نجاحًا كبيرًا في خدمة موسم الحج، حيث لعبت دورًا محوريًا في تلبية احتياجات الحجيج العام الماضي.
وأكد رئيس الهيئة السعودية للمياه، المهندس عبدالله العبدالكريم، أن هذا الإنجاز تحقق بالتوازي مع الجهود المتكاملة التي تبذلها كافة القطاعات في المملكة لخدمة الحجاج.
تمكنت منظومة المياه من رفع كميات الإنتاج والنقل والتوزيع إلى نحو 5 مليارات لتر من المياه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك خلال الفترة من يوم التروية وحتى نهاية اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة.
هذه الكمية الهائلة، بحسب خبراء، تكفي لتشكيل بحيرة ضخمة من المياه في قلب الصحراء.
تبدأ هذه الرحلة بتوفير المياه من البحر، حيث يتم تحليتها وتوزيعها على خزانات ضخمة، قبل أن تُنقل إلى نقاط مختلفة لتصل في النهاية إلى الحجاج.
هذه العملية تضمن توفير المياه بشكل سلس وآمن ليتمكن الحجاج من أداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة.
تعود جذور هذه الخدمة إلى عام 1926، حين أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود باستيراد آلات لتحلية مياه البحر. كان الهدف هو تلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين بالمياه العذبة، حيث كانت الكميات المتوفرة حينها بالكاد تكفي السكان المحليين. ومنذ ذلك الحين، استمرت المملكة في تطوير هذه المنظومة لتصبح واحدة من أفضل الأنظمة المائية في العالم.
وتُعد منظومة المياه السعودية اليوم نموذجًا يُحتذى به في التخطيط والتنفيذ لخدمة ملايين الحجاج سنويًا.