كيف تضررت المياه العذبة من أنشطة البشر على مدار 145 سنة؟
تلعب المياه العذبة دورا مهما في الحياة على سطح الأرض، لكن العلماء اكتشفوا أنها مهددة نتيجة التغيرات المناخية والأنشطة البشرية.
فالمياه العذبة تحفظ التوازن على سطح الأرض من خلال تنظيم درجات الحرارة، وبالتالي تتداخل في أنماط الطقس.
وقد توحد فريق دولي من الباحثين لاستكشاف التغيرات الحاصلة في دورة المياه العذبة على مدار 145 سنة من خلال تحليل البيانات، وقارنوا ما وجدوه مع حالة الأرض في عصر ما قبل الصناعة، ونُشرت الدراسة في دورية "نيتشر واتر Nature Water" في 4 مارس/آذار 2024.
مقارنة
يتميز البحث الذي أجراه الباحثون بدقته؛ إذ قاسوا تدفق مجاري المياه الشهرية ورطوبة التربة بدقة مكانية وزمانية عالية، وباستخدام بيانات للنماذج الهيدرولوجية، قارنوا بيانات الفترة ما بين عامي 1661 إلى 1860؛ أي خلال عصر ما قبل الصناعة؛ لتكون تلك الفترة بمثابة نقطة مرجعية، وبيانات الفترة ما بين عامي 1861 إلى 2005، وهي فترة عصر ما قبل الصناعة.
كان الغرض من هذه المقارنة هي قياس الانحرافات الحاصلة في دورة المياه العذبة عن مسارها الطبيعي، والذي كان موجودا في عصر ما قبل الصناعة، أي قبل تدخل الأنشطة البشرية، وبعدها.
ماذا وجدوا؟
حسنًا، كشفت النتائج عن وجود زيادة الانحرافات عن المعدل الطبيعي بنسبة 45% من مساحة الأرض.
وكتب مؤلفو الدراسة أنّ هناك تحوّلا كبيرا عن الظروف المرجعية في عصر ما قبل الصناعة، ما أدى إلى تغيرات في دورة المياه العذبة. الأمر الذي تسبب في تواتر الجفاف في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، في حين انتشرت رطوبة التربة في العديد من المناطق الشمالية والمعتدلة.
لماذا؟
تأتي تلك التغيرات في دورة المياه العذبة، حسب الدراسة، نتيجة ضغوطات الأنشطة البشرية المتمثلة في بناء السدود والري على نطاق واسع، بالإضافة إلى تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، كل تلك الظروف أتت بالسلب على موارد المياه العذبة، ما أثر على قدراتها على تنظيم العمليات البيئية والمناخية.
دعا الباحثون إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة للحد من الأنشطة البشرية المسببة للمشكلات المتعلقة بدورة المياه العذبة، وإلا سيزداد الأمر سوءا، مثلما كشف السيناريو الذي وجدوه من خلال دراستهم.