أبوبكر عبدالله.. خاطر بحياته لإنقاذ 262 مسيحيا
النزاعات المستمرة منذ سنوات لم تكن بدافع الدين ولكن أساسها نزاعات على ملكية الأراضي الزراعية وتربية المواشي
فاز الإمام النيجيري أبوبكر عبدالله، الأربعاء، بدرع تعزيز السلم ضمن فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي.
الإمام النيجيري ضرب مثالا في التسامح، حيث أنقذ ما يقرب من 262 مسيحيا من القتل المحقق.
البداية
يشهد وسط نيجيريا، منذ عام 2013، نزاعات متكررة بين الرعاة المسلمين من قبائل الفولاني والمزارعين المسيحيين، وفي ظل تلك النزاعات تظهر نقطة مضيئة تكشف التسامح والإنسانية.
النزاعات المستمرة منذ سنوات لم تكن بدافع الدين، ولكن أساسها نزاعات على ملكية الأراضي الزراعية وتربية المواشي.
يونيو/حزيران 2018، داهم أكثر من 300 مسلح من قبيلة الفولاني المسلمة 10 مناطق في ولاية بلاتو وسط نيجيريا، يدين غالبيتها بالمسيحية، حيث أطلق المسلحون الرصاص بشكل عشوائي وقتلوا نحو 80 مسيحيا.
ومع صوت الرصاص ودخان حرق المنازل، فر المئات بحياتهم إلى الغابات والقرى المجاورة، لكن المسلحين تعقبوهم إلى هناك أيضا.
التسامح ينتصر
بعد ساعة تقريبا من الهجوم، وصل 262 مسيحيا إلى قرية "يلوان غيندي أكواتي" القريبة، ولم يكن مر على انتهاء صلاة الجمعة وقت طويل، حيث يقطن عبدالله أبوبكر وهو إمام مسجد القرية.
أخفى الإمام الثمانيني أبوبكر عبدالله، وهو من إثنية الهوسة، المسيحيين الفارين مغامرا بحياته، حيث أدخل النساء إلى منزله أولا ثم الرجال إلى المسجد.
وقال أبوبكر: "كان المسجد مفتوحا، فسمحنا للمسلمين والمسيحيين بالدخول إليه للاحتماء وكذلك إلى بيتي. طلبنا من الجميع الاستلقاء على الأرض لتجنب التعرض لطلقات الرصاص".
وحينما وصل المسلحون إلى القرية، خرج الإمام أبوبكر ومساعده عمر عبد الله للتفاوض معهم، وأثناء التفاوض توسل الإمام أبوبكر إلى المسلحين حتى شرع في البكاء، وأجبرهم على المغادرة في النهاية بدون التعرض للفارين العزل.
ووصف أبوبكر هذه اللحظات بأنها كانت عصيبة، وقال: "هم جيراني، لم تكن لنا معهم مشكلة أبدا. عشنا بسلام حتى جاء هؤلاء المهاجمون وبدأوا في تدمير القرية وقتل الناس. لم أكن لأترك هذا يحدث. لذا طلبت من الفارين الاحتماء بالمسجد ومنزلي".
بعد انسحاب المهاجمين، ظل الفارون في حماية الإمام في مسجده ومنزله لخمسة أيام متتالية، قبل أن ينتقلوا إلى مخيم للنازحين.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز