الإرهاب الحوثي يتحدى الأمم المتحدة.. من النفط إلى السجون
مليشيا الحوثي الانقلابية تواصل أعمالها الإرهابية في اليمن رغم إطلاق الأمم المتحدة دعوات لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا
تواصل مليشيا الحوثي تحدي الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار بتصعيد عسكري غير مسبوق في محافظات يمنية مختلفة، وبعد أقل من 24 ساعة على استهداف منشأة نفطية في مأرب، شرقي البلاد، كان قسم النساء في السجن المركزي بتعز هدفا للإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
وخلال أقل من أسبوعين، أطلقت الأمم المتحدة 5 دعوات للأطراف اليمنية تطالبهم فيها بوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة الانتشار المتحمل لفيروس كورونا الجديد، إلا أن المليشيا الحوثية واصلت أعمالها الإرهابية من مأرب شرقا، إلى تعز جنوبا.
ولم تعد المواقع العسكرية هي الهدف الوحيد للمليشيا الحوثية، فالمنشآت النفطية التي تعد من أهم مقدرات البلد ويفترض تحييدها من الصراع، وسجون النساء، باتت هي الأخرى أهدافا لصواريخ الانقلابيين العمياء التي تسعى جاهدة لتبديد فرص السلام باليمن.
وزعمت المليشيا الحوثية، خلال اليومين الماضيين، أنها تسعى لوقف الحرب حسب تصريحات لبعض قاداتها، لكن استمرار التصعيد في أكثر من مدينة يمنية، يكشف عن أنها مجرد أداة في أيدي ملالي إيران الساعين لخلط الأوراق وإطالة أمد الحرب، بهدف استخدام اليمن كمنصة لابتزاز دول الجوار.
وندد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك بالجرائم الحوثية الأخيرة والتصعيد ضد الدعوات الأممية، وقال في تصريحات نقلتها وكالة "سبأ" الرسمية، مساء الأحد، إن الجريمة الإرهابية البشعة على سجن النساء، وما سبقها من استهداف لمحطة ضخ النفط التابعة لشركة صافر، ومحاولة استهداف الأراضي السعودية والاستمرار في جرائم الحرب ضد المدنيين، يقدم دليلا جديدا ودامغا للمجتمع الدولي، على الطبيعة الإجرامية لهذه المليشيات.
وفيما أوضح أن تلك الأعمال تؤكد إصرار المليشيا على تعميق أسباب الحرب التي أشعلتها منذ انقلابها وتوسيع دائرة الضحايا لتطال كافة اليمنيين وفي كل مكان، أشار رئيس الحكومة اليمنية إلى أن استمرار التغاضي الدولي على هذه الجرائم، يشجع مليشيا الحوثي على المضي في مشروعها التخريبي والتدميري، ضاربة عرض الحائط بكل قرارات المجتمع الدولي الملزمة والمحاولات المبذولة لوضع حد لمعاناة اليمنيين وإنهاء الحرب.
مجزرة سجن النساء
في الوقت الذي كانت السلطات القضائية بتعز ترتيب للإفراج عن 120 سجينا بموجب توجيهات الحكومة الشرعية للإفراج عن السجناء بالقضايا غير الجسيمة وتخفيف الازدحام بالسجون من أجل التصدي للانتشار المحتمل لفيروس كورونا، كان قسم النساء في مجمع السجن المركزي هدفا لـ3 قذائف حوثية إرهابية.
وقال مدير مكتب الصحة بتعز عبدالرحيم السامعي: إن حصيلة القصف الحوثي ارتفع إلى 6 من نزيلات قسم النساء في السجن المركزي، فيما أصيبت 25 سجينة أخريات.
وأشار المسؤول اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن الحصيلة النهائية للجريمة لم تتضح بعد، خصوصا وأن حالة 5 سجينات مصابات حرجة للغاية.
ومن بين الضحايا، عدد من الأطفال كانوا بزيارات إلى أهاليهم، فضلا عن طفلتين كانتا تعيشان بالسجن رفقة والدتيهما منذ سنوات، وفقا لمصدر أمني.
وقوبلت المجزرة الحوثية بتنديد حقوقي واسع، واعتبر تحالف منظمات المجتمع المدني "رصد"، القصف بأنه متعمد لإفشال المساعي الإنسانية لإطلاق سراح السجناء حفاظا على أرواحهم من تفشي وباء كورونا.
تدمير منشآت النفط
خلافا لسفك دماء المدنيين الأبرياء، تتجه مليشيا الحوثي الانقلابية لتدمير البنية التحتية الاقتصادية لليمن، وذلك باستهداف منشآت نفطية بمحافظة مأرب، كانت أبرز إنجازات البلد منذ عقود مضت.
وقال مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية": إن المليشيا الحوثية استهدفت محطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر بصاروخ باليستي، بعد عدة محاولات بطائرات مسيرة تم اعتراضها وتدميرها من قبل الجيش الوطني.
وقالت وزارة النفط اليمنية إن العملية الإرهابية الحوثية جاءت في وقت تتحرك فيه الحكومة لإعادة تشغيل القطاعات النفطية بهدف رفد الاقتصاد الوطني.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعمد مليشيا الحوثي تدمير المنشآت النفطية، حيث منعت سابقا فريق خبراء الأمم المتحدة من معاينة وصيانة "ناقلة النفط صافر"، التي تحتوي على أكثر من مليون برميل نفط بالحديدة، رغم مرور ٥ أعوام على الصيانة الدورية.
وذكر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على تويتر، مساء الأحد، أن الاعتداء الإجرامي على المنشآت النفطية بمأرب التي كلف تشييدها ملايين الدولارات، يؤكد أن المليشيا الحوثية لا تجيد سوى الهدم والتخريب، وأن نهجها قائم على تدمير الدولة ومقدراتها والعبث بالاقتصاد الوطني وسياسة التجويع والإفقار للشعب اليمني لتركيعه وإذلاله.
وحمّل الوزير اليمني، المليشيا الحوثية، المسؤولية الكاملة عن الاعتداء التخريبي على إحدى أهم المنشآت الاقتصادية والحيوية وسلامة الناقلة النفطية صافر، داعيا الأمم المتحدة لإدانة واضحة والضغط على المليشيا لوقف استهداف المكتسبات الوطنية والحيلولة دون وقوع كارثة كبرى في سفينة النفط صافر.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز