حكم سقوط الجمعة لمن شهد صلاة العيد
قد يوافق عيد الفطر لعام 2023، يوم الجمعة، وبهذا يجتمع عيدان مهمان للمسلمين، فعلاوةً على الفرحة بالعيد السنوي الذي يتوّج شهر رمضان المبارك، يحتفل المسلمون بعيدهم الأسبوعي.
مع كل عيد يأتي يوم جمعة، تحدث حالة من الجدل بين قطاع يقول إن من صلى العيد أجزأه ذلك عن صلاة الجمعة، فلا يصليها، وطرف آخر يرد ويقول: "كيف تسقط السنة فريضة؟".
اختلفت المذاهب الإسلامية في هذه القضية، بسبب تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ" [أخرجه أبو داود].
قال البعض إن صلاة الجمعة تسقط وفق هذا الحديث على مَن صلى العيد، وهذا قول الإمام أحمد بن حنبل، حيث رأى أن مَن صلى العيد سقطت عنه الجمعة إلا الإمام فلا تسقط عنه إلا إذا لم يجتمع معه من يصلى به الجمعة، وفي رواية عنه إذا صليت الجمعة في وقت العيد أجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد، بناء على جواز تقديم صلاة الجمعة عنده قبل الزوال.
لكن المذاهب الأخرى كان لها رأي مختلف، حيث أكدت أن هذا الحديث إنما رخص رسول الله به لأهل العوالي، أي أهل ضواحي المدينة الذين كانوا يستغرقون وقتًا حتى يأتون لصلاة العيد أو الجمعة، فلو أنهم أتوا وذهبوا وأتوا وذهبوا مرتين في اليوم، لانقضى يوم العيد في الذهاب والإياب، وكان هذا الحديث موجه لهم، وقد أكد النبي هذا الاختلاف بقوله: "إنا مجمعون"، أي هو وأصحابه في المدينة سيصلون العيد والجمعة.
ولذلك ذهب مذهب الحنفية أنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فلا تجزئ إحدى الصلاتين عن الأخرى، بل يسن للشخص أو يجب عليه صلاة العيد والجمعة لأن الأولى سنة والثانية فرض.
ويرى الإمام مالك أن مَن صلى العيد تجب عليه صلاة الجمعة ولا تسقط.
وقد جمع الإمام الشافعي بين الرأيين، فقال إنه يجب صلاة العيد والجمعة معًا، غير أنه يرخص لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة.
ويؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاتي العيد والجُمُعة من الشعائر التي وجب إقامتها على جموع الأمة الإسلامية، ولا يسع الأمة جمعيها ترك واحدة منها وإن اجتمعتا في يوم واحد.
وأفتى المركز بأنه من وجد مشقة في الخروج لأداء صلاة الجمعة بعد أن صلى العيد جماعة؛ بسبب سفر أو مرض، أو بُعد مكان، أو فوات مصلحة مُعتبرة، فله أن يُقلِّد من أجاز ترك الجمعة لمن صلى العيد في جماعة، مع صلاتها ظهرًا أربع ركعات.
ومن لم يكن في أدائه الصلاتين مشقة عليه، ولا تفوته بأدائهما مصلحة معتبرة؛ فالأولى أن يؤديهما؛ إذ إن هدي سيدنا رسول الله ﷺ هو الجمع بين أدائهما.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز