بالصور.. أكثر 5 وظائف برودة في العالم

مات بينيت، قائد فريق تشغيل بمجمد صناعي يواجه نفحة هائلة من الهواء المثلج لحظة دخوله مقر العمل في درجة حرارة تصل إلى 30 تحت الصفر
يدفع الطقس البارد في فصل الشتاء الناس إلى البقاء بمنازلهم لفترات طويلة ويجعل الليل أطول وأكثر برودة، لكن وظائف البعض تجعلهم يعانون من الصقيع طوال العام.
صحيفة "الجارديان" البريطانية رصدت أكثر 5 وظائف برودة في العالم بعد التواصل مع العاملين بها.
مدير مخازن تبريد
يواجه مات بينيت (26 عاماً)، قائد فريق تشغيل مجمد صناعي لدى شركة "تشيلتيرن" البريطانية في مدينة بيتيربورو، لحظة دخول المجمد نفحة هائلة من الهواء المثلج في وجهه، إذ تتراوح درجة الحرارة بالداخل بين 18 و25 تحت الصفر، وعند العمل في آخر المجمد تصل درجة الحرارة إلى 30 تحت الصفر، وتتكون رقائق ثلج في بعض الأوقات.
وقال بينيت إنه يستيقظ في الـ4 صباحاً ويرتدي جورباً وسترة حراريين ثم قميص وفوقه آخر من النوع الثقيل وفوقهما معطف ثم معطف آخر من الصوف، وعندما يصل إلى العمل يرتدي بذلتين كاملتين فوق بعضهما وسترة وحذاء مخصصين للمجمد وقبعة صوف فوقها قبعة أخرى خشنة بها أيضاً غطاء للرقبة والأذنين.
خبير انهيارات الجليد
عانى جيمي تارت (41 عاماً)، الذي يعمل في دورية تزلج ويدرس كيفية التعامل مع الانهيارات الجليدية في ولاية يوتاه الأمريكية، من انخفاض درجة حرارة الجسم مرة واحدة في عام 2005 عندما كان في كولورادو ويقف على إحدى قمم الجبال في درجة حرارة 40 تحت الصفر وسرعة رياح 60 ميلاً في الساعة، إذ كان يوم بعد عاصفة كبيرة وكانت الرؤية منعدمة.
وعمل تارت في مجال السلامة الجليدية لمدة 16 عاماً، كما تدرب على التنبؤ بالانهيارات الجليدية والعواصف الثلجية وتجنبها، موضحاً أن عمله يتضمن الكثير من الوقوف دون حركة ومتابعة الرياح والنزول في حفر جليدية عميقة وتحليل طبقات الثلوج.
عالم محيطات قطبية
يعمل طالب شهادة الدكتوراه مادي روزفير (27 عاماً) في أنتاركتيكا، ويقيم في هوبارت بولاية تاسمانيا الأسترالية، لدراسة كيفية إذابة المحيطات للجروف الجليدية التي تعمل مثل غطاء الزجاجة، بمجرد إزالته يبدأ الجليد المرتكز في الأرض في التدفق أسرع إلى المحيطات ما يزيد مستوى مياه البحر.
وقال روزفير إنهم يعملون بشكل أكبر خلال شهور الصيف، خاصة ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، إذ تصل درجة الحرارة إلى 25 درجة تحت الصفر، ويكون ضوء الشمس موجوداً 24 ساعة يومياً، مشيراً إلى أنهم يعانون مع خطر الصقيع الذي يبقيهم محتجزين داخل القاعدة أغلب الوقت، وهي قاعدة في أنأى مكان بالعالم، وهو ما يفقدهم حريتهم بشكل كبير، إذ يتحركون سوياً دائماً.
راعي خيول
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يجد ميخائيل إيتيجلو (56 عاماً)، والمقيم في أويمياكون بدولة روسيا، أي عمل، وتعيّن عليه التفكير في طريقة لتوفير معيشة لعائلته لذلك قرر بدء مشروعه الخاص الذي تضخّم وأصبح لديه 100 حصان ويعمل مع ابنه وصهره.
وقال إيتيجلو إن الخيول ينمو عليها فراء إضافي خلال فصل الشتاء لتحصل على طبقة من الدهن تساعدها على التدفئة، موضحاً أنهم يعيشون في أشد صقيع، إذ تتراوح درجة الحرارة هناك بين 20 و50 تحت الصفر خلال الشتاء.
صيادة وجامعة مؤن
تعيش ريناي زاكار (40 عاماً) في بلدة يجوجيج بولاية ألاسكا الأمريكية على فمّ نهر في نقطة التقائه ببحيرة إليامنا، إّ يعيش 60 شخصاً فقط في تلك البلدة، وتتجمد البحيرة بين ديسمبر/ كانون الأول ومايو/ أيار، وتستغرق أسبوعاً فقط في درجة حرارة 35 تحت الصفر لتتجمد بالكامل.
وقالت زاكار إن جمع المؤن جزء أساسي في حياتها منذ الصغر، إذ يأتي نصف طعام عائلتها من الأسماك والنباتات والحيوانات التي يصطادونها ويجمعونها ويحفظونها بأنفسهم، مشيرة إلى أن أصقع الشهور هو مارس/ أذار، إذ بلغت أقل درجة حرارة شهدتها زاكار 45 تحت الصفر.
وأشارت إلى أن البحيرة تتجمد مرتين إلى 3 مرات خلال فصل الشتاء في الـ16 عاماً الأخيرة، وهو ما يخيفها، إذ لا يستطع السكان هناك الصيد أو السفر والانتقال بين البلدات بسهولة، ما يجعل الحياة أصعب.
وتوقعت أن تكون الحياة هناك جيدة لنحو 20 عاماً لكنها ستتحول إلى صحراء مع الوقت لأن الأمطار قليلة وكذلك بدأت كميات الثلوج المتساقطة في الانخفاض.