"جمعة الوعي" بمصر.. اصطفاف شعبي يئد فتنة الإخوان والجزيرة
اصطفاف مصري أحبط مخططات بث الفوضى التي اعتمدت على الفبركات وتزييف الواقع
"نحارب الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة وإنا لمنتصرون بإذن الله ثم بفضل جيش قوي وإرادة شعبية".. بتلك الكلمات التي أوردها بيان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أسدل الستار على يوم الجمعة، الذي أراده تنظيم الإخوان خراباً فارتد عليهم دماراً بسبب ما شهدته معظم المحافظات من مسيرات مؤيدة لاستقرار الدولة ومؤسساتها.
- خبراء عن كلمة السيسي: قوة وطمأنينة ضد دعوات الفوضى
- مداخلة هاتفية تحرج "الجزيرة": أين المسيرات المؤيدة؟
أسبوع مضى من التحريض المباشر على بث الفوضى، من خلال تزييف الحقائق وبث الأكاذيب عبر أبواق إعلامية مختلفة لخدمة أهداف التنظيم الإرهابي.
التقرير التالي يرصد تفاصيل جمعة الوعي التي حاصرت فوضى الإخوان.
عشية دعوات الفوضى
قبل ساعات من دعوات الفوضى التي دعا إليها تنظيم الإخوان عبر أبواقه الإعلامية، واصلت قناة الجزيرة القطرية التحريض على بث فيديوهات مفبركة للمرة الثانية رغم اعتراف القناة، الأسبوع الماضي، بزيف تلك الفيديوهات.
وبالتزامن مع تلك الأخبار الزائفة نشط ذباب التنظيم الإلكتروني عبر "السوشيل ميديا" من أجل التحريض للعنف والفوضى والاعتداء على مؤسسات الدولة.
حالة التحريض التي وصفها خبراء ومسؤولون بـ"المستميتة"، كشفت عن مدى التنسيق بين فلول تنظيم الإخوان وعدد من الدول؛ حيث وصف الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم البرلمان المصري، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قناة "الجزيرة" القطرية بـ"الأداة" التي تستخدم لإسقاط الدول العربية، وتعمل بشكل مكثف على تنفيذ مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي والدول التي تدعمها بنشر الفوضى والخراب.
وقال حسب الله: "إن البرلمان المصري سيتخذ إجراءات تشريعية حاسمة لمواجهة الشائعات والأكاذيب التي تستهدف أمن واستقرار البلاد".
وفي السياق نفسه، أكد أحمد عطا، الباحث المصري بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات بلندن، أن قناة الجزيرة تقوم بدور محدد لها ضمن مخطط كامل لنشر الفوضى في مصر، وهو المخطط الخاص بالتنظيم الدولي للإخوان، الذي بدأ العمل على تنفيذه منذ وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي.
الوعي والاصطفاف
في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة المصرية القاهرة قادماً من نيويورك، بعد مشاركته في اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولدى وصول السيسي وجّه كلمة لحشود استقبلته بمطار القاهرة، طمأن فيها المصريين قائلاً: "لا تقلقوا من شيء"، وطالبهم باليقظة لما يحاك ضد مصر.
وشدد الرئيس المصري على أن الشعب أصبح واعياً بمن يزيفون الواقع ويخدعون الناس، وأن بلاده قوية بشعبها.
وأضاف: "يا مصريين لن يتركوكم تنجحون أو تهنأون بشيء.. هي حرب بيننا وبينهم، بين مجموعة والشعب المصري بأكمله، فكيف تصدقونهم؟".
وتابع: "أقول للمصريين يوم ما هطلب من المصريين مثل يوم التفويض، رسالة للعالم كله هينزل الملايين مش أقل من كدة".
وأكد الرئيس السيسي أن "الإعلام عليه واجب كبير في توعية الناس والتصدي للشائعات والكذب الذي يقال للناس البسطاء".
