من الإمارات إلى السودان.. قطار السلام يصل محطة جديدة (تسلسل زمني)
محطة جديدة مهمة وصلها قطار السلام، بإعلان السودان وإسرائيل، الخميس، التوقيع على اتفاق سلام (الاتفاق الإبراهيمي) في غضون أشهر.
وبهذا الإعلان تصبح الخرطوم أحدث المنضمين لركب السلام الذي أطلقته دولة الإمارات قبل أكثر من عامين، بتوقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل.
سلام إماراتي إسرائيلي أُعلن عنه في 13 أغسطس/آب 2020، قبل التوقيع عليه بالبيت الأبيض في 15 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وسط حضور دولي لافت.
ومنذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي مرّ قطار السلام على مدار نحو 29 شهرا بمحطات مهمة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.
محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يساهم التعاون بين شركاء السلام في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين شعوبها.
إحدى أبرز وأهم نتائج هذا الاتفاق أن دولة الإمارات فتحت من خلاله الباب أمام العرب لتوسيع آفاق الاستقرار، حيث شجع الاتفاق انضمام البحرين والمغرب والسودان تباعا لقطار السلام، وبدء حقبة جديدة من التعاون بين تلك الدول وإسرائيل، تقوم على التعاون والشراكة.
فعقب خطوة دولة الإمارات الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول 2020 وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
ويوما بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وبعد نحو 3 شهور من توقيع اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، أعلن المغرب الانضمام لمسار السلام في 10 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
ورغم أن السودان سبق أن أعلن في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020 الانضمام لمسار السلام، إلا أن تلك الخطوة تأخرت على أرض الواقع نتيجة التطورات والتحديات التي يعيشها السودان في المرحلة الانتقالية، قبل أن يتفق الطرفان مجددا، أمس الخميس، على العودة إلى مسار السلام.
وأعلنت إسرائيل أن وزير خارجيتها إيلي كوهين أجرى، الخميس، زيارة "تاريخية" إلى الخرطوم، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تم خلالها وضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق سلام بين البلدين، من المقرر توقيعه بواشنطن "في غضون أشهر قليلة".
ومنذ توقيع اتفاقيات السلام الإبراهيمية نشطت الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة واتفاقيات التعاون التي تؤكد أن شركاء السلام يمضون قدما في استثمار ثمار السلام الذي تحقق، والتأسيس عليه لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
أحد أهم تلك الاجتماعات في هذا الصدد "قمة النقب" التي عقدت نهاية مارس/آذار الماضي، بمشاركة وزراء خارجية دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والبحرين والمغرب وإسرائيل.
وأثبتت القمة أهمية التعاون بين شركاء السلام (الإمارات والمغرب والبحرين ومصر وأمريكا وإسرائيل)، في وضع خارطة طريق تقود لبيئة أمنية إقليمية مستقرة، تكون داعمة للحوار ونشر السلام من أجل النهوض بمستقبل المنطقة.
ومع انضمام السودان لمسار السلام، يتوقع أن تنضم الخرطوم لمنتدى النقب، بما يسهم في توسيع مظلة السلام وتعظيم مكاسبه.
أيضا من أبرز نتائج هذا الاتفاق وما تبعه من اتفاقيات سلام مماثلة تعزيز العلاقات التنموية والاقتصادية والعلمية الثنائية بين الدول الأطراف في تلك الاتفاقيات، ضمن رؤية تنموية شاملة تستهدف تحقيق الازدهار والتنمية لشعوب تلك الدول، ويدعم أمنها واستقرارها.
وشهد التعاون الثنائي بين الدول الموقعة على الاتفاقات الإبراهيمية للسلام تطورات ملحوظة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والطاقة والبيئة والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة والتعليم والبحوث، وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
تطورات تؤكد أن منافع تلك الاتفاقيات تتجاوز الجانب السياسي إلى تعاون لا تقتصر فائدته على مواطني تلك الدول فقط، بل يعود بالنفع على الإنسانية ككل.
كذلك أسهمت تلك الاتفاقات في توفير مسار جديد لدعم القضية الفلسطينية من دول داعمة للسلام، أصبح لها صوت مسموع ومؤثر، وأضحت لها القدرة على إيصاله لإسرائيل والعالم، وهو ما ترجمته دولة الإمارات في مناسبات عدة اتخذت خلالها مواقف قوية وصلت لاستدعاء سفير إسرائيل لديها (كما حدث في أبريل/نيسان الماضي) احتجاجا على توترات شهدتها القدس آنذاك.
وتستعرض "العين الإخبارية" التسلسل الزمني لأبرز محطات قطار السلام:
اتصال تاريخي
13 أغسطس/آب 2020، اتصال هاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جرى خلاله الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات.
وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن "وقف إسرائيل خطة ضم أراض فلسطينية".
11 سبتمبر/أيلول 2020: العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وترامب ونتنياهو، يتفقون في مكالمة هاتفية مشتركة "على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
15 سبتمبر/أيلول 2020: التوقيع على معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، واتفاقية إعلان تأييد السلام بين تل أبيب والمنامة بواشنطن، حيث مثل نتنياهو إسرائيل، بينما مثل دولة الإمارات وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومثل البحرين وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني.
12 أكتوبر/تشرين الأول 2020: وصول سفينة "MSC-PARIS" الإماراتية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي لتصبح أول سفينة إماراتية تصل إلى إسرائيل، إيذانا بافتتاح أول خط تجاري بحري بين الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2020: مملكة البحرين وإسرائيل توقعان بيانا تاريخيا مشتركا حول إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين.
23 أكتوبر/تشرين الأول 2020: ترامب ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ونتنياهو يتفقون في بيان مشترك على "تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما".
18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: وصول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى تل أبيب، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى دولة إسرائيل.
26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: هبوط أول رحلة تجارية منتظمة تشغلها "فلاي دبي" من مطار دبي الدولي في مطار تل أبيب بن غوريون الدولي، وكان في استقبالها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، على رأس وفد رفيع المستوى.
10 ديسمبر/كانون الأول 2020: التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة المغربية والاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وأكد عاهل المغرب الملك محمد السادس أن التدابير التي تم الاتفاق عليها "لا تمس بأي حال من الأحوال الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
13 ديسمبر/كانون الأول 2020: مطار دبي الدولي يستقبل الرحلة الافتتاحية لخطوط العال الإسرائيلية قادمة من تل أبيب.
25 يناير/كانون الثاني 2021: وزير المخابرات الإسرائيلي آنذاك إيلي كوهين يصل الخرطوم في زيارة هي الأولى لوزير إسرائيلي على رأس وفد رسمي.
تعيين سفراء.. وافتتاح السفارات
1 مارس/آذار 2021: سفير دولة الإمارات محمد محمود آل خاجة يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس دولة إسرائيل كأول سفير لدولة الإمارات لدى دولة إسرائيل.
29 يونيو/حزيران 2021: إسرائيل تفتتح سفارتها في أبوظبي، وقنصليتها في دبي، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد للإمارات، في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير إسرائيلي للإمارات منذ توقيع البلدين معاهدة السلام.
14 يوليو/تموز 2021: محمد محمود آل خاجة سفير الإمارات لدى دولة إسرائيل يفتتح سفارة الإمارات في تل أبيب رسميا بحضور إسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل.
25 يوليو/تموز 2021: إسرائيل تعين أمير حايك كأول سفير لها في الإمارات.
12 أغسطس/آب 2021: وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد يفتتح رسميا مكتب اتصال في الرباط، بعد يوم من وصوله إلى العاصمة المغربية في زيارة وصفت بالتاريخية، وتعتبر الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ عام 2003.
31 أغسطس/آب 2021: وصول السفير البحريني لدى إسرائيل خالد الجلاهمة إلى تل أبيب لتسلم مهامه رسميا، ليكون رابع سفير عربي في تل أبيب بعد سفراء مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، بعد الإعلان عن تعيينه في مارس/آذار من العام نفسه.
2 سبتمبر/أيلول 2021: إسرائيل تعين إيتان نائيه أول سفير لها لدى البحرين.
زيارات تاريخية
12 ديسمبر/كانون الأول 2021: رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت يقوم بزيارة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في أول زيارة رسمية، أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأكدت دولة الإمارات ودولة إسرائيل، في بيان مشترك عقب الزيارةـ رغبتهما المشتركة في دعم العديد من مجالات التعاون المهمة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال إنشاء صندوق مشترك للبحث والتطوير.
