من واشنطن إلى أبوظبي.. "الإمام المنقذ" على منصات التكريم
الجائزة سلسلة ضمن الجوائز التي فاز بها "الإمام المنقذ"، ففي مطلع العام الجاري كرمته الولايات المتحدة الأمريكية
جاء حصول الإمام النيجيري أبوبكر عبدالله، الأربعاء، على درع تعزيز السلم ضمن فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي، تتويجا لجهوده في إنقاذ عشرات المسيحيين في بلاده من موت محقق.
- النيجيري عبد الله أبوبكر يفوز بدرع تعزيز السلم بمنتدى أبوظبي
- عبدالله أبوبكر.. خاطر بحياته لإنقاذ 262 مسيحيا
وتعد الجائزة سلسلة من ضمن الجوائز التي فاز بها "الإمام المنقذ"، ففي مطلع العام الجاري كرمته الولايات المتحدة الأمريكية، كما منحته الخارجية الأمريكية جائزة الحريات الدينية الدولية.
لحظات عصيبة
يونيو/حزيران 2018، داهم أكثر من 300 مسلح من قبيلة الفولاني المسلمة 10 مناطق في ولاية بلاتو وسط نيجيريا، تدين غالبيتها بالمسيحية، حيث أطلق المسلحون الرصاص بشكل عشوائي وقتلوا نحو 80 مسيحيا.
ومع صوت الرصاص ودخان حرق المنازل، فر المئات بحياتهم إلى الغابات والقرى المجاورة، لكن المسلحين تعقبوهم إلى هناك أيضا.
بعد ساعة تقريبا من الهجوم، وصل 262 مسيحيا إلى قرية "يلوان غيندي أكواتي" القريبة، ولم يكن مر على انتهاء صلاة الجمعة وقت طويل، حيث يقطن عبدالله أبوبكر وهو إمام مسجد القرية.
أخفى الإمام الثمانيني عبدالله، وهو من إثنية الهوسة، المسيحيين الفارين مغامرا بحياته، حيث أدخل النساء إلى منزله أولا ثم الرجال إلى المسجد.
وقال أبوبكر: "كان المسجد مفتوحا، فسمحنا للمسلمين والمسيحيين بالدخول إليه للاحتماء وكذلك إلى بيتي. طلبنا من الجميع الاستلقاء على الأرض لتجنب التعرض لطلقات الرصاص".
وحينما وصل المسلحون إلى القرية، خرج الإمام أبوبكر ومساعده عمر عبدالله للتفاوض معهم، وأثناء التفاوض توسل الإمام أبوبكر إلى المسلحين حتى شرع في البكاء، وأجبرهم على المغادرة في النهاية بدون التعرض للفارين العزل.
سفير الحرية الدينية الدولية سام براونباك لفت خلال حفل توزيع الجوائز في واشنطن إلى أن عبدالله خاطر بحياته ورفض التخلي عنهم عندما سأله المتطرفون عن مكان وجودهم.
وقال في الصدد ذاته: "تصرفه دليل على شجاعته وحبه لأخيه الإنسان مهما كانت معتقداته".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الجهة المنظمة للجائزة، الممنوحة لمناصري الحرية الدينية، إن عبدالله أسدى خدمة للإنسانية بوقوفه إلى جانب إخوته المسيحيين.
وحصل أبوبكر أيضا على إشادة واسعة في نيجيريا، وحظي قبل سفره باستقبال من يامي أوسينباجو نائب الرئيس النيجيري.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة إن أبوبكر عبدالله "كتب اسمه بماء الذهب في الساحة الدولية، وسيتردد صدى أفعاله في كل مكان، وأينما كانت هناك مناقشات حول التسامح الديني والود بين المسيحيين والمسلمين في البلاد وحول العالم".
ويوجد اسم الإمام النيجيري على رأس قائمة للحصول على جائزة وطنية في بلاده.