وفي تعقيبه على كلمة الرئيس المصري، أكد الدكتور محمد جمعة، الباحث السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"العين الإخبارية"، أن كلمة الرئيس حملت رسائل طمأنة للرأي العام المصري في ظل الدعاية السوداء والتحريض ضد مصر من قنوات عدائية مثل قناة الجزيرة والقنوات التابعة للإخوان في الخارج.
ومن بين الرسائل الأخرى لكلمة السيسي أنه "مهما بلغت ضراوة الهجوم والتحريض ضد مصر فإن معادلة تماسك الداخل هو الأساس في خوض غمار أي معركة".
وشدد جمعة، على أن الخبرة السياسية التي تولدت لدى الشعب المصري كبيرة جداً ومنحتهم الكثير من الحصانة والمناعة في مواجهة دعوات التخريب والفوضى؛ لذا فإن قطاعات واسعة وكبيرة من الشعب لن تنساق وراء هذه الدعوات.
حملة إلكترونية لمواجهة دعوات التخريب
عقب كلمة السيسي لدى وصوله مطار القاهرة، دشن مصريون هاشتاقاً "تفويضنا للسيسي تاني" عبر صفحاتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، معلنين موقفهم الثابت من دعم الرئيس المصري ورفضهم أي دعوات تحريضية تستهدف أمن بلادهم.
وخلال ساعات قليلة من تدشين الهاشتاق، تفاعل آلاف المغردين المصريين بتدوينات تؤكد إدراكهم التام لخطورة حرب الشائعات ومحاولات الجماعة الإرهابية، التي تسعى لبث الفوضى في الشوارع المصرية.
وتداول مستخدمو تويتر، صوراً وفيدوهات تشير إلى إنجازات الحكومة المصرية في كل القطاعات الأمنية والسياسية والاقتصادية، واصفين السيسي بـ"منقذ مصر من الفوضى"، في إشارة إلى تحديات الفترة التي تبعت سقوط حكم الإخوان عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
- "تفويضنا للسيسي".. حملة إلكترونية مصرية لمواجهة دعوات التخريب
- مداخلة هاتفية تحرج "الجزيرة": أين المسيرات المؤيدة؟
وأكد المغردون مساندة قوات الجيش والشرطة المصرية في حربها ضد الإرهاب. وأشاروا إلى تفويضهم للقيادة السياسية المصرية للقضاء على كل الدعوات التحريضية التي تبنتها بعض الصفحات الإلكترونية المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية خلال الفترة الماضية.
مصر شمالا وجنوبا
من شمال مصر إلى جنوبها، تدفقت حشود على مختلف الميادين الرئيسية في المحافظات لتأييد السيسي، ورفض الدعوات التحريضية لإثارة الفوضى.
ففي العاصمة المصرية القاهرة، توافدت الحشود إلى منطقة المنصة بمدينة نصر شرقي القاهرة، رافضين الدعوات التخريبية ومحاولات جماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة استقرار وأمن مصر.
وفي شمال مصر، امتلأ ميدان القائد إبراهيم في الإسكندرية بالمؤيدين للرئيس المصري، معربين عن ثقتهم الكاملة بالقيادة السياسية لإدارة الموقف ومواجهة الدعوات التحريضية.
وفي السويس شمال شرق مصر، لم يختلف المشهد كثيراً؛ حيث خرجت مسيرات مؤيدة للسيسي، بعكس ما زعمت قناة "الجزيرة" من خروجهم في مظاهرات ضد النظام.
وفي المحلة ورغم الدعوات التحريضية التي دعمتها الإخوان الإرهابية، خرج عدد كبير بمحافظة الغربية في مسيرات منددة بالدعوات التخريبية، ومؤيدة للرئيس المصري.
وفي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية شرقي العاصمة المصرية القاهرة، وصلت المسيرات إلى منطقة النصب التذكاري لدعم وتأييد الاستقرار في البلاد، ولرفض دعوات الفوضى التي تروج لها قنوات تنظيم الإخوان الإرهابي.