30 يناير/كانون الثاني 2022: الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يجري زيارة تعتبر الأولى من نوعها إلى دولة الإمارات، أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
14 فبراير/شباط 2022: رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت يصل العاصمة البحرينية المنامة بأول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي إلى المملكة، أجرى خلالها مباحثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتم خلالها اتفاق البلدين على إنشاء خطة ثنائية مدتها عشر سنوات تسمى "استراتيجية السلام الدافئ المشتركة"، ستكون بمثابة خارطة طريق لتنمية العلاقات بين الجانبين، على أن تتم مراجعتها بشكل مشترك من قبل وزارتي خارجية البلدين.
منتدى النقب
27 و28 مارس/آذار 2022: قمة تاريخية في النقب بمشاركة وزراء خارجية شركاء السلام الخمسة (دولة الإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل)، إضافة إلى مصر التي سبق أن وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.
وخلال تلك القمة اتفق وزراء خارجية الدول الست على تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم ومنصة تعاون إقليمي، تستهدف تعزيز الرخاء والاستقرار والازدهار على الصعيد الإقليمي ودعم مصالح كل دول المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الحلول للتحديات القائمة بما يحقق مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة.
27 يونيو/حزيران 2022: عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية لـ"منتدى النقب" في البحرين، في خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار والتعاون والسلام في المنطقة.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على وثيقة إطار عمل لمنتدى النقب، وتحديد آلية عمل هيكله الرباعي المكون من: (الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية والرئاسة واللجنة التنسيقية ومجموعات العمل الست).
11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022: عقد اجتماع للجنة التنسيقية لمنتدى النقب عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور كبار المسؤولين من وزارات خارجية الدول الست، لبحث جهود تعزيز التعاون الإقليمي والشراكة بين الدول الأعضاء من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام، بما يعود بالخير والرخاء والتنمية المستدامة على دول منطقة الشرق الأوسط وشعوبها كافة.
ثمار السلام
13 سبتمبر/أيلول 2022: المفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق يقوم بزيارة "غير مسبوقة" لإسرائيل، أجرى خلالها مباحثات تتناول سبل تعزيز التعاون العسكري وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار.
4 ديسمبر/كانون الأول 2022: الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يقوم بزيارة إلى البحرين، كأول رئيس دولة إسرائيلي يزور مملكة البحرين.
وأكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الإسرائيلي خلال لقائهما أن اتفاق المبادئ الإبراهيمية وإعلان تأييد السلام بين البلدين يجسدان عزم البلدين على تعزيز قيم السلام والتعايش والإخاء، وترسيخ التسامح والتعايش بين الأديان والمعتقدات، والعمل المشترك على بناء علاقات تعاون بناء ومثمر يؤدي إلى تحقيق الخير والنماء والاستقرار والازدهار لما فيه خير وصالح شعوب المنطقة.
11 ديسمبر/كانون الأول 2022: الإمارات وإسرائيل تصادقان على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان 31 مايو/أيار الماضي، في خطوة تؤكد نجاح السلام في بناء الشراكات وتعزيز التنمية.
وتستهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وتحفيز التجارة البينية غير النفطية بين البلدين وصولاً إلى 10 مليارات دولار سنوياً في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.
9 و10 يناير/كانون الثاني 2023: عقد الاجتماع الأول لمجموعات عمل "منتدى النقب" بالإمارات بحضور مسؤولين من الدول الست الأعضاء بالمنتدى وهي دولة الإمارات والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل.
وبحثت 6 مجموعات عمل خلال تلك الاجتماعات تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء الست في 6 مجالات، وهي: الأمن الغذائي والتكنولوجيا المائية، والرعاية الصحية، والتعليم والتعايش السلمي، والطاقة النظيفة، والأمن الإقليمي، والسياحة،
16 و17 يناير/كانون الثاني 2023: عقد الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي-الإسرائيلي في مجال الدفاع في الرباط، وتم خلال الاجتماع بحث مختلف مجالات التعاون العسكري الثنائي، لا سيما اللوجستيك والتكوين والتدريبات، وكذلك اقتناء وتحديث التجهيزات.
انضمام السودان
2 فبراير/شباط 2023: وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يصل إلى الخرطوم في أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى السودان، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
تم خلال الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق سلام بين البلدين، من المقرر توقيعه بواشنطن "في غضون أشهر قليلة".