واتسم المشهد في مدينة الأقصر جنوب القاهرة برفض المواطنين الانصياع لدعوات الجماعات الإرهابية؛ حيث أظهرت الصور والفيديوهات، التي التقطها مراسل "العين الإخبارية"، هدوءاً تاماً في الشوارع.
وتوافد آلاف المصريين إلى الميادين الرئيسية بالمحافظات، طيلة ساعات النهار، معربين عن سعادتهم لسقوط قناع الجماعة الإرهابية أمام العالم، عقب فشل دعوات التخريب للأسبوع الثاني على التوالي.
الجيش يعلن عن نجاحاته
بالتزامن مع دعوات العنف ونجاح وعي الشعب المصري، أعلنت القوات المسلحة في بيان، مقتل 118 تكفيرياً وتدمير 33 ملجأ للإرهابيين، واستشهاد وإصابة ضابط و9 جنود خلال تنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن على الطرق ومداهمة البؤر الإرهابية في شمال سيناء.
وأضاف البيان أن "عناصر المهندسين العسكريين فجرت 273 عبوة ناسفة زرعت لاستهداف قواتنا على طرق التحرك بمناطق العمليات، و11 فتحة نفق بالتعاون مع قوات حرس الحدود".
وشدد البيان على أن تلك الجهود تأتي لمكافحة الإرهاب على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، والحفاظ على الأمن والاستقرار للشعب المصري.
ومع زيادة المؤيدين للرئيس المصري، رفعت قناة "الجزيرة" القطرية راية الاستسلام أمام فشل دعواتها التحريضية، واضطرت إلى تجاهل التغطية في نهاية اليوم، وتحويل الاهتمام إلى أحداث أخرى في العالم.
القناة المحرضة غضت بصرها تماماً وتجاهلت المظاهرات الحاشدة المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
واستمراراً لمسلسل الكذب والتآمر على مصر وشعبها، عرضت القناة فيديوهات وصوراً مفبركة للأحداث داخل مصر للمرة الثانية.
وأظهرت الصور أحد المواطنين يرتدي "تي شيرت" باللون الأصفر في منطقة الوراق، والشخص نفسه أيضاً في محافظة قنا، كما ادعت القناة خروج مظاهرة في محافظة الأقصر، واتضح بعد ذلك أنه تم التقاطها من الخلف بعد خروج المواطنين من صلاة الجمعة.
بل وصلت أكاذيب "الجزيرة" إلى ذروتها، عندما قامت ببث صور مسيرات مؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وقامت بفبركة الصوت المصاحب لها، على أنها مظاهرات معارضة له.
ومن جانب آخر، أكدت هيئة الاستعلامات المصرية أن المئات من ممثلي وسائل الإعلام الدولية، خاصة مراسليها المعتمدين في القاهرة يواصلون تحركهم بحرية في أرجاء البلاد، خلال قيامهم بالتغطية الصحفية دون أي قيود.
سرطان الإرهاب
قال الرئيس المصري في كلمة للشعب المصري عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، مساء الجمعة، إن سرطان الإرهاب لا يزال يحاول خطف هذا الوطن ولكننا صامدون.
وأضاف السيسي "سلام على كل من روى بدمائه الزكية تراب هذا الوطن العظيم، اليوم نال الإرهاب الغاشم عدداً من أبنائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الغالية فداء لهذا الوطن".
وتابع: "نحارب الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة وإيمان وإنا لمنتصرون بإذن الله ثم بفضل جيش مصر القوي، جيش مصر الذي كان ولا يزال العقبة التي تتحطم عليها مطامع وأفكار أصحاب النفوس الخبيثة".
وقال: "شعب مصر العظيم، أود أن أؤكد أن معركتنا مع الإرهاب لم ولن تنتهي بدون إرادة شعبية عازمة على القضاء عليه بشتى أنواعه، سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس، ولذلك أود أن تكون غاية أمتنا هي القضاء على هذا الإرهاب وإعلاء مصلحة الوطن".
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg
جزيرة ام اند امز